ميلاد قائد الأُباة (1)

قصيدة شيخ الخطباء العلاّمة الشيخ محمّد عليّ اليعقوبي الـيوم  فـي أزكى الخلائق مولدا      أنـبشّر  الهادي البشير أم الهدى ؟ هـي فـرحة عـمَّ الإلـه عـبادَه      فـيها  وخـصّ بها الحبيب محمّدا فـي لـيلة غـرّاء أطْـلَع فجرها      بــدراً  يـفوق الـنَيِّرَين تـوقّدا سـعدت  بـطلعته المنيرة فاغتدت      أبـهى  الـليالي بـل أجلُّ وأسعدا بـأجـلِّ مـولـود لأكـرم والـد      أسمى  الورى حَسَباً وأشرف محتدا طـابت مـغاني طَـيْبَة بـشمائلٍ      مـنه  كزهر الروض باكَرَه الندى وزهت رياض الخُلْد عاطرة الشذى      وشـدا بـها طـير السرور مغرّدا تـتضوّع  الـدنيا بـنشر حـديثه      مـهما اسـتعيد ولا يـملّ مـردّدا لـيـست تُـعدُّ هـباته وصـفاته      كـالشهب  أعْـيَت واصفاً ومعدّدا أبــواه حـيدر والـبتول وجـدّه      الهادي الرسول فهل يضاهي سؤددا *               *              * هـو قـدوة الأحـرار علّمها الإبا      وبـنو الـدعيّ دعـته أن يُستعبدا فـأبى وقـد ثـارت حـفيظته به      كـالليث  ثـار مـن العرينة مُلبّدا هـيهات أن يَـرِد الـدنيّة ضارعاً      فـاختار  دون العزّ أن يرد الردى أنـى يـسالم آل حَـرْبٍ بـعد ما      جـحدوا  الـكتاب ومـزّقوه تعمُّدا وعَدَوا  على قربى الرسول بظلمهم      هـذا  مـضى سُـمّاً وذا مستشهدا شـتموا وصيَّ محمّد أوَ ما دَرَوْا      فـي  شـتمه شتموا النبيَّ محمّدا لـم يـحفظوا لـله حـرمة بيته      وبـأهل طَـيْبةَ لم يراعوا أحمدا فـكلاهما  قـد حملا مِن جَوْرهم      مـا لـيس تـحمله الجبال تجلّدا ودع الطفوف ففي القلوب لِذِكْرها      جـذوات  أشجان أبت أن تخمدا وعـد الإلـه بـمحو دولتهم وقد      مُحِيَت  وربُّك ليس يخلف موعدا *              *             * يا  صاحب المثوى الذي تعنو له      صِـيد  الملوك بل الملائك سجّدا وتُـظلُّ  مـشهدك الـمقدّس قُبّة      صـوت الدعاء يجاب فيها والنِدا ولأنـت والـد تـسعة بـولائهم      نـصّ الـنبيّ مـصرِّحاً ومؤكِّدا فيك  المهيمن قد عفا عن فطرس      فـرقى ونـال مع الملائك مقعدا الـدين جـدّك قـد أقـام أساسه      وبـسيف  والـدك الوصيِّ تمهّدا حـتّى إذا مـلكت أميّة أصبحت      تـسعى لـتُنْقِضَ منه ما قد شيّدا جـرّدتَ  سـيفك دونـه فـكأنّه      سـيف  الوصيّ أبيك عاد مجرّدا فـرفعت  يـوم الطفِّ منه كيانه      وأعَـدْتَ  ذيـاك الـبناء مجدّدا لـيس الطفوف بمشهدٍ لك وحدها      فـقد اتّـخذتَ بـكلّ قلب مشهدا *              *             * يـا  حـبّذا لـو عاد يومك ثانياً      ونرى  ضحايا الطفِّ دونك عُوّدا لـتبيد أشـياع الـضلال وحزبه      وتـعيد مـنهاج الـرشاد كما بدا يـشكو  لـك الـتوحيد ممّا نابه      مِـن نـشئ إلـحاد بِغَيٍّ وتمرُّدا وسـطا  عليه الغرب في عملائه      حـتّـى تـفرّق شـمله وتـبدّدا بـمـبادئ  هـدّامة لـم تـتّخذ      غـير الأجانب مصدراً أو موردا هـذي زروعـهم الخبيثة أينعت      ما آن في سيف الهدى أن تُحصدا أتُـعَدُّ ( جـامعة الهدى ) رجعية      والـكفر  عـاد تـقدّماً وتـجدّدا عـاثوا  فساداً في البلاد فما مضى      مــن  فـاسد إلاّ رأيـنا أفـسدا وإذا تـقلّص ظـلُّ عـهدٍ أحـمر      زجّـت لـنا الأقـدار عهداً أسودا *               *              * سـل ثـورة العشرين أين رجالها      فـجهادها وجـهودها ذهبت سدى بـدم العِدى صبغوا الفرات ودجلة      صـبغوا الفرات ودجلة بدم العدى سـاقوا لـحرب عدوّهم لمّا طغى      جـنداً  مِـن الإيـمان كان مجنّدا فـانشر روايـات الـبطولة عنهم      وأذع حـديث الـبأس عنهم مسندا هـي شعلة قَدَحَ ( الغريُّ ) زنادها      وشـرارها مـلأ الـفضا متصعِّدا قـد حرّروا الوطن العزيز وخلّفوا      حـرّ  الـثناء مـع الزمان مخلّدا أخـذوا حقوق بلادهم مِن خصمهم      فـغدا  بـهم شرف العراق موطّدا بـمواقف  هيهات يجحدها الورى      كـالشمس ساطعة السنا لن تُجحدا أَبُـناة  هـذا الـمجد إنّ بـناءكم      قـد بـات بـالخطر العظيم مهدّدا ديـست كـرامة شعبكم مِن بعدكم      مِـن  مـعشر متآمرين مع العدى يـتنازعون  على المناصب بينهم      لـم  يـبتغوا أبـداً سواها مقصدا والـمال قـد نهبوه باسم ( عوائل      الـشهداء ) عـاد موزّعاً ومشرّدا مـستهترين  فـلا ترى مِن بينهم      أحــداً بـأخلاق الـكرام مـقيّدا الـغرب  جـهّزهم لـيدرك وِتْرَه      مـمّن  أذاق جـيوشه طعم الردى هـتكوا الحرائر واستباحوا حرمة      الأحـرار  والـعبد استَرَقَّ السيّدا كـم فـاقد يـنعى بـنيه وثاكل      تـبكي فـتُصدّع في بكاها الجلمدا والـعيش  فـي عهد الذين تقدّموا      نـكَدٌ  وحـين مـضى لقينا أنكدا لـم  تـمض منهم عصبة إلاّ أتت      أخـرى  رأت نـهج الفساد مُعبّدا عَـصَوا الإلـه وخـالفوا قـرآنه      ورضوا ( بعفلق ) أن يطاع ويُعبدا فـإلى  مَ ديـن الله مِـن وخزاتهم      يطوي الضلوع على اللواعج مكمدا ويـئنّ  مِـن ألم الجراح فما رأى      غـير  ( الحكيم ) مداوياً ومضمِّدا غـير   أنّ أبجد حوزة الدين التي      لـم تـلف حين دعت سواه منجدا قـد  كـان في يوم الشعيبة حافظاً      أسـرار قائدها ( السعيد ) ومُسْعِدا ثـبتوا وقد حميَ الوطيس وغيرهم      قـد  فـرَّ عن خطط الدفاع معردا ضلّ الرشاد وحاد عن سنن الحجى      مَـن لـيس يـتبع الحكيم المرشدا هـو  صـاحب الحِكَم الذي لدويِّه      زجـل  أقـام الـملحدين وأقـعدا هـو مـرجع الفقهاء بل هو موئل      الضعفاء إن جار الزمان أو اعتدى ومُـسَدّد  الآراء تـحسب حـكمه      سـهـماً لأكـباد الـطغاة مُـسدّدا والـقـائد  الأعـلى لأمّـة جـدّه      ألْـقَـت لـكفّيه الإمـامة مِـقْوَدا ومـؤيّد  سُـنن الإلـه فـما سعى      إلاّ وكــان لــه الإلـه مـؤيِّدا *               *              * يـامَن  فـدى ديـن النبيّ بروحه      روحـي  وأرواح الأنـام لك الفدا وقـف الرجاء بباب فضلك صادياً      وسوى  نمير يديك لا يروي الصدا أأعـود  ظـمآناً وكـفّك لـم تزل      أسـخى  مِن الغيث العميم وأجودا أنـا  في غنىً عن كلّ زاد في غد      مـا دمـت مِـن حبّي لكم متزوِّدا فـلكم  نـظمت بـمدحكم ورثائكم      درراً  بـها جِـيد الـزمان تـقلّدا ولـكم هـزرت محافلاً عُقدت لكم      قـد قـمت فـيها خاطباً أو منشدا فـامنن  عـليّ بـنظرة فإلى متى      أبـقى  قـذى الـناظرين مـسهّدا وقـذى  العيون إذا انجلى في أثمد      فـقد اتّـخذتُ تـراب قبرك أثمدا لـيس  الـشفا بـيد الطبيب وإنّما      أنـتم  شـفايَ إذا بـسطتم لي يدا النجف الأشرف / محمّد عليّ اليعقوبي / مجلة الإيمان : 3-4 السنة الأولى رجب وشعبان 1383هجـ / كانون الأول والثاني 1963م-1964م