الثورة الاسلامية وتحرير فلسطين من البحر الى النهر
الثورة الاسلامية وتحرير فلسطين من البحر الى النهر
0 Vote
163 View
مؤسس الثورة الاسلامية في ايران الامام الخميني (قدس سره الشريف) لاشک في ان تسجیل اي موقف مبدئی یهدف الی احقاق الحق، والتأکید علی المشروعیة، یتطلب لامحالة ان یکون حامل لوائه بمستوی المسؤولیة الکبری التي وضعها نصب عینیه في هذا الاتجاه وصولا الی تفعیله علی الارض الواقع ان عاجلا او آجلا. وللدعوة التي اعلنها الامام الخمینی (قدس سره) الی احیاء الجمعة الاخیرة من شهر رمضان المبارک في کل عام یوما عالمیا للقدس الشریف، وذلک بعد أشهر من انتصار الثورة الاسلامیة عام 1979، صلة وثیقة بمعدن هذا العالم الربانی المجاهد الذی لم یدخر لحظة من عمره الشریف الا واستثمرها لصالح نشر قیم العدل والانصاف، والدفاع عن المحرومیة والمظلومیة، لیس في ایران فحسب، بل في جمیع مناطق العالم الاسلامي بلا استثناء. فعندما کان الامام الخمیني منفيا في العراق، واختار لنفسه ذلک البیت المتواضع القدیم الکائن في أحد الازقة الضیقة بشارع الرسول (ص)، المؤدي الی ضریح الامام علي بن أبي طالب (ع) في مدینة النجف الاشرف، مرجعا دینیا لعموم الامة الاسلامیة، ومکافحا بلاهوادة لنظام الشاه البائد، لم تکن قضیة فلسطین والقدس الشریف تخلو من جدول اعماله السیاسیة والعبادیة الیومیة. وازاء ذلک یمکن القطع بأن عینيَّ الامام الخمینی کانتا ترنوان الی اولی القبلتین وثالث الحرمین الشریف، عبر ایران الرازحة تحت حکم الطاغوت الشاهنشاهی العمیل للاستکبار الامیرکی – الصهیوني والمنفذ العتید لاملاءاتهما الرامیة الی تأییس الامة قاطبة من التمتع بالهیبة والعزة والکرامة، وارغامها کلیا علی الشعور بالاستکانة والهزیمة والفزع من امکانات القوی العظمی. وبما ان اولویاته النضالیة کانت تحتم علیه مقارعة النظام البهلوی ابتداء، الا ان ذلک لم یمنعه من ایصال بیاناته الی ابناء الشعب الایرانی داعیا ایاهم الی النهوض بوجه الظلم مع تذکیرهم بالدور الصهیونی الخبیث في رسم السیاسات العریضة والعامة للنظام الشاهانی، وهو ما ورد صراحة في معظم نداءآته للثورة علی الشاه وازلامه (ان اسرائیل هی الیوم العدوة الاولی للاسلام والمسلمین، وتخوض حربا ضد الشعوب الاسلامیة منذ مدة، تتدخل في جمیع شؤون البلاد الاقتصادیة والعسکریة والسیاسیة، وبمبارکة من الحکومة في طهران، ولذلک فقد صارت ایران قاعدة عسکریة لـ"اسرائیل" بل لامیرکا في واقع الامر.) کتاب القضیة الفلسطینیة في کلام الامام الخمینی، من بیان له بتاریخ 8/2/1970. لقد کان هذا الفقیه الثائر یحز في نفسه ان ینظر المسلمون الی طهران، نظرة شک وریبة وادانة، جراء ارتهان النظام البائد للسیاسات الصهیونیة. وقد انبری کثیرا لدفع هذه الشبهة و تبرئة ساحة الایرانیین من هذ ا الظلم (ایها الناس! ایها العالم! اعلموا بان شعبنا یعارض التحالف مع اسرائیل، تأکدوا بان هذا الموقف بعید عن شعبنا