الحسن (عليه السلام) كريم أهل البيت
الحسن (عليه السلام) كريم أهل البيت
0 Vote
117 View
ولادة الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام) اسمه وكنيته ونسبه(عليه السلام) الإمام أبو محمّد، الحسن بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام). ألقابه(عليه السلام) المجتبى، التقي، الزكي، السبط، الطيّب، السيّد، الولي... وأشهرها المجتبى. تاريخ ولادته(عليه السلام) ومكانها 15 شهر رمضان 3ﻫ، المدينة المنوّرة. أُمّه(عليه السلام) وزوجته أُمّه السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وزوجته السيّدة خولة بنت منظور الفزارية، وله زوجات أُخر. مدّة عمره(عليه السلام) وإمامته عمره 47 سنة، وإمامته 10 سنوات. شباهته برسول الله(صلى الله عليه وآله) قال أنس بن مالك: لم يكن أحدٌ أشبه برسول الله(صلى الله عليه وآله) من الحسن بن علي وفاطمة(عليهم السلام)(1). وكانت السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) ترقّصه وتقول: أشبه أباك يا حسن ** واخلع عن الحقّ الرسن وأعبد إلهاً ذا منن ** ولا توالي ذا الإحن(2). وقال أبو بكر ابن أبي قحافة وهو حامله على عاتقه: بأبي شبيه بالنبي ** غير شبيه بعلي(3). تسميته(عليه السلام) لمّا ولدت السيّدة فاطمة الإمام الحسن(صلى الله عليه وآله)، قالت لعلي(عليه السلام): «سمّه»، فقال الإمام(عليه السلام): «ما كنت لأسبق باسمه رسول الله(صلى الله عليه وآله)». فلمّا جاء النبي(صلى الله عليه وآله) قال لعلي(عليه السلام): «هل سمّيته»؟ فقال: «ما كنت لأسبقك باسمه»؟ فقال(صلى الله عليه وآله): «ما كنت لأسبق باسمه ربّي عزّ وجلّ»، فأوحى الله تبارك وتعالى إلى جبرائيل أنّه قد ولد لمحمّد ابن فاهبط وأقرئه السلام وهنّئه، وقل له: إنّ علياً منك بمنزلة هارون من موسى، فسمّه باسم ابن هارون، فهبط جبرائيل(عليه السلام) فهنّأه من الله عزّ وجلّ، ثمّ قال: «إنّ الله عزّ وجلّ يأمرك أن تسمّيه باسم ابن هارون». قال: «وما كان اسمه»؟ قال: «شبّر»، قال: «لساني عربي»، قال: «سمّه الحسن»، فسمّاه الحسن(4)، ولم يكن يُعرف هذا الاسم في الجاهلية. مراسيم ولادته(عليه السلام) جاء النبي(صلى الله عليه وآله)، فأُخرج إليه، فقال(صلى الله عليه وآله): «اللّهمّ إنّي أُعيذه بك وولده من الشيطان الرجيم»(5)، ثمّ أذّن(صلى الله عليه وآله) في أُذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، وعقّ عنه قال: «بسم الله عقيقة عن الحسن»، وقال: «اللّهمّ عظمها بعظمه، ولحمها بلحمه، ودمها بدمه، وشعرها بشعره، اللّهمّ اجعلها وقاءً لمحمّد وآله»(6). وحلق رأسه، وأمر أن يتصدّق بزنة شعره فضّة، فكان وزنه درهماً وشيئاً. رؤيا أُمّ الفضل قالت أُمّ الفضل ـ زوجة العباس بن عبد المطّلب ـ: قلت: يا رسول الله، رأيت في المنام كأنّ عضواً من أعضائك في بيتي، فقال(صلى الله عليه وآله): «تلد فاطمة غلاماً إن شاء الله، فتكفلينه». فوضعت فاطمة الحسن، فدفعه إليها النبي فأرضعته بلبن قثم بن العباس(7). كريم أهل البيت(عليهم السلام) اشتهر الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) بهذا اللقب من دون سائر الرجال، ولهذا اللقب دلالة بعيدة الغور، لأن أهل البيت (عليهم السلام) قد جمعوا غر الفضائل والمناقب وجميل الصفات، ومن أبرز تلك الخصال (الكرم)، وقد عرّفوه: بأنه إيثار الغير بالخير، ولا تستعمله العرب إلاّ في المحاسن الكثيرة، ولا يقال كريم حتى يظهر منه ذلك. والكريم هو الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل، ومن ذلك يعلم أن للكرم معنى واسعاً لا ينحصر في بذل المال أو إقراء الضيف أو حسن الضيافة، فإنها من مصاديق الكرم لا تمام معناه، وعلى ضوء هذا المعنى الشامل للكرم تجلى لنا المراد من وصف أهل البيت (عليهم السلام) بأنهم أكرم الناس على الاطلاق لما اشتملوا عليه من أنواع الخير والشرف والفضائل، وقد حفظ لنا التاريخ شيئاً من ذلك وحدّث به الرواة، كما يتجلى لنا أيضاً من خلاله اتصاف الإمام الحسن (عليه السلام) بهذه الخصلة واشتهاره بها فإنه كان كثير الإنفاق على الفقراء وقد خرج لله عن ماله مرات عديدة وكان يؤثر بالمال كل طالب له منه ولم يؤثر عنه أنه ردّ سائلاً يوماً ما. وخلاصة ما يمكن أن يقال في هذا المجال هو: ان اختصاص بعض الأئمة (عليهم السلام) بألقاب معينة واشتهارها فيهم يحتمل فيه وجهان: الأول: ان تلك الألقاب توقيفية أطلقت عليهم من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ويؤيده بعض الأخبار كحديث اللوح وغيره. الثاني: ان تلك الألقاب اشتهروا بها نتيجة لظروف موضوعية اتفقت لكل منهم في الأزمنة التي عاشوا فيها. وهو لا يدل بأي حال من الأحوال على أن يكون مفاد الشهرة (وهو الخصلة المشتهر بها لكل منهم) غير موجودة لدى سائرهم، بل كل إمام كريم وكاظم وعالم وصادق وجواد ورضا، لأن مداليل هذه الألقاب من مكارم الأخلاق وقد كملت لديهم جميعاً. فتأمل. تعتبر صفة الكرم والسخاء من أبرز الصفات التي تميّز بها الإمام الحسن(عليه السلام)، فكان المال عنده غاية يسعى من خلالها إلى كسوة عريان، أو إغاثة ملهوف، أو وفاء دين غريم، أو إشباع جوع جائع، وإلخ. ومن هنا عُرف(عليه السلام) بكريم أهل البيت، فقد قاسم الله أمواله ثلاث مرّات، نصف يدفعه في سبيل الله ونصف يبقيه له، بل وصل إلى أبعد من ذلك، فقد أخرج ماله كلّه مرّتين في سبيل الله ولا يبقي لنفسه شيئاً، فهو كجدّه رسول الله(صلى الله عليه وآله) يعطي عطاء من لا يخاف الفقر، وهو سليل الأسرة التي قال فيها ربّنا وتعالى: )وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ((8). وآية أُخرى تحكي لسان حالهم: )وَيُطْعِمُونَ الطّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وأسيرا إنما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا((9). وهو(عليه السلام) من الشجرة الطيّبة التي تؤتي أُكلها كلّ حين، فمن كريم طبعه(عليه السلام) أنّه لا ينتظر السائل حتّى يسأله ويرى ذلّ المسألة في وجهه، بل يبادر إليه قبل المسألة فيعطيه. من وصاياه(عليه السلام) 1ـ قال(عليه السلام): «المِزَاح يأكلُ الهيبة، وقَدْ أكثرَ مِن الهَيبةِ الصامت»(10). 2ـ قال(عليه السلام): «الفُرصَة سريعة الفوت بَطيئَةُ العَود»(11). 3ـ قال(عليه السلام): «عَلِّم الناس عِلمَك، وتَعلّم عِلم غَيرِك، فتكون قد أتقنتَ عِلمَك وعَلِمت مَا لَمْ تَعلَم»(12). 4ـ قال(عليه السلام): «القَريبُ مَن قرّبَتْه المَوَدّة وإن بَعُد نَسبُه، والبعيد من بَاعدَته المودّة وإن قرب نسبه، لا شيء أقرب مِن يَدٍ إلى جسد، وإنّ اليد تفل فتُقطع وتُحسم»(13). 5ـ قال(عليه السلام): «رَأسُ العقل مُعَاشَرة الناس بالجميل»(14).