أهمية علم الأخلاق
أهمية علم الأخلاق
0 Vote
243 View
سماحة السيد كمال الحيدري إن أفضل طريقة لبيان ومعرفة أهمية علم الأخلاق الرجوع إلى القرآن الكريم ، والروايات الصادرة عن المعصومين (عليهم السلام) . أ ـ الآيات القرآنية الحاثّة على الأخلاق الحسنة : إن الآيات القرآنية التي تحثّ على الأخلاق الحسنة ليست قليلة ، ولعلّ من أهمّها قوله تعالى في أوّل سورة الشمس: (( وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا. وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا. وَالنَّهَارِ إِذَا جلاهَا.وَاللَيلِ إِذَا يَغْشَاهَا. وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا. وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا. وَنَفْس وَمَا سَوَّاهَا. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا. قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا )) (1) . في هذه الآيات المباركة عدّة نكات مهمّة ، يبرز من خلالها مدى اهتمام القرآن الكريم بأخلاق الإنسان ، وما هو منهجه في دعوة الإنسان إلى الأخلاق الحسنة ، وتحذيره من الأخلاق السيئة . ولعل من أهم هذه النكات ما يلي: الأولى : من النوادر القرآنية أن يقدم لجواب القسم بعدد كبير من الأقسام ، وقد قدم لجواب القسم هنا ، أي قوله تعالى: (( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا )) بستّة أو سبعة أقسام ، الأمر الذي يوضح مدى اهتمام القرآن الكريم بجواب القسم هذا ، والذي يتضمّن دعوة الإنسان إلى الالتزام بالأخلاق الحسنة ، وتجنّب السيئ منها ، ودفعه إلى تزكية نفسه ، وتحذيره من الدسّ لها . الثانية : أقسم الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات الشريفة بالشمس والقمر ، وبالنهار والليل والسماء والأرض ، حتى شمل كل عالم المادة ـ هذا العالم المشهود ـ بقسمه عزّ وجلّ ، ولم يبق فيه شيء إلاّ وأقسم به ، وكأن هذه الآيات تريد أن تقول ـ والله العالم ـ إن كل عالم الشهادة هو لأجل خلق الإنسان ، وأنه هو المقصود من خلق هذه الأشياء كلّها . قال تعالى : (( وَسَخَّرَ لَكُم ما فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا في الأَرْضِ جَمِيعًا منهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيات لِّقَوْم يَتَفَكَّرُونَ )) (2) . الثالثة : أن المراد من «النفس» في الآيات المباركة هي «النفس» الإنسانية بقرينة قوله تعالى : (( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا )) ، فالمقصود ليس مطلق النفس ، سواء كان نباتاً أو حيواناً أو إنساناً ، بل الإنسان وهو المكلّف الذي يترتّب على عمله الثواب والعقاب . الرابعة : أن مفردات «الشمس» و«القمر» و«النهار» و«الليل» و«السماء» و«الأرض» في الآيات المباركة كلها معرفة ، غير أن مفردة «نفس» نكرة ; إذ قال تعالى (( وَنَفْس وَمَا سَوَّاهَا )) (3) ولم يقل «والنفس وما سواها» . ولبيان سبب هذا التنكير ، ذكرت عدّة وجوه ، لعل أفضلها هو ما يشير إليه العلاّمة الطباطبائي في الميزان (4) ، من أنه جعل النفس نكرة لبيان عظمتها وفخامتها ، فكأنه (سبحانه) يريد أن يقول ـ والله العالم ـ : يا أيها الإنسان اعرف نفسك ؛ لأنك وإن كنت تعرف كثيراً من الأشياء من حولك ولكنّك لا تعرف أقرب الأشياء إليك ، وهي نفسك ، واعلم أنك بهذه النفس التي خلقتها بيديّ ـ وهذه نسبة تشريفية ـ قد أصبحت سيّد عالم الإمكان ومحوره وثمرته ؛ بشرط أن تقوم بما يجب عليك القيام به وأن تزكّي نفسك . والخلاصة ، أن عالم الإمكان شجرة إلهية والإنسان ثمرتها ، وأن هذا العالم يدور حول محور الإنسان الكامل ، وفي كل هذه المعاني وما سبقها ؛ إشارة إلى عظمة النفس الإنسانية وفخامتها . الخامسة : أن الآيات المباركة قد تسلسلت في طرح الأفكار ، إذ ورد فيها قوله تعالى : (( وَنَفْس وَمَا سَوَّاهَا )) (5) ومن بعده ورد قوله تعالى : (( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا )) (6) . إذ الظاهر أن للنفس الإنسانية في الإيجاد مرتبتين ، كما في قوله تعالى : (( الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى )) (7) فأصل الخلق شيء والتسوية شيء آخر ، وهذه التسوية هي المنشأ لقبول النفس إلهام التقوى والفجور (( فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا )) (8) وإلاّ فإنها بدون هذه التسوية ليست قابلة لأيّ من الإلهامين . السادسة : أكّدت الآيتان المباركتان (( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا )) (9) حقيقة مهمة وهي : أن بإمكان الإنسان أن ينمّي نفسه ويكمّلها من خلال طلبه للأخلاق الحسنة ، وإلاّ لو لم يكن ذلك بإمكانه ؛ لما أشارت الآيتان إلى فلاح من يزكي نفسه وخيبة من يدّسها ، وهذه مسألة ترتبط ببحث الجبر والاختيار ، فلو قيل بأن الإنسان مجبر على أفعاله ، فهذا يعني أنه لن يكون بإمكانه طلب الأخلاق الحسنة اختياراً ، فلا معنى لأن يُحثّ على طلبها ، غير أن هذا القول تفنّده الآيتان المباركتان ، من خلال حثهما الإنسان على التخلّق بالأخلاق الحسنة ، وهو ما يدل على إمكانية ذلك من جهة ، وعلى بطلان فكرة أن الإنسان مجبر على أفعاله من جهة أخرى (10) . السابعة : أبرزت الآيتان المباركتان (( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا )) (11) الطريقة القرآنية في الدعوة إلى الأعمال الصالحة والأخلاق الحسنة ، حيث تبيّن من خلالهما ؛ أن المنهج القرآني في الأخلاق هو غير منهج كتب علم الأخلاق ، ففي كتب علم الأخلاق يركّز على الصفة ومميزاتها فيقال ـ مثلاً ـ : الشجاعة كذا وكذا.. والعدل كذا وكذا... وهكذا ، وهذا من قبيل وصفك لقطعة ماس ، أو عقيق ، وثنائك عليها . أما في القرآن الكريم فإن المنهج فيه هو التأكيد والتركيز على الفاعل ، وعلى المتلبس بالصفة لا على الفعل والصفة ، فيقال مثلاً : إن فاعل الشجاعة صفاته كذا ، وإن فاعل الأخلاق الحسنة صفاته وسجاياه كذا ، ولذا قالت الآيتان المباركتان (( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا )) (12) فمدحت فاعل زكاة النفس لا «زكاة النفس» ذاتها ، وذمّت الداس للنفس لا «الدّس» نفسه ، وهكذا في بقية الموارد الأخلاقية القرآنية . الثامنة : أن القرآن الكريم حين دعا الإنسان إلى الأخلاق الحسنة ، زوّده بالمعدّات والوسائل التي يستطيع من خلالها طلب هذه الأخلاق ، قال تعالى : (( وَنَفْس وَمَا سَوَّاهَا )) (13) ، فقد هيّأ الله تعالى للإنسان ما يحتاج إليه في هذا الطريق ، حيث زوّده بالحجّة الباطنة ، وهي العقل الباطن أو الفطرة الموجودة مع الإنسان منذ بداية خلقه ، ثم بيّن له من خلال هذا العقل ، ما هو العمل الحسن وما هو العمل القبيح ، كما ألهمه في فطرته ، ما هي التقوى وما هو الفجور ، كما زوّده أيضاً بالحجة الظاهرة ، وهي الرسل والأنبياء والأئمة والعلماء الصالحون . قال الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) : (( يا هشام إن لله حجتين ، حجّة ظاهرة وحجّة باطنة ، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة ، وأما الباطنة فالعقول )) (14) ، كل ذلك من أجل أن تكون «الحجة لله على الناس» لا «الحجة للناس على الله» يوم القيامة ، ولكي يقطع على الإنسان أي عذر له في ذلك اليوم ، قال تعالى: (( قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ )) (15) وقال تعالى : (( رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةُ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمً )) (16) . التاسعة : من أهم النكات التي تعرّضت لها الآية ؛ أنها قدّمت القسَم بالمخلوق ، وهو النفس (( وَنَفْس )) على القسم بالخالق (( وَمَا سَوَّاهَا )) ، فإن الذي سوّى النفس هو الله سبحانه وتعالى (( الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى. وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى )) (17) . ولعلّنا لا نجد مورداً آخر مشابهاً لهذه الآية في تقديم القسم بالمخلوق على القسم بالخالق . من هنا قد يفهم منه ـ والله العالم ـ أن طريق معرفة الله سبحانه يمرّ من خلال معرفة النفس ، وهذا ما أكّدته الروايات الكثيرة الواردة عن النبي الأكرم وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) ، قال علي أمير المؤمنين (عليه السلام) : (( أفضل المعرفة معرفة الإنسان نفسه )) (18) فإذا ضممنا هذا القول إلى قوله تعالى : (( يُؤْتِى الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرً )) (19) , يتضح أن من أوضح مصاديق الحكمة هي معرفة النفس ، ومن عرفها فقد أُوتي خيراً كثيراً ، وقال (عليه السلام) : (( أكثر الناس معرفة لنفسه ؛ أخوفهم لربّه )) (20) , فإذا ضممناه إلى قوله تعالى : (( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء )) (21) ، اتضح أن من أهم المعارف وأنفعها هي معرفة النفس ، من هنا قال (عليه السلام) : (( معرفة النفس أنفع المعارف )) (22) ، وقال: (( غاية المعروف أن يعرف المرء نفسه )) (23) ، وقال : (( أفضل العقل معرفة الإنسان بنفسه ، فمن عرف نفسه ؛ عقل )) (24) . فإذا ضممنا هذا الكلام إلى قوله تعالى : (( وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ )) (25) , فالعلم الذي يوصل الإنسان إلى العقل ، هو علم الإنسان بنفسه ، والعقل يوصل الإنسان إلى الدين ، والدين يوصله إلى الجنّة ، قال أبو عبدالله الصادق (عليه السلام) : (( من كان عاقلاً كان له دين ، ومن كان له دين دخل الجنة )) (26) . ثم بيّن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) الآثار المترتّبة على المعرفة بالنفس كما يلي : قال (عليه السلام) : (( نال الفوز الأكبر ؛ من ظفر بمعرفة النفس )) (27) ، وقال (عليه السلام) : (( من عرف نفسه ؛ جاهدها )) (28) ، وقال (عليه السلام) : (( من عرف نفسه ؛ عرف ربّه )) (29) ، وقال (عليه السلام) : (( من عرف نفسه ؛ كان لغيره أعرف )) (30) . وأما الآثار المترتّبة على الجهل بها فهي : قال (عليه السلام) : (( أعظم الجهل ؛ جهل الإنسان أمر نفسه )) (31) ، وقال (عليه السلام) : (( عجبتُ لمن يجهل نفسه ؛ كيف يعرف ربّه ! )) (32) ، وقال (عليه السلام) : (( كفى بالمرء جهلاً ؛ أن يجهل نفسه )) (33) ، وقال (عليه السلام) : (( من جهل نفسه ؛ كان بغير نفسه أجهل )) (34) ، وقال (عليه السلام) : (( من لم يعرف نفسه ؛ بعُد عن سبيل النجاة ، وخبط في الضلال والجهالات )) (35) ، وقال (عليه السلام) : (( عجبتُ لمن نشد ضالته ، وقد أضلّ نفسه ؛ فلا يطلبها )) (36) . من هنا ذكر المحققون من علمائنا ، أن المعرفة الأنفسية أنفع من المعرفة الآفاقية ، وهذان الاصطلاحان مأخوذان من قوله تعالى : (( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ )) (37) , وقال تعالى : (( وَفي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ . وَفي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ )) (38) . ولعل هذا هو مراد إمام المتّقين علي (عليه السلام) في قوله : (( المعرفة بالنفس أنفع المعرفتين )) (39) ، وقد أوضح الطباطبائي وجه ذلك بقوله : «إن طريقَي النظر إلى الآفاق والأنفس نافعان جميعاً ، غير أن النظر إلى آيات النفس أنفع ، فإنه لا يخلو من العثور على ذات النفس وقواها وأدواتها الروحية والبدنية ، وما يعرضها من الاعتدال في أمرها أو طغيانها أو خمودها ، والملكات الفاضلة أو الرذيلة ، والأحوال الحسنة أو السيئة التي تقارنها . واشتغال الإنسان بمعرفة هذه الأمور ، والإذعان بما يلزمها من أمن أو خطر ، وسعادة أو شقاوة ، لا ينفك من أن يعرّفه الداء والدواء من موقف قريب ، فيشتغل بإصلاح الفاسد منها ، والالتزام بصحيحها ، بخلاف النظر في الآيات الآفاقية ؛ فإنّه وإن دعا إلى إصلاح النفس وتطهيرها من سفاسف الأخلاق ورذائلها ، وتحليتها بالفضائل الروحية ، لكنه ينادي لذلك من مكان بعيد ، وهو ظاهر . هذا مضافاً إلى أن النظر في الآيات الآفاقية والمعرفة الحاصلة من ذلك ، نظر فكري وعلم حصولي ، بخلاف النظر في النفس وقواها وأطوار وجودها والمعرفة المتجلّية منها ، فإنه نظر شهودي وعلم حضوري ، والتصديق الفكري يحتاج في تحقّقه إلى نظم الأقيسة واستعمال البرهان ، وهو باق ما دام الإنسان متوجّهاً إلى مقدّماته غير ذاهل عنها ولا مشتغل بغيرها . ولذلك يزول العلم بزوال الإشراف على دليله ، وتكثر فيه الشبهات ويثور فيه الاختلاف ، وهذا بخلاف العلم النفساني بالنفس وقواها وأطوار وجودها ؛ فإنه من العيان ، فإذا اشتغل الإنسان بالنظر إلى آيات نفسه ، وشاهَدَ فقرها إلى ربّها وحاجتها في جميع أطوار وجودها ، وجد أمراً عجيباً ، وجد نفسه متعلّقة بالعظمة والكبرياء ، متصلة في وجودها وحياتها وعلمها وقدرتها وسمعها وبصرها وإرادتها وحبّها ، وسائر صفاتها وأفعالها ، بما لا يتناهى بهاءً وسناءً وجمالاً وجلالاً وكمالاً من الوجود والحياة ، والعلم والقدرة وغيرها من كل كمال ، وعند ذلك تنصرف عن كل شيء وتتوجّه إلى ربّها ، وتنسى كل شيء وتذكر ربّها ، فلا يحجبه عنها حاجب ، ولا تستتر عنه بستر ، وهو حق المعرفة الذي قُدّر للإنسان . وهذه المعرفة الأحرى بها أن تسمّى بمعرفة الله بالله ، وأما المعرفة الفكرية التي يفيدها النظر في الآيات الآفاقية ، سواء حصلت من قياس أو حدس أو غير ذلك ؛ فإنما هي معرفة بصورة ذهنية عن صورة ذهنية ، وجلّ الإله أن يحيط به ذهن ، أو تساوي ذاته صورة مختلقة اختلقها خلق من خلقه ، ولا يحيطون به علماً » (40) . والحاصل أن آيات هذا المقطع من سورة الشمس