الحديث النبوي بين الرواية والدراية

الحديث النبوي بين الرواية والدراية

الحديث النبوي بين الرواية والدراية

رقم الطبع :

الطبعة الأولى

مكان الطباعة :

قم - إيران

سنة النشر :

1419

عدد المجلدات :

1

source address :

شبكة الفكر

(0 الأصوات)

QRCode

(0 الأصوات)

الحديث النبوي بين الرواية والدراية

إنّ السنّة النبوية هي المصدر الثاني للعقيدة والشريعة، ولذلك عكف المسلمون على جمع ما روي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) من قول أو فعل أو تقرير بنحو لا مثيل له في الاَُمم السابقة، وقد استأثرت السنّة بأهمية بالغة عند المسلمين، حدت بهم إلى تأسيس علوم بُغية فهم كتاب اللّه وسنة نبيّه. هذا من جانب. ومن جانب آخر قد دسّ فيها أحاديث كثيرة مكذوبة وموضوعة من قبل أصحاب الاَهواء ورجال العيث والفساد. وقد صار ما ذكرنا سبباً لوضع ضوابط لتمييز الصحيح منها عن السقيم، وألّف الباحثون في ذلك المضمار مصنفات عديدة أثْرت المكتبة الاِسلامية. شكر اللّه مساعيهم الجميلة. وقد نهجوا سبيل النقاش في مسانيد الحديث ورجاله، وخرجوا بنتائج باهرة، ففرزوا الموضوعات والمندسّات عن غيرهما، وصار التوفيق حليفاً لهم إلى حدّ. ولكن ثمة طريق آخر فاتهم سلوكه، وهو عرض مفاد الحديث ومضمونه على ضوابط رصينة حتى يتميز بها الحق من الباطل والصحيح عن الزائف، وهذه الضوابط عبارة عن الاَمور التالية:

  • الكتاب العزيز. 2- السنّة المتواترة أو المستفيضة . 3- العقل الحصيف. 4- ما اتفق عليه المسلمون . 5- التاريخ الصحيح .
فيعرض الحديث على هذه الضوابط التي لا يستريب فيها أي مسلم واع، فإذا لم يخالفها نأخذ به إذا كان جامعاً لسائر الشرائط  وإذا خالفها نطرحه وإن كان سنده نقياً. هذا هوالمقياس لتمييز الصحيح عن السقيم، وإن كان الاِمعان في الاَسانيد أيضاً طريقاً آخر لنيل تلك الغاية. ولكن المحدّثين سلكوا النهج الاَوّل دون الثاني. والشیخ السبحاني بفضل اللّه سبحانه و تعالى سلك الطريق الثاني، وتناول بالبحث روايات أربعين صحابياً على ضوء الضوابط السابقة، ليكون نموذجاً لما اختاره بغية فتح الباب على مصراعيه في وجه الآخرين. و قد اختار من كلّ صحابي قسماً من رواياته لا كلّها، كما ذكر قسماً من روائع رواياته التي رويت عنه. وثمة نكتة جديرة بالاِشارة، وهي انّه لا یحمِّل سُقم الروايات على عاتق الصحابي الذي رويت عنه أو التابعي الذي روى عنه، بل یركز على أنّ الرواية سقيمة، وأمّا من تولّى كِبْره فهو أمر غير مطروح في هذا المقام إلاّ في موارد خاصّة. وقد راعی المصنف في دراسة سيرة الصحابة والاَحاديث التي نقلت عنهم ترتيب أسمائهم حسب وفياتهم. یقول الشیخ فی مقدمة الکتاب : وحيث إنّ طائفة كبيرة من الاَحاديث الضعيفة أو الموضوعة رُويت عن غير واحد منهم، فقد أوجب ذلك تكراراً في دراسة بعض الروايات، نظير: نزوله سبحانه إلى السماء الدنيا، الشوَم في المرأة، بول النبي قائماً، سلطان إبليس على النبي في حال صلاته، طواف النبي على نسائه في ليلة و احدة، وضع الربّ رجله في نار جهنم، أو انّه سبحانه ليس بأعور، إلى غير ذلك من الاَحاديث. ولذلك بسطنا الكلام في كلٍّ منها عند ترجمة واحد منهم، وأوجزنا الكلام عند ترجمة الآخرين. ولا ندّعي انّنا استوفينا البحث في أكثر الروايات الموضوعة، فضلاً عن جميعها، وانّما قدّمنا للقارىَ الكريم أنموذجاً من تلك الروايات التي عزيت إلى أربعين صحابياً، عسى أن تكون فاتحة خير لمساهمات لاحقة من قبل الباحثين في هذا المضمار.