ابن جني عالم العربية

ابن جني عالم العربية

في هذا الكتاب دراسة موجزة تحاول أ، تعرف بابن جني، وأن تضعه في المكان الذي يستحقه بين محبي اللغة العربية والغيورين عليها، وكذلك بين منظري الدراسات اللسانية الحديثة. وبالعودة لمادة هذه الدراسة نجدها قد توزعت على ثلاثة فصول، تكلم هذا الفصل بإيجاز على موطن ابن جني –الموصل- والحالة العلمية فيه وفي بغداد حيث استقر للتدريس، والحالة العلمية في زمانه، وذكر أشهر معاصريه وشيوخه وتلامذته، وصحبته للمتنبي، وعلاقته بالشريف الرضي. ثم انتقل للكلام على ثقافته، وبيان أهم السمات في كتاباته، ومذهبه النحوي، ومصادر دراسته من المشافهة والأخذ من الشيوخ، والأخذ من الكتب، ومشافهة الإعراب في زمانه، وإفادته من شواهد العربية المختلفة ومنها القرآن وقراءاته، والحديث النبوي، وكلام العرب وأمثالهم وأشعارهم والقياس. وختم الفصل الأول بذكر أشهر آثاره المطبوعة، ليفيد منها من يرغب في زيادة الإطلاع على ما كتبه عالم العربية هذا. أما الفصل الثاني فكان: ابن حني والعربية، وفيه تم الحديث عن منزلة العربية في نفسه، وغيرته عليها، ثم ذكر شيئاً من أسرار العربية التي تحدث عنها ابن جني ومن ذلك نظريته في الاشتقاق الأكبر، والصوت والمعنى، ومعاني الصيغ والتضعيف، وترتيب الحروف بما يضاهي الأحداث، وحكاية الأصوات، وحركة الحرف في البنية، والمضارعة في الأصول. ثم انتقل للكلام على لهجات العربية المختلفة موقفه من الاحتجاج بها، وشذوذ اللهجات، ومعنى الشذوذ عنده، ومخالفة لغة جمهور العرب، وتداخل اللهجات والمقايسة بينها، والقياس على لغة العرب. وأما الفصل الثالث فكان: ابن جني والدرس اللغوي الحديث، وفيه تم ذكر عدداً من الأفكار والمفاهيم التي عرضها العاملون في حقل الدرس اللساني في الغرب مما يمكن أن نجده يلتقي مع ما كان ابن جني قد سبق إليه وهو عند أولئك مما أبدعته قرائحهم، وجاءت به نظرياتهم، من ذلك مثلاً: النظرية الصوتية في نشأة اللغة، واللغة بين دي سوسور وابن جني، والصورة الصوتية، ومصطلحات سوسور الثلاثة في علم اللغة، والكتابة الصوتية، واعتباطية الإشارة اللغوية، والثبوت والتغيير في الإشارة اللغوية، والقدرة اللغوية بين ابن جني ومفهوم النحو "التوليدي، والكفاية اللغوية، والجملة النواة، والبنية والمعنى، والسمات المعجمية، والبنية السطحية والعميقة.