Drawer trigger

خصائص النبي في القرآن الكريم

بعض الصفات الّتی سنذکرها مشترکة بین النبیّ صلى الله علیه وآله وسلم وبین غیره لکنّها موجودة فیه فی أعلى درجاتها. أ- أنّ ذکره صلى الله علیه وآله وسلم متقدّم على غیره. ب- أنّه أولى بالاتّصاف بها من غیره. ج- أنّه أکثر اتّصافاً بها من غیره. فمثلاً قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِینَ﴾(1) فإنّ العزّة العلیا لله عزّ و جلّ لا یشارکه فیها أحد. ثمّ هی لرسوله لا یشارکه فی مرتبته أحد. ثمّ هی بعد ذلک للمؤمنین جمیعاً. قال الله سبحانه ﴿یَا أَیُّهَا النَّبِیُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاکَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِیرًا* وَدَاعِیًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِیرًا﴾(2). فهو صلى الله علیه وآله وسلم: 1 - الشاهد على الخلق فی أنّهم هل یطیعون التعالیم الّتی جاء بها أو یعصوها. 2 - و هو المبشّر بالجنّة لمن أطاع الله سبحانه. 3 - و هو النذیر بالعقاب لمن عصى الله سبحانه. 4 - و هو الداعی إلى الله بإذن الله سبحانه، أی الداعی إلى طاعته و رحمته. 5 - و هو السراج المنیر بالعلم و الحقّ و الهدى. 6 - و هو المرسل رحمة للعالمین. قال سبحانه: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاکَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِینَ﴾(3). 7 - و هو المرسل إلى کافّة الناس قال سبحانه: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاکَ إِلَّا کَافَّةً لِّلنَّاسِ﴾(4). و هو بمعنى الجمیع: یعنی أرسلناک إلى الناس جمیعاً. 8 - و هو رسول الله قال سبحانه: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ﴾(5). و قال جلّ جلاله: ﴿رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ یَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً * فِیهَا کُتُبٌ قَیِّمَةٌ﴾(6). یعنی فیها کتابات ذات قیمة عظیمة و یراد بها القرآن الکریم. 9 - و هو الذکر. قال الله سبحانه: ﴿أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِیدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ یَا أُوْلِی الْأَلْبَابِ الَّذِینَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَیْکُمْ ذِکْرًا * رَّسُولًا یَتْلُو عَلَیْکُمْ آیَاتِ اللَّهِ مُبَیِّنَاتٍ لِّیُخْرِجَ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾(7). 10 - و هذه الآیة الکریمة و عدد آخر تدلّ أیضاً على أنّه صلى الله علیه وآله وسلم: التالی. لأنّه یتلو علینا آیات الله مبینات. 11 - و هو أیضاً یخرج الّذین آمنوا و عملوا الصالحات، من ظلمات الغوایة والجهل إلى نور الحقّ و العدل. کما سمعنا من الآیة نفسها. 12 - و طاعته مقرونة بطاعة الله سبحانه و کلاهما واجبة. قال سبحانه: ﴿یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ أَطِیعُواْ اللّهَ وَأَطِیعُواْ الرَّسُولَ﴾(8). 13 - بل طاعته صلى الله علیه وآله وسلم هی طاعة الله سبحانه، قال تعالى: ﴿مَّنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ﴾(9). 14 - و الاستجابة إلیه مقرونة بالاستجابة لله سبحانه. قال تعالى: ﴿الَّذِینَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ﴾(10). و قال جلّ جلاله: ﴿اسْتَجِیبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاکُم لِمَا یُحْیِیکُمْ﴾(11). 15 - و الإیمان به صلى الله علیه وآله وسلم مقرون بالإیمان بالله جلّ جلاله قال سبحانه: ﴿وَیَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا﴾(12). 16 - و ولایته مقرونة بولایة الله تعالى. قال جلّ جلاله: ﴿إِنَّمَا وَلِیُّکُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِینَ آمَنُواْ﴾(13). و قال سبحانه: ﴿وَمَن یَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِینَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾(14). 