معالم النظام الإجتماعي في الإسلام

معالم النظام الإجتماعي في الإسلام

جاء الإسلام وللعرب أساليب اعتادوها في حياتهم وجروا عليها فأقر الإسلام ما كان صالحاً منها ونبذ ما خالف شرع الله وقد تحقق للعرب وللمسلمين نظام اجتماعي ندر مثيله بين الأمم، فلقد كفل الحريات الفردية بالقدر الذي لا يضر بالمجتمع ولا يتعدى حدوده وقوانينه وأباح حرية التملك والعمل وإنماء المال بالكسب الحلال، كما وضع ضوابط ونواهي وعقوبات لمن يخالف قوانين المجتمع ويخرج عليها. كما بين الإسلام الحدود التي ينبغي عدم تجاوزها وأوكل إلى الإمام أو الخليفة أمر إقامة الدين والمحافظة على كيان المجتمع وسلامته. وقد ساهمت هذه الروح الاجتماعية في انطلاق العرب لبناء الدولة الإسلامية المرتكزة على العدل والمساواة والعقيدة الدينية السمحة التي حفظت حق الفرد وصانت حقوق المجتمع وأهلت الأفراد ليكونوا مواطنين صالحين في دولة صالحة. وفي (معالم النظام الاجتماعي في الإسلام) سعى المؤلف إلى إلقاء الضوء على النظام الاجتماعي في الإسلام وصلته بالأحوال المعيشية التي كانت سائدة آنذاك-والذي جاء بمثابة حركة إصلاحية شاملة فجرها الإسلام كما أنه كشف عن معالم النقلة التاريخية التي قادها الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا المجتمع. والكتاب يقع في عشرة فصول، الفصل الأول دراسة في ملامح النقلة التاريخية من الوثنية إلى الإسلام. أما الفصل الثاني فهو مخصص في بحث الوظيفة الاجتماعية للمدن العربية حيث يتبين أن المدينة العربية كانت رائدة في شخصيتها القانونية ومجتمعها المدني آنذاك. وفي الفصل الثالث يلقي المؤلف الضوء على دور التشريع في النقلة التاريخية. أما الفصل الرابع فهو مخصص للنظام القضائي الذي يعد من أهم الولايات في النظام الاجتماعي في الإسلام وأعظمها شأناً. ويتناول الكاتب في الفصل الخامس النظم السياسية ومفهوم الدولة في الإسلام وعناصر النظام الدستوري العام ومقارنتها بالنظم الإسلامية. وينتقل في الفصل السادس للبحث في ملامح البنية الاجتماعية الجديدة التي رسم الرسول صلى الله عليه وسلم خطوطها العامة وأعاد بناء البنية الاجتماعية الجديدة في المجتمع العربي الجديد الذي تطور إلى عناصر وفئات. أما في الفصل السابع فهو يلقي الضوء على أحكام الأسرة الإسلامية في معرض حديثة عن أسس بناء الأسرة في الإسلام. ويعرض للقواعد الشرعية في تنظيم الأسرة الإسلامية كما يؤكد أن رياسة الزوج للأسرة في المجتمع الإسلامي لا يعني الانتقاص من قدر المرأة وشخصيتها. ويتناول في الفصل الثامن مكانة المرأة في الإسلام ويرد على من يظن أن الإسلام هضم المرأة حقوقها حيث أعطاها نصف نصيب الرجل في الميراث وجعل الرجل يتزوج بأكثر من واحدة. والحقيقة أن الإسلام رفع من مكانة المرأة وحررها من القيود الجاهلية. وفي الفصل التاسع يبحث المؤلف أدب تنظيم المعاملات الاجتماعية والمالية حيث خلص إلى أن العدالة في الشريعة الإسلامية لم تكن محصورة في اشتراكية المال وترويعه وإنما هي اشتراكية عامة أساسها الإخاء في الحياة الروحية وفي الحياة الخلقية وفي الحياة الاقتصادية وأخيراً يعرض في الفصل العاشر لبعض الاستنتاجات التي خرج بها من بحثه.