وعلمائنا، بل ان دیننا یقضی بالا نتوافق ولا ان نتحالف مع اعداء الاسلام ... ان من التعاسة بمکان ان یقیم بلد اسلامی ، وان یقیم المسلمون علاقات مع دولة تعادی الاسلام وتغتصب فلسطین، ولا تتورع عن محاربة المسلمین) المصدر السابق، من حدیث للامام بتاریخ 9/9/1964. في سیاق متصل یرتبط بآلیة عمل المرجعیة الدینیة في تدریس العلوم الفقهیة للطلبة والباحثین والوعاظ، ینبغی الاشارة الی الاهتمام البالغ الذی کان علماء مدرسة آل البیت النبوی الشریف (مذهب الامام جعفر الصادق علیه السلام ) ومایزالون یولونه للنتائج المرجوة من سنوات التحصیل العلمی. بمعنی آخر تأهیل الکوادر الدینیة والدعاة والخطباء لتوعیة الناس و تحدید واجباتهم الشرعیة والاخلاقیة، الی جانب تحمیلهم مسؤولیاتهم تجاه القضایا الوطنیة والمصیریة الداخلیة والخارجیة. وفي هذا الاتجاه کانت مهمة ایفاد العلماء احدی مکونات استراتیجیة الامام الخمینی (قدس سره) في عملیة النضال والتصدي بوجه الانحراف، وکان سماحته یعطی تعلیماته الدقیقة لطریقة تعاطی المبلغین المنطلقین من الحوزات العلمیة الدینیة الی انحاء البلاد، ووضع ابناء الشعب في صورة ما یجری من سیطرة امیرکیة واسرائیلیة علی مقدرات ایران وقراراتها المفتاحیة (نبهوا الجماهیر الی خطر اسرائیل وعملائها وذکروا الناس خلال خطب الوعظ ومراسم العزاء الحسینی، بالمصائب التي حلت بالاسلام ومؤسسات الفقه والدین وانصار الشریعة، وأعلنوا عن استنکارکم لما قامت به الحکومة الخائنة من تأمین احتیاجات بضعة آلاف من اعداء الدین والشعب والوطن، وایفادهم الی لندن للمشارکة هناک في اجتماع معاد للاسلام والوطن.) من بیان للامام الخمینی بتاریخ 15/5/1963. وله ایضا قوله (لقد اخبرونی الیوم باستدعاء عدد من الخطباء الی مدیریة السافاک (الامن) ، وطلبوا منهم الاّ یتدخلوا في ثلاثة امور ولیقولوا بعدها ما یشاؤون. الاول: ان لا شأن لهم بالشاه، والثانی : لا شأن لهم باسرائیل، والثالث: هو انه لا یحق لهم القول بان الدین في خطر!؟ حسنا لو اننا ترکنا الکلام عن هذه الامور ، فماذا یبقی لدینا – اذاً – لنقوله ؟! ان کل مصائبنا نابعة من هذه الامور الثلاثة.) المصدر ذاته ، من حدیث له بتاریخ 3/6/1963. مشروعیة یوم القدس العالمي اذا کنا قد عرفنا نهج الامام الخمینی (طاب ثراه) تجاه قضیة فلسطین والاحتلال الصهیونی لارضها وتشریده شعبها من ارضهم ودیارهم بقوة السلاح والارهاب الدموي، الی جانب درایته ، بتحرکات "اسرائیل" التآمریة والتدمیریة علی مستوی تسییر الشؤون الکبری لایران في العهد البهلوی، فلم یعد مستغربا لامة المسلمین والعرب واحرار العالم، بان یتوجه هذا القائد الغیور الی احتضان هذه القضیة المصیریة حال عودته المیمونة الی ارض الوطن، وهو ما بادر الیه فعلا ومباشرة بعدما قاد المناضلین الایرانیین نساء ورجالا ویافعین الی الانتصار في الثورة علی الشاه الظالم في 11 شباط 1979، وتأسیس اول جمهوریة اسلامیة عصریة تحرریة في بلاد