التشاور في الفكر الإسلامي

معنى كلمة (المشورة)

في الإسلام المشورة لها اهمية خاصة . و المشورة هي أخذ رأي الآخرين في أمرٍ ما . و قد عدَّ القرآن الكريم و الروايات الإسلامية المشورة واجباً إلزامياً .

أهمية المشورة

أولى القرآن الكريم للمشورة أهميةً خاصة , ووصفها بصفة المؤمنين و عرَّفها إلى جانب الصلاة لبيان أهميتها الكبيرة « و الذین استقاموا لربهم و اقاموا الصلاه و امرهم شوری بینهم و ما رزقناهم ینفقون » ( شوری آیه ۳۸)

ما هي الأمور التي نطلب فيها المشورة ؟

إن الناس الذين يعتمدون في أعمالهم على المشورة أقلُّ عثرات من غيرهم. و لكن علينا أن نعلم أن مشورة أيَّ شخصٍ أمام حكم الله لا جدوى منها و لا فائدة لها. في غزوة بدر كان الحكم الإلهي هو الجهاد ضدَّ الكفار , أمَّا اختيار مكان المعسكر الذي سيقيم به المقاتلين المسلمين كان من مسؤوليتهم هم , لذا قام الرسول الأكرم (ص) باستشارة رفاقه للوصول إلى رأيٍ صائبٍ و عملي لاختيار مكان معسكر المسلمين. قال الرسول الأكرم (ص) في المشورة : « إذا كان أمراؤكم خياركم وأغنياؤكم سمحاءكم وأمركم شورى بينكم، فظهر الأرض خير لكم من بطنها. وإذا كان أمراؤكم شراركم و أغنياؤكم بخلاءكم وأموركم إلى نسائكم، فبطن الأرض خير لكم من ظهرها. » (تحف العقول ص ۳۶ ). الإمام علي (ع) عرَّف المشورة بأنها: 1-    الاستشارة عين الهداية 2-    لا يستغني العاقل عن المشورة. 3-    المشورة سبب للنمو. 4-    من شاور الرجال شاركها في عقولها. 5- شاور ذوي العقول تأمن من الزلل والندم. و قال الإمام الصادق (ع) بهذا الخصوص : إن الـمـشورة لا تكون إلا بحدودها الأربعة فأولها أن يكون الذي تشاوره عاقلا,والثاني أن يكون حـرا مـتـديـنـا, والـثـالـث أن يـكون صديقا مؤاخيا, والرابع أن تطلعه على سرك فيكون علمه به كعلمك. المحاسن ج ۲ص ۶۰۲ ). و قال الرسول الأكرم (ص) مخاطباً الإمام علي (ع): يا علي لا تشاور جبانا فإنه يضيق عليك المخرج , ولا تشاور البخيل فانه يقصر بك عن غايتك , ولا تشاور حريصا فإنه يزين لكو اعلم يا علي أن الجبن و البخل و الحرص غريزة واحدة يجمعها سوء الظن. ( بحار الانوار ج۷ ص ۳۴ ) و عن الإمام على (ع) و يقول لمالك الأشتر : وَلَا تُدْخِلَنَّ فِي مَشُورَتِكَ بَخِيلًا يَعْدِلُ بِكَ عَنِ الْفَضْلِ وَيَعِدُكَ الْفَقْرَ وَلَا جَبَاناً يُضْعِفُكَ عَنِ الْأُمُورِ وَلَا حَرِيصاً يُزَيِّنُ لَكَ الشَّرَهَ بِالْجَوْرِ فَإِنَّ الْبُخْلَ وَالْجُبْنَ وَالْحِرْصَ غَرَائِزُ شَتَّى يَجْمَعُهَا سُوءُ الظَّنِّ بِاللَّهِ. .(نهج البلاغه نامه ۵۲)   في السيرة النبوية الشريفة نرى صور عديدة للشورى . 1-في أمور الحرب و الجيش كغزوة بدر , الخندق , بني قريظة ,بني نضير . 2-في التهمة التي وُجهَت لزوجته عائشة . 3-في بعث أفراد إلى منطقة ما للتبليغ عن الإسلام . و كما ذكرنا سابقاً إن المشورة في أمرٍ أنزل الله فيه حكماً أو ذكره الرسول الكريم (ص) في أحاديثه أمر لا جدوى منه لا وبل يعتبر رفضاً لأمر الله عزَّ و جل .

            المصادر:

1-القرآن الكريم 2-نهج البلاغة 3-بحار الأنوار 4المحاسن (ابو جعفر برقي) 5-تحف العقول (ابن سعبة طرني) 6-سيرة ابن هشام (ابن هشام) 7_المغازي