زواج الإمام علي من الزهراء عليهما السلام
زواج الإمام علي من الزهراء عليهما السلام
0 Vote
20 View
من كتاب الإمامة وأهل البيت ج 2 - محمد بيومي مهران روى ابن الأثير في أسد الغابة بسنده عن أبي إسحاق عن الحارث، عن علي قال : خطب أبو بكر وعمر - يعني فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عليهما، فقال عمر : أنت لها يا علي ، فقلت : (( مالي من شئ إلا درعي أرهنها))، فزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاطمة ، فلما بلغ ذلك فاطمة بكت ، قال : فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، (( فقال ما لك تبكين يا فاطمة ، فوالله ، فقد أنكحتك أكثرهم علما ، وأفضلهم حلما ، وأولهم إسلاما )) (1) . وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : خطب أبو بكر وعمر فاطمة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنها صغيرة )) ، فخطبها علي، فزوجها منه. والحديث أخرجه النسائي وابن حبان والحاكم والقطيعي وابن المؤيد الجويني وابن سعد والبزار (2) . وعن ابن مسعود، رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال : (( إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي)) (3) . وروى الهيثمي في مجمعه بسنده عن أنس قال : إن عمر بن الخطاب، أتى أبا بكر فقال : ما يمنعك أن تزوج فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : لا يزوجني ، قال : إذا لم يزوجك فمن يزوج ؟ وإنك من أكرم الناس عليه ، وأقدمهم في الإسلام ، قال : فانطلق أبو بكر إلى بيت عائشة ، فقال : يا عائشة ، إذا رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، طيب نفس ، وإقبالا عليك ، فاذكري له ، أني ذكرت فاطمة ، فلعل الله عز وجل أن ييسرها لي ، قالت : فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرأيت منه طيب نفس ، وإقبالا ، فقالت : يا رسول الله ، إن أبا بكر ذكر فاطمة ، وأمرني أن أذكرها ، قال : حتى ينزل القضاء ، قال : فرجع إليها أبو بكر فقالت : يا أبتاه ، وددت أني لم أذكر له الذي ذكرت ، فلقي أبو بكر عمر ، فذكر أبو بكر لعمر ، ما أخبرته عائشة ، فانطلق عمر إلى حفصة ، فقال : يا حفصة ، إذا رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إقبالا - يعني عليك - فاذكريني له ، واذكري فاطمة ، لعل الله أن ييسرها لي ، قال : فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حفصة ، فرأت طيب نفس ، ورأت منه إقبالا فذكرت له فاطمة ، رضي الله عنها ، فقال : حتى ينزل القضاء ، فلقي عمر حفصة فقالت له : يا أبتاه ، وددت أني لم أكن ذكرت له شيئا، فانطلق عمر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال : ما يمنعك من فاطمة ؟ فقال : (( أخشى أن لا يزوجني)) ، قال : فإن لم يزوجك فمن يزوج ، وأنت أقرب خلق الله إليه، فانطلق علي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن له مثل عائشة ، أو مثل حفصة ، قال : فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : (( إني أريد أن أتزوج فاطمة ، قال : فافعل ، قال : ما عندي إلا درعي الحطمية ، قال : فاجمع ما قدرت عليه ، وائتني به )) ، قال : فأتى باثنتي عشرة أوقية ، أربعمائة وثمانين ، فأتى بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فزوجه فاطمة رضي الله عنها ، فقبض ثلاث قبضات ، فدفعها إلى أم أيمن ، فقال : (( إجعلي منها قبضة في الطيب ، أحسبه قال : والباقي فيما يصلح المرأة من المتاع )) ، فلما فرغت من الجهاز ، وأدخلتهم بيتا، قال : (( يا علي لا تحدثن إلى أهلك شيئا حتى آتيك)) ، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا فاطمة متقنعة ، وعلي قاعد ، وأم أيمن في البيت ، فقال : ((يا أم أيمن ، آتيني بقدح من ماء ، فأتته بقعب فيه ماء ، فشرب منه ، ثم مج فيه ، ثم ناوله فاطمة فشربت ، وأخذ منه ، فضرب به جبينها ، وبين