فارس بدایة الربع الاخیر من القرن العشرین. فقد اتخذ الامام (رحمه الله) قرارات کبری وحساسة جدا شدّت الافئدة والانظار الی الزلزال الایماني الباهر الذی کان مرکزه في طهران، وفي مقدمة ذلک تبدیل ایران من قاعدة لقوی التسلط العالمی، بزعامة امیرکا والکیان الصهیونی وحلفائهما، الی موئل للمناضلین والاحرار والشرفاء الذین وجدوا في هذا البلد تعویضا عظیما عما خسروه علی خلفية سقوط مصر في الفخ الاستکباری، وتدشین عهد التطبیع والتصالح مع اسرائیل الغاصبة، انطلاقا من توقیع معاهدة کامب دیفيد وما بعدها. الی ذلک قرر مجلس قیادة الثورة الاسلامیة طرد المستشارین الامیرکیین والصهاینة من ایران، وبعد ذلک ما لبث الشعب الایرانی المجاهد ان زحف علی سفارة العدو الصهیونی المحتل بوسط طهران فأنزل العلم الاسرائیلی، وتم احراقه وسط الهتافات المدویة واغروراق العیون بدموع الفرح . وسلم المتظاهرون المبنی الی منظمة التحریر الفلسطینیة لیکون اول سفارة لفلسطین في العالم، في مشهد مهیب، مازالت وقائعه محفورة في خواطر الثوار الایرانیین والعرب والاحرار في انحاء الارض بید ان اعلان الامام الخمینی الجمعة الاخیرة من شهر رمضان من کل عام یوما عالمیا للقدس الشریف، جاء بعد مرور نحو خمسة اشهر فقط علی انتصار الثورة الاسلامیة، وذلک عقب الغارات الجویة الصهیونیة الغادرة التي طالت آنذاک مواقع وقواعد فلسطینیة في مناطق من لبنان. وقد ورد الاعلان في سیاق بیان تاریخي اصدره الامام الراحل بتاریخ 7/8/1979، ندد فيه بالاعتداءات الاسرائیلیة الجبانة التي لاتجد من یردعها علی مستوی المجتمع الدولي، مطالبا القوی الثوریة المناضلة في ایران وفلسطین والعالم الاسلامی بوضع حد للاستهتار الذی تمارسه تل ابیب في وضع النهار، مستنکرا في الوقت نفسه تعامي ادعیاء حمایة القانون الدولی والمتشدقین بالدفاع عن حقوق الانسان، عن ما یصیب الفلسطینیین من ظلم کبیر دون ان یحرکوا ساکنا. وجاء نص الاعلان عن یوم القدس العالمی کالاتی: (بسمه تعالی: لقد حذرت المسلمین خلال سنوات طویلة من خطر اسرائیل الغاصبة، التي صعدت هذه الایام من حملاتها الوحشیة ضد الاخوة والاخوات الفلسطینیین ولاسیما في جنوب لبنان، بهدف القضاء علی المناضلین منهم ، فهی تقوم بقصف بیوتهم ومساکنهم بشکل مستمر. اننی اطلب من مسلمی العالم کافة والحکومات في البلدان الاسلامیة، ان یتحدوا مع بعضهم البعض في سبیل مواجهة هذا الغاصب وحماته، وادعو جمیع مسلمی العالم ، الی اعتبار آخر یوم جمعة من شهر رمضان المبارک الذی هو من أیام القدر التي یمکن ان تکون حاسمة ایضا في تقریر مصیر الشعب الفلسطینی ، یوما للقدس وان یعلن المسلمون خلال مراسیم الاتحاد العالمی، دفاعهم عن الحقوق المشروعة والقانونیة للشعب الفلسطینی المسلم. أسال الله تعالی النصر للمسلمین ضد اهل الکفر السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته. روح الله الموسوی الخمینی.) من کتاب الامن الاسلامی ومستقبل