كرم الإمام الهادي ( عليه السلام )
كرم الإمام الهادي ( عليه السلام )
0 Vote
100 View
كان الإمام الهادي ( عليه السلام ) من أهل بيت عادتهم الإحسان وسجيّتهم الكرم والجود . جاء في التاريخ : دخل أبو عمرو عثمان بن سعيد ، وأحمد بن إسحاق الأشعري ، وعلي بن جعفر الهمداني على الإمام الهادي ( عليه السلام ) ، فشكى إليه أحمد بن إسحاق ديناً عليه ، فقال : ( يا أبا عمرو ـ وكان وكيله ـ إدفع إليه ثلاثين ألف دينار ، وإلى علي بن جعفر ثلاثين ألف دينار ، وخذ أنت ثلاثين ألف دينار ) ، فهذا في الواقع كرم لا يقدر عليه إلاّ الملوك ، وما سمعنا بمثل هذا العطاء والجود . والقصّة التالية تعكس قمّة الإيثار عند الإمام ( عليه السلام ) حيث سعى لقضاء حاجة واحدة من مواليه بطريقة عجيبة . قال محمّد بن طلحة : خرج ( عليه السلام ) يوماً من سر من رأى إلى قرية لِمُهّمٍ عرض له ، فجاء رجل من الأعراب يطلبه ، فقيل له قد ذهب إلى الموضع الفلاني ، فقصده ، فلمّا وصل إليه قال له ( عليه السلام ) : ( ما حاجتك ؟ ) . فقال : أنا رجل من أعراب الكوفة المتمسّكين بولاية جدّك علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قد ركبني دين فادح أثقلني حمله ، ولم أر من أقصده لقضاءه سواك . فقال له ( عليه السلام ) : ( طب نفساً وقر عيناً ) ، ثمّ أنزله ، فلمّا أصبح ذلك اليوم ، قال له ( عليه السلام ) : ( أريد منك حاجة ، الله الله أن تخالفني فيها ) ، فقال الأعرابي : لا أخالفك ، فكتب ( عليه السلام ) ورقة بخطّه معترفاً فيها أنّ عليه للأعرابي مالاً عينه فيها يرجح على دينه ، وقال : ( خذ هذا الخط ، فإذا وصلت إلى سر من رأى إحضر إليّ وعندي جماعة ، فطالبني به وأغلظ القول عليَّ في ترك إبقائك إيّاه ، الله الله في مخالفتي ) . فقال : أفعل ، وأخذ الخط ، فلمّا وصل ( عليه السلام ) إلى سر من رأى ، وحضر عنده جماعة كثيرون من أصحاب الخليفة وغيرهم ، حضر ذلك الرجل وأخرج الخط وطالبه ، وقال كما أوصاه ، فألان ( عليه السلام ) له القول ورفقه ، وجعل يعتذر ، ووعده بوفائه وطيبة نفسه ، فنقل ذلك إلى الخليفة المتوكّل ، فأمر أن يحمل إلى الإمام ( عليه السلام ) ثلاثون ألف درهم ، فلمّا حملت إليه تركها إلى أن جاء الرجل ، فقال : ( خذ هذا المال واقض منه دينك ، وأنفق الباقي على عيالك وأهلك ، واعذرنا ) . فقال له الأعرابي : يا ابن رسول الله ، والله إنّ أملي كان يقصر عن ثلث هذا ، ولكن الله أعلم حيث يجعل رسالته ، وأخذ المال وانصرف .