Drawer trigger

حفظ النبي ( صلى الله عليه وآله ) من قبل الله تعالى

قدم عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة يريدان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقيل : يا رسول الله هذا عامر بن الطفيل قد أقبل نحوك . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( دعه ، فإن يرد الله به خيراً يهده ) . فأقبل حتى قام عليه ، فقال : يا مُحمد مالي إن أسلمت ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( لك ما للمسلمين ، وعليك ما عليهم ) . قال : تجعل لي الأمر بعدك . قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( ليس ذلك إليَّ ، إنما ذلك إلى الله يجعله حيث شاء ) . قال : فتجعلني على الوبر وأنت على المدر ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( لا ) . قال : فماذا تجعل لي ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( أجعل لك أَعِنَّةَ الخيل تغزو عليها ) . قال : أَوَ ليس ذلك إلي اليوم ؟ فكان عامر قد قال لأربد : إذا رأيتني أكلمه فدر من خلفه فاضربه بالسيف . فدار أربد ليضربه ( صلى الله عليه وآله ) فاخترط من سيفه شبراً ، ثم يبست يده على سيفه ولم يقدر على سلِّه ، ولم يستطع تحرير يده ، وحاول جاهداً دون جدوى ، فقال : اكفنيها بما شئت . فأرسل الله تعالى على أربد صاعقة فاحرقته ، وعصم الله نبيّه ، وولَّى عامر هارباً . وقال : يا محمد دعوت ربَّك فَقتل أربد ؟ والله لأملأنَّها عليك خيلاً جرداً وفتيانا مرداً . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( يمنعك الله من ذلك وأبناء قيلة ، يعني الأوس والخزرج ) . فنزل عامر بيت امرأة سلولية ، فلما أصبح ضمَّ عليه سلاحه وخرج وهو يقول : والله لئن أصحر إليَّ محمد وصاحبه – يعني ملك الموت – لأنفذهما بِرُمحِي . فأرسل الله تعالى ملكاً فأثراه في التراب – أي لطمه بجناحيه فأثراه في التراب – وخرجت عليه غُدَّة كَغُدَّة البعير عظيمة ، فعاد إلى بيت السلولية وهو يقول : أَغُدَّةً كَغُدَّةِ البعير ، وموت في بيت سلولية . ثم ركب فرسه فمات على ظهر الفرس ، فانزل الله تعالى : ( وَيُرسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبَ بِهَا مَنْ يَشَاءُ ) الرعد : 15 .