الامة (ص 71 )، من تالیف کاتب السطور. اقول : حسب الروایات المنقولة في جمیع المذاهب الاسلامیة، فإن لیلة القدر تقع في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارک وفي هذه اللیلة تتنزل الملائکة والروح باذن الله للفصل في کل الشؤون الدینیة والدنیویة لبنی البشر، هابطین بالامن والسلام علی اهل الایمان والتقوی والاخلاص. وتقول الروایات إن یوم القدر لایقل شأنا عن لیلته، ولاسیما في حسم القضایا الکبری کما جاء في وصف لیلة القدر (فيها یفرق کل امر حکیم)، - سورة الدخان– ومن هذا المنطلق أراد الامام الراحل ان یقرن بین (النضالی الثوری) ، و (المعنوي الدیني) عندما دعا الی تخلید یوم القدس العالمی في یوم الجمعة الاخیر من شهر رمضان عسی ان یتزامن ذلک مع هذا الحدث الربانی فيکون فيه خلاص اهلنا واخواننا الفلسطینیین بل المسلمین والانسانیة جمعاء ، من هذا الکیان الصهیونی الارهابی المحمی بالاستکبار الامیرکی. علی صعید متصل وامام هذا الموقف الوحدوی الذی آمن به الامام الخمینی وطبقه حتی اللحظة الاخیرة من حیاته ، ما من مصیبة في منظور اصحاب الفکر الاستشراقی وزعماء القوة والذهب، أعظم من اي تقارب او تکاتف او تناصر، یمکن ان یحصل بین ابناء الامة، وقد یفضی الی تحقیق التلاحم والتضامن لاحقا. لقد کان ایصال المسلمین الی التآلف والمودة والتآخی هاجس الامام الخمینی وجمیع المصلحین الذین سبقوه ، او جاؤوا بعده. وما تأسیس المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیة في ایران بدایة عام 1991 بأمر من قائد الثورة الاسلامیة الامام السید علی الخامنئی (دام ظله)، الا استمرار لهذا النهج العظیم. فی ضوء ذلک یمکن قراءة وتفسیر ما اثیر من تأجیج للنعرات المذهبیة والطائفية منذ سقوط بغداد اثر الغزو الامیرکی الغربی بتاریخ 9/4/2003 وحتی یومنا هذا، وتساوق بعض کبار العلماء الذین کانوا معروفین بالاعتدال والوسطیة – وللاسف الشدید - مع الاشاعات والخدع المضللة للتحامل علی أتباع مدرسة آل البیت النبوی الشریف، وذلک علی خلفية المخططات المضادة التي وضعها المستشرقون تحت تصرف صناع القرار وساسة الاستکبار العالمی، لتفکیک اللحمة التي تولدت بعد انتصار ثورة ایران وما تبعها من نهوض علی مستوی الفکر والوعِی الوحدویین فی العالم . بید ان الذی یدعو الی التفاؤول هو ان في امتنا احراراً یدرکون جیدا ابعاد النعرات الطائفية والتفرقة المذهبیة ومن یسعرها، وهم یقفون بالمرصاد للمواقف الموهنة لقدرات الامة وقابلیتها علی التأثیر فی المسرح الدولي وذلک بعد الانتصار الرائع الذی حققته المقاومة الاسلامیة فی لبنان علی العدو الصهیوني صیف عام 2006. الامام الخامنئي وثنائیة المقاومة والتوعیة قدم الامام الخامنئي (دام ظله) حتی الان تجسيدا دقیقا لالتزامه التام بنهج الامام الراحل وتعالیمه علی مستوی ایران والامة،ولاسیما ایلاء الاهتمام اللازم بقضیة فلسطین وتطوراتها المتلاحقة في ضوء تعاظم دور المقاومة الشریفة