الحسين (عليه السلام) أبو الشهداء

الحسين (عليه السلام) أبو الشهداء

الحسين (عليه السلام) أبو الشهداء

رقم الطبع :

الثّانية

(0 الأصوات)

QRCode

(0 الأصوات)

الحسين (عليه السلام) أبو الشهداء

مقدّمة النّاشر : سيرة أبو الشُهداء الحُسين بن عليّ (ع) ، سيرة مجيدة , أفاض كثير من المؤلّفين والكتّاب والاُدباء في الكتابة عنها , ولكنّا لا نعتقد أنّ أحداً منهم قد أوفاها حقّها كما أوفاها عبّاس محمود العقّاد في هذا الكتاب الذي نفخر بتقديمه اليوم إلى الملايين من القرّاء في العالمين العربي والإسلامي . لم يكن الصراع بين الإمام الشّهيد ويزيد بن معاوية صراعاً بين رجلين انتهى باستشهاد أحدهما وفوز الآخر بما خيّل له ولأنصاره أنّهم قد فازوا به ، بل كان صراعاً بين خلقين خالدين ، وجولة من جولات هذين الخلقين اللذين تجاولا أحقاباً ولا يزالان يتجاولان . كان صراعاً بين الخير والشرّ ، بين الكرم واللؤم ، بل بين أشرف ما في الإنسان وأوضع ما يمكن أن تبتلى به النّفس البشرية . كان أبو الشُهداء (ع) يؤمن أقوى الإيمان بأحكام الإسلام ، ويعتقد أشدّ الاعتقاد أنّ تعطيل حدود الدين هو أكبر بلاء يحيق بالإسلام وبأهله ، وبالاُمّة الإسلاميّة قاطبة في حاضرها ومستقبلها ، وكان للعقيدة الدينية في وجدانه قدسيتها ، وللإيمان العميق بالله وبالحقّ في نفسه رسوخه وقوّته . . . فكان اعتراضه على هذا الزيف الذي لم تشهد الاُمّة زيفاً مثله من قبل ، وكانت غضبته على الانحراف والاستهتار بقيم الدين ممثّلة كلّها في ولاية يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، فكانت حركته ، وسلكت طريقها الذي لا بدّ لها أن تسلكه ، وما كان لها قط من مسلك سواه . . . وكانت الحرب . . . حرب بين قلّة لبّت داعي المروءة والأريحية والحقّ لا تعتزّ إلاّ بإيمانها بالله وبنصره ، وتتفانى في نصرة الإمام الشّهيد وتأبى إلاّ أن تستشهد دونه ؛ ابتغاء مرضاة الله , وآلاف مدججة بالعتاد والسّلاح لم يؤلّف بينها إلاّ الطمع في رضا سلطان , أو في غنيمة تصيبها حتّى ولو كانت غنيمة النّجاة من غضب زبانية يزيد وانتقامهم ممّن لا يحارب ويقتل ، بل ممّن لا يمعن في الإجرام والوحشية والتنكيل بآل البيت الكرام . . .