كتفيها وصدرها ، ثم دفعها إلى علي ، فقال : يا علي ، إشرب )) ، ثم أخذ منه ، فضرب به جبينه وبين كتفيه ، ثم قال : (( أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا)) ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأم أيمن ، وقال : (( يا علي ، أهلك )) - ثم قال : رواه البزار (4) . وروى المحب الطبري في الرياض النضرة، بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال : خطب أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ابنته فاطمة ، فقال صلى الله عليه وسلم : (( يا أبا بكر لم ينزل القضاء بعد)) ، ثم خطبها عمر ، مع عدة من قريش ، كلهم يقول له مثل قوله لأبي بكر ، فقيل لعلي : لو خطبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة ، لخليق أن يزوجكها ، قال : (( وكيف وقد خطبها أشراف قريش ، فلم يزوجها)) ، قال : فخطبها ، فقال صلى الله عليه وسلم : (( قد أمرني ربي عز وجل بذلك )) . قال أنس : ثم دعاني النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لي : (( يا أنس ، اخرج وادع لي أبا بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة والزبير ، وبعدتهم من الأنصار)) ، قال : فدعوتهم ، فلما اجتمعوا عنده صلى الله عليه وسلم ، وأخذوا مجالسهم ، وكان علي غائبا ، في حاجة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم . (( الحمد لله المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته ، المطاع بسلطانه ، المرهوب من عذابه وسطوته ، النافذ أمره في سمائه وأرضه ، الذي خلق الخلق بقدرته ، وميزهم بأحكامه ، وأعزهم بدينه ، وأكرمهم بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، إن الله تبارك اسمه ، وتعالت عظمته ، جعل المصاهرة سببا لا حقا ، وأمرا مفترضا ، أوشج به الأرحام ، وألزم الأنام ، فقال عز من قائل : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً ) (5) ، فأمر الله تعالى يجري إلى قضائه ، قضاؤه يجري إلى قدره ، ولكل قدر أجل ، ولكل أجل كتاب ، يمحو الله ويثبت ، وعنده أم الكتاب)) . ثم إن الله عز وجل أمرني أن أزوج فاطمة بنت خديجة، على أربعمائة مثقال فضة ، إن رضي بذلك علي بن أبي طالب ، ثم دعا بطبق من بسر، فوضعه بين أيدينا ، ثم قال : انهبوا ، فنهبنا ، فبينا نحن ننتهب ، إذ دخل علي على النبي صلى الله عليه وسلم ، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه ، ثم قال : (( إن الله أمرني أن أزوجك فاطمة على أربعمائة مثقال فضة ، إن رضيت بذلك ، فقال : قد رضيت بذلك يا رسول الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : جمع الله شملكما ، وأسعد جدكما ، وبارك عليكما، وأخرج منكما كثيرا طيبا )) ، قال أنس : فوالله لقد أخرج منها كثيرا طيبا - أخرجه أبو الخير القزويني الحاكمي (6) . ___________________________________________ (1) أسد الغابة 7 / 221 . (2) سنن النسائي 6 / 62 ، ابن حبان ( 549 موارد ) ، المستدرك للحاكم 2 / 1267 ، زوائد الفضائل للقطيعي ( 1051 ) ، فرائد السمطين لابن المؤيد الجويني 1 / 88 ، طبقات ابن سعد 8 / 19 ، مختصر زوائد مسند البزار ( 376 ) ، محمد عبده يماني : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ص 75 . (3) أنظر : مجمع الزوائد 9 / 202 . ( * ) (4) مجمع الزوائد 9 / 206 . (5) الفرقان /54 . (6) الرياض النضرة 2 / 240 - 241 . ( 2 ) الطبقات الكبرى 8 / 11 - 12 .
العناوين ذات الصلة

إيقاف الناظرين على سب الأمويين لأمير المؤمنين وآله الطاهرين

بغيه الطالب في معرفة علي بن ابي طالب (ع)

أيها الولي قال علي

ايمان ابي طالب المعروف بكتاب الحجة على الذاهب الى تكفير ابي طالب

أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (ع) حياة وسيرة من الولادة إلى الشهادة

أمير المؤمنين (ع) الشخصية الخالدة

اليقين ويتلوه التحصين