المباركة ، أكّدت أهمية الأخلاق والتقوى ، بما لا نجده في آيات أخرى من القرآن الكريم . وخلاصة المطلب أن آيات هذا المقطع الشريف من سورة الشمس المباركة ، أكّدت أهمية علم الأخلاق ، حيث قرّرت أن هذا العالم (عالم المادة) إنما خُلق لأجل الإنسان ، وأن الإنسان خُلق لأجل الأخلاق الحسنة ، التي بإمكانه مختاراً أن يطلبها ، وأن يتخلّق بها (( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَ )) (41) وبذلك يتسامى ، ويتكامل في مسيرته نحو الحق عزّ وجلّ . ـــــــــــــ (1) الشمس: 1 ـ 9. (2) الجاثية: 13. (3) الشمس: 7. (4) الميزان، الطباطبائي، ج20، ص297. (5) الشمس: 7. (6) الشمس: 9 ـ 10. (7) الأعلى: 2. (8) الشمس: 8. (9) الشمس: 9 ـ 10. (10) تفصيل بحث الجبر والاختيار موكول إلى محله ، ولكن على نحو الإجمال نقول : هناك آيات كثيرة وروايات عديدة تعارض فكرة الجبر كقوله تعالى: (( إنّا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورًا )) (الإنسان، 3) وقوله تعالى: ((وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ )) (البلد: 10) إذ تعرض الآيتان الشريفتان الأمر على أن الإنسان ، قد بُين له طريق الجنة وطريق النار على حدٍّ سواء ، وعليه هو يقع الاختيار ، فبعد أن أوقفه الله تعالى على مفترق الطرق ؛ زوّده بالحجّة الباطنة (العقل) وبالحجة الظاهرة (الرسل والأنبياء ومن بعدهم الأئمة والأولياء والعلماء والصالحون) ورغّبه في الخير ، وحذّره من الشرّ ، ثم إذا اختار الإنسان بعد ذلك وبرغبته طريق الخير ؛ استحق رضا الله تعالى وجنّة الخلد ، وإن اختار طريق الضلال ؛ استحق العذاب والنار بلا جدال . (11) الشمس: 9 ـ 10. (12) الشمس : 9 ـ 10 . (13) الشمس: 7 ـ 8. (14) أصول الكافي، باب العقل والجهل، ج1، ص16. (15) الأنعام: 149. (16) النساء: 165. (17) الأعلى: 2 ـ 3. (18) غرر الحكم ودرر الكلم، دار القارئ، بيروت، 1407، ص152، حديث 3026 . (19) البقرة: 269. (20) مستدرك الوسائل، تحقيق مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، ج11، ص236. (21) فاطر: 28. (22) غرر الحكم ودرر الكلم، ص488، الحديث9959. (23) غرر الحكم ودرر الكلم، ص334، الحديث6442. (24) غرر الحكم ودرر الكلم، ص164، الحديث3306. (25) العنكبوت: 43. (26) أصول الكافي، كتاب العقل والجهل، ج1، ص11 الحديث6. (27) غرر الحكم ودرر الكلم ، ص 492 ، الحديث 1006 . (28) غرر الحكم ودرر الكلم ، ص 401 ، الحديث 7957. (29) غرر الحكم ودرر الكلم ، ص 403 ، الحديث 8048 . (30) غرر الحكم ودرر الكلم ، ص 436 ، الحديث 8858 . (31) غرر الحكم ودرر الكلم ، ص 152 ، الحديث 3027 . (32) غرر الحكم ودرر الكلم ، ص 329 ، الحديث 6344 . (33) غرر الحكم ودرر الكلم ، ص 364 ، الحديث 7116 . (34) غرر الحكم ودرر الكلم ، ص 429 ، الحديث 8723 . (35) غرر الحكم ودرر الكلم ، ص 450 ، الحديث 9134 . (36) يلحظ رسالة الولاية ، ص38 ; الميزان في تفسير القرآن ، ج6 ص173 نقلاً عن كتاب غرر الحكم ودرر الكلم ، ص 329 ، الحديث 6338 . (37) حم السجدة: 53. (38) الذاريات: 21. (39) غرر الحكم ودرر الكلم ، ص 76 ، الحديث 1754 . (40) الميزان في تفسير القرآن، ج6، ص171. (41) الشمس : 9 . --------------------------------- مراجعة وضبط النص شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي .