منذ القرون الأولى للإسلام، ظلّت الفتن والملاحم وأشراط الساعة من أكثر الموضوعات التي أثارت اهتمام المحدّثين والمفكرين. وفي هذا السياق، يبرز كتاب الفتن للإمام الحافظ نعيم بن حمّاد المروزي بوصفه من أقدم وأوسع ما جُمع من الروايات التي تتحدث عن الاضطرابات السياسية والاجتماعية والروحية التي تصيب الأمة قبل قيام الساعة. إنه سجلٌّ روائيّ لتاريخٍ مستقبليٍّ، ومرآة لعقيدة المسلمين في الابتلاء والتمحيص والانتظار.

<h3 data-start="655" data-end="670"></h3>
<h3 data-start="655" data-end="670">عن الكتاب</h3>
يُعدّ الفتن من أقدم المصنفات الحديثية في موضوع الملاحم والفتن، وأحد المصادر الأساسية التي أثّرت بعمق في كتب التراث الإسلامي عند أهل السنّة والشيعة على السواء. ألّفه الإمام نعيم بن حمّاد الخزاعي المروزي (ت 229هـ)، أحد كبار الحفّاظ في القرن الثالث الهجري، ومن أشدّ مناوئي المعتزلة وأهل الرأي، وتُوفّي في سجن المعتصم بسبب مواقفه. يتألف الكتاب من عشرة أجزاء متفاوتة في عدد الأبواب، يخلو من المقدمة والخاتمة، ويقتصر على جمع الروايات دون شرحٍ أو تعليق. لم يبيّن المؤلف سبب تقسيمه هذا، كما أنّ التكرار في الأحاديث ظاهرٌ فيه؛ إذ يُقدّر أن ربع الكتاب تقريبًا يضم روايات مكرّرة. يُروى أن أبا زيد عبد الرحمن بن حاتم المرادي سمع الكتاب من مؤلفه في مصر سنة 280هـ، أي بعد نحو خمسين عامًا من وفاته. ومع أن نسبة الكتاب إلى نعيم ثابتة عند المتأخرين، إلا أن المحدثين الأوائل لم يذكروه، ما جعل توثيقه محلّ نقاش علمي.

<h3 data-start="1491" data-end="1507"></h3>
<h3 data-start="1491" data-end="1507">ما ستكتشفه</h3>
<ul data-start="1508" data-end="2901">
 	<li data-start="1508" data-end="2324">
تنظيم فريد في عشرة أجزاء:

<ul data-start="1544" data-end="2324">
 	<li data-start="1544" data-end="1640">
الجزء الأول: تسمية الفتن وعددها وأنواعها، وذكر الخلفاء بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله).
</li>
 	<li data-start="1643" data-end="1745">
الجزء الثاني: ذكر الخلفاء الراشدين ومن يليهم حتى عهد الملوك، مع أخبار بني أمية والعصمة من الفتن.
</li>
 	<li data-start="1748" data-end="1836">
الجزء الثالث: فتنة ابن الزبير، وسقوط بني أمية، وظهور بني العباس والترك وفتن الشام.
</li>
 	<li data-start="1839" data-end="1968">
الجزء الرابع والخامس: السفياني والرايات الثلاث، وصفة المهدي المنتظر وظهوره، وبيعة مكة وفتوحات المهدي، منها فتح القسطنطينية.
</li>
 	<li data-start="1971" data-end="2059">
الجزء السادس والسابع: انتصارات المسلمين بالشام ومصر وظهور الدجال وفتحه للإسكندرية.
</li>
 	<li data-start="2062" data-end="2148">
الجزء الثامن: نزول عيسى بن مريم (عليه السلام)، وقتله الدجال، وخروج يأجوج ومأجوج.
</li>
 	<li data-start="2151" data-end="2242">
الجزء التاسع: الخسف والزلازل والنار التي تحشر الناس إلى الشام، وطلوع الشمس من مغربها.
</li>
 	<li data-start="2245" data-end="2324">
الجزء العاشر: خروج الدابة والترك والحبشة، وتحديد الأزمنة التقريبية للفتن.
</li>
</ul>
</li>
 	<li data-start="2326" data-end="2515">
منهج الرواية: ينقل المؤلف الأحاديث دون تعليق أو ترجيح، ومعظم الأسانيد موقوفة على الصحابة والتابعين مثل كعب الأحبار ومحمد بن الحنفية، وقليل منها مرفوع إلى النبي (صلى الله عليه وآله).
</li>
 	<li data-start="2516" data-end="2691">
القيمة التاريخية: رغم ضعف أسانيده وكثرة تكراراته، فقد شكّل الفتن قاعدة لروايات كثيرة وردت لاحقًا في كتب مثل عقد الدرر والفتن لابن كثير والبيان في أخبار الزمان.
</li>
 	<li data-start="2692" data-end="2901">
الجانب النقدي: نبّه الذهبي إلى أنّ نعيم بن حمّاد أورد “غرائب وعجائب” في هذا الكتاب، وكثيرًا من الروايات “المردودة”، وبعضها يُظهر أثر الوضع السياسي آنذاك، مثل روايات تفضيل خلفاء بعينهم أو نسبتهم للمهدي.
</li>
</ul>
<h3 data-start="2908" data-end="2923"></h3>
<h3 data-start="2908" data-end="2923">عن المؤلف</h3>
الإمام نعيم بن حمّاد بن معاوية الخزاعي المروزي (ت 229هـ) حافظٌ من كبار أئمة الحديث في القرن الثالث الهجري، وأحد تلامذة الإمام عبد الله بن المبارك. اشتهر بثباته على مذهب أهل الحديث، ورفضه لمنهج المعتزلة في محنة خلق القرآن، فسُجن في زمن المعتصم العباسي ومات في السجن. له مصنفات عديدة، منها كتاب الزهد والسنن والفتن، لكن أكثرها لم يصلنا إلا جزئيًا. وقد أثنى عليه العلماء في الحفظ والتمسك بالسنة، مع الإشارة إلى كثرة غرائب رواياته.

