Drawer trigger

المواجهة مع رسول اللّه وآله

المواجهة مع رسول اللّه وآله

المواجهة مع رسول اللّه وآله

مكان الطباعة :

بیروت

رقم الطبع :

الأولي

عدد المجلدات :

1

(0 الأصوات)

QRCode

(0 الأصوات)

المواجهة مع رسول اللّه وآله

المقدمه الحمد اللّه رب العالمين، واصلى واسلم بافضل صلاه واتم تسليم، على حبيبنا، وقره اعيننا، سيد ولد آدم، وخاتم الانبياء والمرسلين محمد، وعلى آله الطيبين، سفن النجا، ونجوم الهدى، وباب حطه، واحد الثقلين، واهل المنزله والشرف والفخر والرئاسه، صلاه وسلاما دائمين متلازمين متكررين فى كل لحظه وحين الى يوم الدين اما بعد: فها انا اضع بين يدى عشاق الحقائق الشرعيه المجرده كتابى السادس(المواجهه القصه الكامله) وهو اول كتاب من نوعه يعالج هذا الموضوع بذات الهيئه والمضمون والمنهجيه. وقد عنيت بالمواجهه تلك المجابهه التى حدثت عبر التاريخ بين رسول‏اللّه محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم من جهه، وبين اعداء اللّه الذين كرهوا ما انزل اللّه، فتبرعوا نيابه عن الجنس البشرى فجابهوا رسول‏اللّه وآله، وقاوموهم، وكادوا لهم كيدا، ومكروا بهم مكرا، وحاربوهم حربا مسلحه طوال احدى وعشرين سنه منها ثلاث عشره سنه قبل الهجره وثمانى سنين بعد الهجره. ثم احاط الرسول وآله باعداء اللّه، واغلق فى وجوههم كل الابواب، وترك باب الاسلام مفتوحا، فاستسلم اعداء اللّه، وذكرهم بمكرهم، وان كان مكرهم لتزول منه الجبال -ولما ذلوا واستسلموا، عفا رسول‏اللّه عنهم قائلا: (اذهبوا فانتم الطلقاء)، وتلفظوا بالشهادتين، فعرفوا بالمسلمين الطلقاء، وعاشوا بنعيم فى ظلال حريه الاسلام، ونظام المساواه، والعدل، وتكافو الفرص الاسلامى واحترام كرامه الانسان، ولاح لمجتمع دوله الرسول ان اعداء اللّه بالامس والذين صاروا اليوم(مسلمين طلقاء) قد استقاموا، ولم لا، فالبواطن اختصاص الهى، وليس للبشر الا ظواهر الامور وانشغل المجتمع الاسلامى بالاهم. وجاء نصر اللّه والفتح، وخرج العرب جميعا ومواليهم من دوائر الشرك الى دائره التوحيد، فلم يعد بوسع عربى ان يعلن شركه وتوحد العرب، ولاول مره فى تاريخهم، تحت خيمه دوله النبى، دوله الايمان التى عاش فى ظلالها العرب والعجم، والموالى والصرحاء، مع كل الالوان ينعمون جميعا بالحريه، والمساواه، والعدل، والكرامه الانسانيه، وتكافو الفرص كثمرات طبيعيه لتطبيق القوانين الالهيه التى بينها النبى بيانا كاملا وشاملا ونقلها من النص الى التطبيق، ومن النظر الى الواقع، ومن الكلمه الى الحركه عبر مسيرتى الدعوه والدوله. وحج رسول‏اللّه بالناس، واعلن امام وفود الحجيج، ان حجته تلك هى حجه الوداع، وانه قد خير فاختار ما عند اللّه، وانه يغتنم فرصه تجمع المسلمين، ويعلن امامهم بامر من ربه فى ذلك المكان(غدير خم) ان اللّه تعالى قد امره باعلان على بن ابى طالب وليا للامه واماما لها من بعده، فهو ولى من كان النبى وليه ومولى من كان النبى مولاه. فتقدمت الجموع وبايعت‏الامام‏على، وهناته بالولايه، وكان ابوبكر وعمر من اوائل المبايعين والمهنئين، وبايعه الطلقاءايضا. وفى ذات الموقف اعلن النبى امام ذلك الجمع المهيب بان الهدى لا يدرك الا بالتمسك بالثقلين: كتاب اللّه وعتره النبى اهل بيته، وان الضلاله لا يمكن تجنبها الا بالتمسك بهذين الثقلين معا. ثم نادى النبى باعلى صوته: (الا هل بلغت) وصاحت الجموع الاسلاميه بصوت واحد: لقد بلغت يا رسول‏اللّه، اديت الامانه، وبلغت الرساله، وتركت الناس على‏المحجه البيضاء. فقال الرسول: اللهم انى اشهدكم‏عليهم. ويهبط جبريل الامين، ومعه آيه الاكمال (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم‏نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا) (1) وتلى النبى آيه الاكمال على المجتمعين، ففرح‏المجتمعون بكمال الدين، وتمام النعمه، ورضا الرب الحكيم بولايه على. وبدا للناس ان‏المواجهه قد وضعت اوزارها، وان الشرعيه الالهيه قد القت جرانها فى الارض، وعاد الناس الى ديارهم على هذا الاساس. بطون قريش: فى هذا الوقت، توحدت بطون قريش تماما مره اخرى كما توحدت ضد النبى، وهبطت من بهاء التدبير الالهى، الى ظلمه تدبيرها، فقال قائلها: ليس من العدل ان يكون النبى من بنى هاشم، وان يكون الولى منهم. وليس من الحكمه ان يعط‏ى اهل بيت النبوه هذا الدور المميز!! ...