17 - و فضله مقرون بفضل الله قال تعالى: ﴿وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ سَیُؤْتِینَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ﴾(15). و قال سبحانه: ﴿وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ﴾(16). 18 - و صدقه مقرون بصدق الله سبحانه. قال سبحانه: ﴿وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ﴾(17). 19 - و نصره مقرون بنصر الله سبحانه، قال جلّ جلاله: ﴿وَیَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾(18). 20 - و عزّته مقرونة بعزّة الله سبحانه، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِینَ﴾(19). 21 - و الکفر به مقرون بالکفر بالله سبحانه. قال جلّ جلاله: ﴿إِنَّهُمْ کَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ﴾(20). 22 - و عصیانه مقرون بعصیان الله سبحانه قال تعالى: ﴿وَمَن یَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِینَ فِیهَا أَبَدًا﴾(21). 23 - و شقاقه، أی المعاندة ضدّه، مقرونة إلى الشقاق ضدّ الله سبحانه، قال الله عزّ و جلّ: ﴿ذَلِکَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾(22). 24 - و محادته، أی الکید له و العمل ضد أهدافه، مقرونة بمحادة الله تعالى. قال جلّ جلاله: ﴿إِنَّ الَّذِینَ یُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِکَ فِی الأَذَلِّینَ﴾(23). و قال سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِینَ یُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ کُبِتُوا کَمَا کُبِتَ الَّذِینَ مِن قَبْلِهِمْ﴾(24). 25 - و حربه مقرون بحرب الله سبحانه، قال تعالى: ﴿فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ﴾(25). أی توقّعوا ذلک. 26 - و محاربته مقرونة بمحاربة الله سبحانه. قال جلّ جلاله: ﴿إِنَّمَا جَزَاء الَّذِینَ یُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَیَسْعَوْنَ فِی الأَرْضِ فَسَادًا﴾(26). 27 - و براءته مقرونة ببراءة الله سبحانه، قال تعالى: ﴿بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِینَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِکِینَ﴾(27). 28 - و رضاؤه مقرون برضاء الله جلّ جلاله، قال تعالى: ﴿وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن یُرْضُوهُ إِن کَانُواْ مُؤْمِنِینَ﴾(28). 29 - و إیذاؤه مقرون بإیذاء الله سبحانه، قال سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِینَ یُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا وَالْآخِرَةِ﴾(29). 30 - و عهده مقرون بعهد الله تعالى، قال جلّ جلاله: ﴿کَیْفَ یَکُونُ لِلْمُشْرِکِینَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ﴾(30). (ستأتی تکملة لبعض الخصائص فی الدرس التاسع "دفاعٌ عن النبیّ صلى الله علیه وآله وسلم " ص116) المصادر : 1- سورة المنافقون، الآیة: 8 2- سورة الأحزاب، الآیتان: 45 46. 3- سورة الأنبیاء، الآیة: 107. 4- سورة سبأ، الآیة: 28. 5- سورة الفتح، الآیة: 29. 6- سورة البینة، الآیتان: 2 3. 7- سورة الطلاق، الآیتان: 10 11. 8- سورة النساء، الآیة: 59. 9- سورة النساء، الآیة: 80. 10- سورة آل عمران، الآیة: 172. 11- سورة الأنفال، الآیة: 24. 12- سورة النور، الآیة: 47. 13- سورة المائدة، الآیة: 55. 14- سورة المائدة، الآیة: 56. 15- سورة التوبة، الآیة: 59. 16- سورة التوبة، الآیة: 74. 17- سورة الأحزاب، الآیة: 22. 18- سورة الحشر، الآیة: 8. 19- سورة المنافقون، الآیة: 8. 20- سورة التوبة، الآیة: 84. 21- سورة الجن، الآیة: 23. 22- سورة الحشر، الآیة: 4. 23- سورة المجادلة، الآیة: 20. 24- سورة المجادلة، الآیة: 5. 25- سورة البقرة، الآیة: 279. 26- سورة المائدة، الآیة: 33. 27- سورة التوبة، الآیة: 1. 28- سورة التوبة، الآیة: 62. 29- سورة الأحزاب، الآیة: 57. 30- سورة التوبة، الآیة: 7. http://ar.rasekhoon.net/