<h3 data-start="3372" data-end="3392"></h3>
<h3 data-start="3372" data-end="3392">لمن هذا الكتاب</h3>
هذا الكتاب موجه إلى الباحثين في الحديث النبوي، وأدبيات الملاحم والفتن، والدراسات المهدوية، وإلى القرّاء الراغبين في تتبّع جذور الفكر الإسلامي في تفسير الأحداث المستقبلية والابتلاءات الكبرى التي تصيب الأمة. كما أنه مصدرٌ مهمّ لفهم تطور تصور المسلمين للظهور المهدوي وأشراط الساعة عبر التاريخ.

المؤلف

المحرر

المترجم

عنوان مشترك

عدد المجلدات

persian title

مكان الطباعة

سنة النشر

رقم الطبع

الناشر

qr code

religion

المحقق

shabak

source

source address

translated

Custom Canonical

is suggested

rate

Indexing

SEO Title

view

votes

الفتن

نُعَيم بن حمّاد بن معاوية بن الحارث بن همّام بن سلمة بن مالك الخزاعي، المروزي، كنيته أبو عبد الله (تُوفي سنة 228 هـ)، كان محدّثًا معروفًا من أهل السنة. وُلِدَ في مرو الرود، وطاف في العراق والحجاز يلتمس الحديث وطلب العلم، ثم انتقل إلى مصر فأقام فيها مدّة طويلة، حتى حُمل إلى العراق في خلافة الخليفة العباسي المعتصم بالله. وقد ابتُلي في محنة خلق القرآن، فامتنع عن القول بمخلوقيّة القرآن، فقيّد وسُجن حتى مات في الحبس. له مصنّفات في الحديث، وكان من شيوخ الإمام البخاري من المصريين.

<h3 data-start="488" data-end="509">موقفه في المحنة</h3>
قال محمد بن سعد: «طلب نعيم الحديث كثيرًا بالعراق والحجاز، ثم نزل مصر، فلم يزل بها حتى أُشخص منها في خلافة أبي إسحاق بن هارون (المعتصم)، فسُئل عن القرآن، فأبى أن يجيب بما أرادوه منه، فحُبس بسامراء، وظلّ محبوسًا حتى مات في السجن سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين.»
وقال أبو القاسم البغوي، وإبراهيم بن عرفة نفطويه، وابن عدي: «توفي سنة تسعٍ وعشرين ومائتين. وزاد نفطويه قائلاً: كان مقيدًا محبوسًا لامتناعه عن القول بخلق القرآن، فجرّ بأقياده وأُلقي في حفرة، ولم يُكفّن، ولم يُصلَّ عليه، وفُعل به ذلك بأمر صاحب ابن أبي دؤاد، يعني المعتصم.»
وقال أبو بكر الطرسوسي: «أُخذ نعيم بن حماد في أيّام المحنة سنة ثلاثٍ أو أربعٍ وعشرين ومائتين، وأُودع السجن، فمات فيه سنة تسعٍ وعشرين ومائتين، وقد أوصى أن يُدفن في قيوده وقال: إني مخاصِم (أي أحتجّ على ظالميّ يوم القيامة).»

<h3 data-start="1264" data-end="1285">في نقده وتوثيقه</h3>
روى له الإمام البخاري في صحيحه مقرونًا بغيره، ولم يُخرج له فيه سوى موضع أو موضعين، وروى له الإمام مسلم في مقدّمة صحيحه حديثًا واحدًا فقط.
وقال الإمام الذهبي: «نعيم ثقة في نفسه، ولكن لا تطمئنّ النفس إلى رواياته.» وقال يحيى بن معين: «يَروي عن غير الثقات.» وقال المحدّث صالح جزرة: «كان يحدّث من حفظه، وله مناكير كثيرة لا يُتابع عليها. سمعت يحيى بن معين يُسأل عنه فقال: ليس بشيء في الحديث، لكنه صاحب سُنّة.»
وقال الإمام الذهبي أيضًا: «قلتُ: لا يجوز لأحد أن يحتجّ به، وقد صنّف كتاب الفتن، فجاء فيه بعجائب ومناكير.»
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني: «هو صدوق، يُخطئ كثيرًا، فقيه، عارف بالفرائض. مات سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين على الصحيح. وقد تتبّع ابن عدي ما أخطأ فيه، وقال: باقي حديثه مستقيم.»

born

Death

أبو عبدالله نعيم بن حماد المروزي

أبو عبدالله نعيم بن حماد المروزي

Death:

أبو عبدالله نعيم بن حماد المروزي

Author Books