والباسلة في هذه الارض المبارکة و تقهقر الصهاینة الغاصبین جراء الهزائم والاخفاقات التي حلت بساحتهم علی خلفية هشاشة قواعدهم و خوائها، مع ان "اسرائیل" سعت وعلی امتداد ستة عقود الی الظهور امام المسلمین والعرب والعالم بمظهر الاسطورة التي لاتقهر. ومن وجهة النظر الاستراتیجیة، اوضحت مقاربات السید الخامنئی النضالیة جملة من الحقائق والافکار التي تعکس المتطلبات المرجوة لکی تصل الثورة الفلسطینیة الی غایتها الرئیسیة النبیلة، وهی تحریر الارض والانسان والمقدسات والحرمات هناک من نیر المحتل الغاصب، وعودة الحقوق الی اصحابها الشرعیین بعد انتزاعها بالقوة من ایدی المحتلین الارهابیین. لقد کان واضحا دوما تاکیدات السید الخامنئی علی ان استمرار الصمود والمقاومة وتقدیم والتضحیات الجسام قد اعطت ثمارها في مضمار رفع معنویات ابناء الشعب الفلسطینی ، وحضهم علی توجیه المزید من الضربات المهلکة الی الکیان الصهیونی المصطنع ، حتی یقتنع هو قبل غیره بان بقاءه علی ارض هی لیست له ، وترفضه هو ومرتزقته القادمین الیها من شتی بقاع العالم لیکونوا شعبا یسمی "شعب اسرائیل"، هو امر مستحیل ویتناقض کلیا مع الفطرة الآدمیة المجبولة علی المحبة والالفة ورغبة الاندماج والانصهار مع بنی البشر کافة في اطار المساواة والتکافؤ والاحترام المتبادل وحمایة انسانیة الانسان. لقد بدا واضحا ان نداءات القائد الخامنئی بشأن یوم القدس العالمي تصب في عدة اتجاهات ابتداءا من الدفاع عن مظلومیة الشعب الفلسطینی ومرورا بإدانة الارهاب الصهیونی المحمی بالدعم الامیرکی والغربی، وکذلک اسقاط ای شرعیة عن شعب اسمه "اسرائیل"، وانتهاء بمطالبة البلدان العربیة والاسلامیة الشقیقة بفتح المعابر مع قطاع غزة والضفة الغربیة بل و عموم فلسطین للتنفیس عن الحصار الممیت والمفروض علی اهلها هناک بشکل لا یتحمله العقل ولا الضمیر الانسانی الحي اطلاقا. اما الرسالة الاهم فی هذا الاتجاه برأینا هی حرص سماحته علی اشعار الامة الاسلامیة بدورها المصیری امام ما تمارسه امریکا واسرائیل الغاصبة من تعتیم مبرمج علی جرائمها وفظائعها امام الرأی العام العالمی الذی ما برح الصهاینة وحماتهم یتلاعبون بعواطفه ومشاعره عبر التضلیل والتباکی والخداع والدعایات الاعلامیة المغرضة التي تقلب الحقائق وتقدم الضحیة جلادا والجلاد ضحیة. وازاء ذلک فعندما یصف الامام الخامنئی (دامت برکاته) تخلید یوم القدس العالمی في الجمعة الاخیرة من هذا الشهر الفضیل، بانه یوم لتجدید العهد والمیثاق مع قضیة فلسطین ، ویوم لادانة الاستکبار العالمی الذی یحمی الاجرام الصهیونی ، فانه یهیب بامة المسلمین والعرب المکتوین اکثر من سواهم من وحشیة امیرکا واسرائیل، ان یعیشوا الهزة الوجدانیة و یتحسسوا الصعقة المعنویة المطلوبة، لادامة حیویة المقارعة والمقاومة بوجه الغاصبین والمحتلین من جانب ، وصنع الموقف الجماهیری الدولی المدوي القادر علی ایقاظ الضمائر والعقول التي مازالت خاضعة تحت