قصيدة يوم الغدير

بـلغ  الـعائدون بـطّحاء (خمّ)      فـكأن  الـركبان فـي الـتنّور بـلـغوه لا يـحـمدون مـقيلا      بـل يـحثّون نـوقهم لـلمسير وإذا بـالـنبي يـرقـب شـيئاً      وهـو فـي مثل جمدة المسحور جـاء  جبريل قائلاً: (يا نبي الله      بـلّـغ كــلام رَبّ مـجـير) (أنت في عصمة من الناس فانثر      بـيّـنات  الـسماء لـلجمهور) (وأذعـهـا رسـالة الله وحـياً      سـرمـدياً وحـجة لـلعصور) ودعـاهم إلـى الـسماع مـناد      فـاستجابوا  رجع النداء الجهير واشـرأبت  أعـناقهم مـتلعات      كـالغرانيق  أُشـعِرت بـالنذير كـلهم  يـرقب الـبيان وما في      الأمـر  شـك فالقول جد خطير مـا دعَـاهم طـه لأمـر يسير      وصـعيد الـبطحاء وهج حرور وارتـقى  مـنبر الـحدائج طه      يـشهر  الـسمع لـلكلام الكبير أيـها الـناس قـال أوشِـكُ أن      ادعـى وإنـي وإنـكم لـنشور وكـلانا يـجيب : هل تشهدون      الـحق  إنـي بلّغت أمر القدير؟ أدركوا  لهجة النعيّ خلال القول      فـالصوت  فـي جـلال القبور عـبرات مـلء الـعيون وكبتٌ      فـي  حـلوق تـأججت بالزفير انـنا شـاهدون قالوا جزاك الله      خـيراً  مـن نـاصح ومـشير أو  لاَ تـشـهدون أن لا إلــه      غـير ربّ فـرد رحـيم غفور وبـأنـي عـبدٌ لـه ورسـولٌ      لـم  يقصّر في النصح والتبشير وبـأن الـممات حق وأن البعث      حـــق لـجـنَّة أو سـعـير لـلبغاة الأشـرار سـوط عذاب      لـلميامين كـسوة مـن حـرير فـأجابوا: بـلى فـقال: إلـهي      أنـت  فـاشهد لـعبدك المأمور أيـها  الـناس إنـما الله مولاكم      ومـولاي نـاصري ومـجيري ثـم  إنـي وليّكم منذ كان الدهر      طـفـلاً حـتى زوال الـدهور يـا إلـهي مـن كنت مولاه حقاً      فـعـلّي  مـولاه غـير نـكير يـا  إلهي والِ الذين يوالون ابن      عـمي وانـصر حليف نصيري كـن  عـدواً لمن يعاديه واخذل      كـل  نـكس وخـاذل شـرير

للشاعر بولس سلامه