عاشوراء بين الصلح الحسني والكيد السفياني
عاشوراء بين الصلح الحسني والكيد السفياني
المؤلف :
(0 الأصوات)
(0 الأصوات)
عاشوراء بين الصلح الحسني والكيد السفياني
مقدّمة لا بدّ منها بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربِّ العالمين ، والصلاة والسّلام على محمّد وآله الطاهرين ، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين . وبعد , فإنّ المثل يقول : «مَن كان بيته من زجاج فليس له أن يرشق الناس بالحجارة» . وإذا ما فعل أحد ذلك وقابله المظلومون المُعتدى عليهم بالمثل وتحطّم بيته الزجاجي ، فلا يلومنَّ إلاّ نفسه ؛ فإنما «على نفسها جنت براقش» . وإنّ أمرنا مع المتعصبين والمتحاملين على أهل البيت (عليهم السّلام) الذين نذروا أنفسهم لنقض فضائلهم ، وتصغير شأنهم ، وغمط حقوقهم (صلوات الله عليهم) حتّى أصبح ذلك هو شغلهم الشاغل وخبزهم اليومي .. إنّ أمرنا مع هؤلاء قد أصبح مصداقاً لذلك المثل الذي عرضناه آنفاً . فهؤلاء المتحذلقون لا يملكون من الحق والصواب إلاّ الدعاوى العريضة والاستعراضات ، والانتفاخات الفارغة التي تخفي وراءها الوهن والعُدْم والفقر، والضّآلة والضحالة ؛ الأمر الذي يضطرهم إلى التزوير والتعمية ، وإلى استخدام وسائل الإرهاب والقهر ، معتمدين على حربة مسمومة هي إثارة البغضاء ، وشحن النفوس بالحقد والضغينة ، والكيد للحقِّ وأهل الحقِّ ، وتصويره على أنه هو الباطل والزيف والكفر الصريح والقبيح . بل إنك ترى هؤلاء رحماء على الكفار ومعهم ، يخفضون لهم جناح الذل والضعة ، أشداء على المسلمين والمؤمنين ، يبطشون بهم أفحش البطش ، ويرتكبون في حقهم أعظم الجرائم ، وتلك هي السنة التي سنها لهم وجرّأهم عليها إمامهم يزيد بن معاوية (لعنه الله) , حتّى إذا ما وجدوا أنفسهم في موقع العجز عن ذلك سلقوا أهل الإيمان بألسنة حداد ، سراً وجهراً ، غير مبالين بما يصيب المسلمين من وهن وأذى وتمزّق من جرّاء ذلك . أما المسلمون الشيعة الإماميّة فإنهم يدركون أنّ هؤلاء لا يمثلون إلاّ أنفسهم ، ويرون أن واجبهم ـ أعني الشيعة ـ هو أن يحفظوا لهذا الدين قوته ، وللمجتمع الإسلامي وحدته ؛ فالشيعة هم «اُمّ الصبي» التي تريد أن تحفظ ولدها بكل وسيلة حتّى لو كلّفها ذلك حياتها . ولأجل ذلك كانوا وما زالوا يكتفون بالرد على هؤلاء العابثين بالدين وبوحدة المسلمين ، بالكلمة الطيبة وبمنطق العلم والحوار الموضوعي الهادئ الصريح ، والبنَّاء والصحيح ؛ فيدحضون شبهاتهم ، ويزيفون ادعاءاتهم بالأدلة القاطعة والبراهين الساطعة . ولكن اُولئك سرعان ما يعودون لتكرار استعراضاتهم وانتفاخاتهم ، وعرض بضائعهم الطحلبية ذاتها , ونسائجهم العنكبوتية نفسها من جديد . ويعود أهل الحق والدين لفضح أباطيلهم وتزييف أضاليلهم ، على قاعدة : إن عادت العقربُ عدنـا لها وكـانت النعلُ لها حـاضره ولا تزال هذه الدوامة تعصف بالكيان الإسلامي، وتتكرر عاماً بعد عام , منذ العهد الاُموي وحتّى يومنا هذا , ونتوقع لها أن تستمر في المستقبل أيضاً .