Drawer trigger

حقيقة الاعتقاد بالإمام المهدي المنتظر

حقيقة الاعتقاد  بالإمام المهدي المنتظر

حقيقة الاعتقاد بالإمام المهدي المنتظر

(0 الأصوات)

QRCode

(0 الأصوات)

حقيقة الاعتقاد بالإمام المهدي المنتظر

المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد رسول الله وخاتم النبيين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، الذين اصطفاهم وميزهم على علم من عباده المسلمين أما بعد: فبعد أن طبعت كتابي الحادي عشر (الهاشميون في الشريعة والتاريخ) صممت على الشروع بتأليف كتاب خاص عن (القضاء والافتاء عند أهل بيت النبوة) وجمعت وهيأت المصادر والمراجع المتعلقة بهذا الموضوع ورتبتها على طاولتي، ولم يبق علي سوى المباشرة فعلا بالكتابة، بعد ذلك اجتمعت مع أخ كريم، وصديق بارز، فسألني عن مشاريعي الجديدة بعد طباعة كتابي الأخير، فأخبرته بما عزمت عليه، فقال أبو علي: لقد أثبت بالدليل القاطع في كتابيك (المواجهة) و(الهاشميون في الشريعة والتاريخ) أن عدد الأئمة الشرعيين من بعد النبي اثنا عشر إماما، فما رأيكم لو كان كتابك الثاني عشر عن الإمام الثاني عشر من أئمة أهل بيت النبوة وهو الإمام المهدي المنتظر؟ ثم إنك قد غطيت بالبحث والدراسة الفكر السياسي لأهل بيت النبوة خاصة، والنظام السياسي الإسلامي عامة من خلال مؤلفاتك فلماذا تترك هذه الثغرة، لأن نظرية الإمام المهدي المنتظر مقطع بارز بالفكر والنظام السياسي الإسلامي، وأن الإمام المهدي هو المؤسس الفعلي لدولة آل محمد التي ستكون آخر الدول، وبالتالي فلا يمكنك تجاهل هذه الحقائق، أو القفز عنها، والاهم أن تناول الإمام المهدي بالبحث والدراسة يشكل إغلاقا مناسبا لدائرة بحوثك عن الفكر السياسي العالمي عامة، ولفكر أهل بيت النبوة خاصة، وبعد ذلك فلا تثريب عليك لو طرقت أي موضوع شئت. فاقتنعت. بصواب الاقتراح، وتفاءلت خيرا، ولكني أوجست في نفسي خيفة وتهيبت كثيرا، لأن: كافة المعلومات المتعلقة بالإمام المهدي من أنباء الغيب التي لم تقع بعد، ولا مجال فيها للاجتهاد ولا للتحليل، بل آلت إلى الأمة من الأحاديث النبوية الشريفة، ثم إن الحديث النبوي نفسه قد تعرض لمحنة قاسية حيث منعت دولة الخلافة التاريخية كتابة ورواية الأحاديث النبوية منعا باتا قرابة مائة عام تحت شعار (حسبنا كتاب الله) وزاد المشكلة تعقيدا أن دولة الخلافة قد عزلت أئمة أهل بيت النبوة، وهم ورثة علمي النبوة والكتاب، وفرضت عليهم نوعا من الإقامة الجبرية، وهكذا حوصرت أنباء الغيب محاصرة تامة، وبعد المائة عام حدث الانفراج عن مصادر تلك الأنباء، وبدأ المسلمون يروون ويكتبون الأحاديث النبوية علنا!! هذه الظروف تجعل الوصول إلى الحقائق الشرعية الصادرة بالفعل عن رسول الله أمرا ليس سهلا. ويكمن الخوف والتهيب في منهجية عرض وتقديم نظرية الإمام المهدي المنتظر، فالعشرات من العلماء الأجلاء قد بحثوا هذه النظرية، وعرضوها بأشكال متشابهة، وما ينبغي أن يكتب يجب أن يكون مختلفا تماما. ثم إن شعور النخبة المستنيرة من المسلمين ولا شعور الخاصة والعامة من أبناء الجنس البشري قد انفض تماما من حول العقائد والأنظمة الوضعية، ويئس من قدرتها على إنقاذ البشرية، وقد حمت عندهم وتواترت بينهم، واقتنعوا بأن العالم الإنساني لن ينقذه، ولن يخلصه من مستنقعات واقعه إلا المهدي المنتظر!! فعشقوه عشقا، وعشقوا حكومته العالمية التي سيخضع لسلطانها كافة سكان الكرة الأرضية، والملتزمة بتطهير الأرض من الظلمة، ونشر العدالة المطلقة في أرجائها، وتحقيق الكفاية التامة والرخاء المطلق لكل بني البشر، وإتمام المصالحة التامة بينهم بعد أن تقتلع جذور الخلاف والاختلاف فيسود الانسجام التام، هؤلاء بحاجة إلى دعم معنوي من الباحث، وتنسيق خاص لأنباء الغيب المتعلق بمثل هذه الأمور، والاهم كيف يرتقي الواقع العالمي إلى مستوى فهم الإمام المهدي وأهدافه وغاياته المعلنة؟ وبتعبير أدق كيف تتسلسل الحادثات وحلقات الوقائع تسلسلا منطقيا بحيث تؤدي أو تفضي مباشرة إلى دولة آل محمد، أو إلى عهد الإمام. المهدي المنتظر؟ وكيف نخلص هذا الكم من الآمال من بين مخالب واقع عالمي يبعث على اليأس والقنوط؟ كل هذا يحتاج إلى قدرة هائلة على الاستقراء والاستنباط والمقارنة وتحليل الثوابت من النصوص تحليلا يبقيك دائما ضمن دائرتها. واجتزت حواجز التهيب والخوف، وصممت على الكتابة، وجمعت مجموعة كبيرة من المراجع أهمها وأعظمها على الإطلاق (معجم أحاديث الإمام المهدي) الذي ألفته الهيئة العلمية في مؤسسة المعارف الإسلامية تحت إشراف سماحة الأخ والصديق الشيخ علي الكوراني، وهو يقع على خمسة مجلدات اشتملت على كافة الأحاديث النبوية وأحاديث أئمة أهل بيت النبوة، وشرعت بالكتابة، ولم أجد بحمد الله ومنته عسرا، ولا حرجا، لأن مولانا الإمام المهدي يسر وفرج. وبعد أن أتممت الكتاب أيقنت أن قوانيننا، ومناهجنا وأساليبنا بالتغيير، تعكس حجم قدراتنا وقوانا المحدودة، وأن لله نواميس وأساليب بالتغيير تعكس حجم قدرته التي استطال بها على كل شيء، لا إله إلا هو شديد المحال، الكبير المتعال. وقد اشتمل فهرس الموضوعات على الأبواب والفصول ويمكنني القول وبغير ادعاء أن الكتاب مختلف تماما عن الكتب التي سبقته والتي عالجت نفس الموضوع، لقد قدمت نظرية الإمام المهدي المنتظر، بروح العصر ولغته بعد أن أصلتها وجذرتها دينيا وتاريخيا. اللهم اجعل عملي خالصا لوجهك الكريم، وتقبل منا إنك أنت السميع العليم وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين. المحامي أحمد حسين يعقوب