التخدیر الصهیونی من جانب اخر. لقد کان السید الخامنئی بحق جدیرا بخلافة الامام الخمینی الراحل فی قیادة سفینة الثورة والدولة ومواصلة تحقیق تطلعاته التحرریة العادلة، لانه قائد اسلامی غیور، و مفکر مجدد، یعرف قیمة الجماهیر وقدرتها علی تغییر الاوضاع الفاسدة، وعلیه فانه لم ولن یدخر وسعا وفکرا وحیویة لحشد طاقات الامة وحفزها علی الانطلاق علی خطی اسوتهم الحسنة الرسول الاعظم محمد (صلی الله علیه وآله وسلم) وآل بیته الاطهار (علیهم السلام) الذین علمونا دروس الصبر والصمود والجهاد بالارواح والاموال ، من اجل یحیا الانسان المؤمن اینما کان ولاسیما فی فلسطین الحبیبة، حیاة طیبة کریمة، یرفض معها ایة مذلة او استکانة او استسلام للطغاة والمتجبرین والمزیفین. المجاهدون الفلسطینیون ومعادلة لجم العربدة الصهیونیة فی شهر تشرین الثانی 2012 سجلت المقاومة الاسلامیة فی ارض الاسراء والمعراج انعطافة تاریخیة جبارة علی صعید مقارعة العربدة الصهیونیة وتغییر مسار الصراع الفلسطینی - الاسرائیلی لصالح المجاهدین المؤمنین من ابناء مناطق غزة والضفة والقدس الشریف بل فلسطین کلها من النهر الی البحر. فقد دکت صواریخ (سجیل) الایرانیة تقنیا والفلسطینیة صنعا العمق الصهیونی فی تل ابیب ویافا وصحراء النقب ، فی حملة بطولیة ارتعدت لها فرائص زعماء الصهاینة و جیوشهم و مستوطنیهم ، واثارت فزع اسیادهم فی امیرکا واوروبا. ومع ان اسرائیل التي اعتادت توقیت البدء بشن اعتداءاتها وتحدید موعد انهائها، الا انها هذه المرة وجدت نفسها فی حالة من الذعرو الفشل والانهیار والجبن، مادفعها الی الاستنجاد بموسسات ما یسمی" الشرعیة الدولیة"، من اجل انقاذها من الورطة التي اوقعت نفسها فیها، وذلک عندما اغتالت الشهید الجعبری قائد کتائب القسام قبل ایام فی غزة، کما وعمدت الی قصف المناطق السکنیة الامنة فی هذا القطاع المحاصر منذ سبع سنوات. لقد جاء الرد الفلسطینی حازما وقاطعا وسریعا، حیث انهالت صواریخ المقاومة الباسلة بالعشرات علی المواقع العسکریة والبنی التحتیة الصهیونیة ، ما قلص مدة المناجزة لثمانیة ایام فقط، علما ان المجاهدین الفلسطینیین اعلنوا انهم لم یستخدموا سوی عشر ترسانتهم الدفاعیة الصاروخیة. واضح ان هذا التحول المصیری فی معادلة الردع لم یکن سوی النتیجة الطبیعیة للدعم اللامحدود الذی قدمته الثورة الاسلامیة الایرانیة للثورة الفلسطینیة طیلة الاعوام الاربع و الثلاثین الماضیة. لان طهران آمنت منذ البدایة بان تحریر فلسطین من النهر الی البحر لیس امرا مستحیلا. فما ان تلقی شعب الاسراء والمعراج المعونات والخبرات القادرة علی توفیر اسباب الجهوزیة والتصدی و موازنة الرعب، حتی اثبتوا للعالم اجمع انهم بمستوی تحدی الغطرسة الصهیونیة بل وتحقیق نبوءة الامام الخمینی(طاب ثراه) فی القریب العاجل. وذلک عندما اکد سماحته علی ان (اسرائیل غدة سرطانیة ولابد من استئصالها من قلب العالم الاسلامی). حمید حلمی زادة www.alalam.ir