النظام الصحي والسياسة الطبية في الاسلام
النظام الصحي والسياسة الطبية في الاسلام
المؤلف :
رقم الطبع :
الطبعة الأولى
مكان الطباعة :
قم المقدسة
سنة النشر :
1415
عدد المجلدات :
1
(0 الأصوات)
(0 الأصوات)
النظام الصحي والسياسة الطبية في الاسلام
ان تطور صحة الأفراد في عالمنا المعاصر خلال العقود القليلة الماضية لم يكن نتيجة الاكتشافات الطبية الحديثة ، بل كان نتيجة التغير الذي حصل في البيئة الإنسانية بفضل جهود الإنسان. فتزويد المدن الحديثة بالماء الصافي الخالي من الجراثيم ، وتصميم نظام إزالة الفضلات والمجاري العامة ، وجمع القمامة وطرحها خارج المدن بشكل منتظم ، والسيطرة على الحشرات الناقلة لمختلف الأمراض ، واتباع سياسة صحيحة في المطاعم والتجمعات العامة ، كلها أدّت إلى تطوير صحة الأفراد وتقليل عدد الوفيات. وهذا الشكل الصحي يعكس جانبا من جوانب النظام الوقائي ، يضاف الى ذلك ان تحسن نوعية المواد الغذائية التي يتناولها الأفراد ساهم هو الآخر في تطوير صحتهم وتقويه مناعتهم ضدّ الأمراض. وهذا الجانب الثاني يعكس جوهر النظام الغذائي لا يمحو مشكلة المرض أو يلغي قضية الموت ؛ بل إن قضية الموت ، بل إن قضية المرض والموت تبقي على الأرض. ولا شك أن الطبيعه ، والوضع الاجتماعي ، وعمل الفرد كلها تساهم هي الأخرى في تصميم طبيعة المرض الذي يتعرض له الانسان.
وقد بحث الدكتور زهير الأعرجي في هذا الكتاب الماثل بين يديك أيها القارئ ، مقدمات السياسة الطبية الاسلامية. فقد تطرّق في القسم الأول من الكتاب إلى عرض ونقد آراء النظرية الرأسمالية فيما يتعلق بالصحة والمرض السياسة الطبية بمدارسها الفكرية الموسومة بالمدرسة التوفيقية ، ومدرسة الصراع الاجتماعي ، والمدرسة الأمريكية التي سميت أيضا بمدرسة ( جامعة شيكاغو ) و روادها علماء اجتماع أمريكان أمثال ( جورج ميد ) ، و ( روبرت پارك ) و ( ارنست بيرجيس ) الذين كانوا جميعا إمّا أبناء قساوسة بروتستانت أو أنفسهم قساوسة بروتستانت ، فتكون النظرة الإجتماعية الأمريكية أقرب إلى النظرة النصرانية البروتستانتية. وتطرّق في القسم الثاني من الكتاب إلى عرض مجمل للآراء الفقهية الإسلامية الخاصة بالصّحة والمرض والموت. وخرج بنتيجة مهمة وهي أن النظام الصحي والسياسة الطبية الإسلامية ينبغي أن تطرح كنموذج عملي يستحق ـ على أقل تقدير ـ إنزاله إلى الساحة الإجتماعية الإسلامية ، وضرورة تبنيه بكل قوة حتى يتحقق تكامل نظام الدولة والحكم في الإسلام.