الحسين (عليه السلام) ريحانة النبي (صلّى الله عليه وآله)

الحسين (عليه السلام)  ريحانة النبي (صلّى الله عليه وآله)

الحسين (عليه السلام) ريحانة النبي (صلّى الله عليه وآله)

المؤلف :

كمال معاش

(0 الأصوات)

QRCode

(0 الأصوات)

الحسين (عليه السلام) ريحانة النبي (صلّى الله عليه وآله)

مقدّمة اُهزوجة حبّ لقمر كربلاء ما سرّ هذا الألق الروحي الجاذب للنفوس النزّاعة لقدسية كربلاء ... وكيف نفهم ما تعنيه ثورة سيّد الشهداء إذا لم نكن حسينيين قلباً وقالباً ؟! ومن رحاب حبّ الشهيد الحسين (عليه السّلام) تطلّ المحبّة الفوّاحة ناشرة ضياءها بين السطور ، ساطعة أنوارها خلف الكلمات ، توحي لمسطّرها روعة ما قام به سبط النبي (صلّى الله عليه وآله) ، وتصوّر لسريرته النقيّة هلع السرائر والحنايا من هول الفاجعة . ملحمة إنسانيّة روحانية لم يشهد لها التاريخ شبيهاً ، رقت درجات فوق مستوى الملحمة ؛ لأنّها استمدّت عزمها من عزم عترة النبي وآل بيته الأخيار ، فكانت هزَّة مهَّدت لثورة روحيّة تُذكِّر المسلمين خاصّة والمؤمنين عامّة ، بمعنى أنّه ينتصب المؤمن كالطود الصلب في وجه المتاجرين بالدين ، وموقظي الفتنة لأغراض دنيويّة ليست بذات قيمة حيال استمرارية صفاء الشريعة والسنّة قرناً بعد قرن ، مجلّلة بالغار , وهادية بالحقّ ؛ لأنّ خير الأمم أُمّة هُدِيتْ إلى الحقّ فهدت به , والتزمته بالعدل(1) . ومن هذا الفهم لأهمّية هداية الحقّ ننظر إلى اجتهاد الشيخ كمال معاش في كتابه (الحسين ريحانة النبي) , حيث قدّم إضافة متواضعة لخدمة أهداف كربلاء ؛ ليكون من الحائزين لنعمة المنافحة عن هيوليّة حركته العظيمة التي وزّعت سناها على توالي القرون كما توزّع بلّورة صافية ضوء الشمس المنعكس عليها ، فتتداعى إليها القلوب ، وتشخص ناحيتها الأبصار ؛ تيمّناً بقول الرسول (صلّى الله عليه آله) : (( إنّما مثلُ أهلِ بيتي فيكم كمثل سفينة نوح , مَنْ ركبها نجا ، ومَنْ تخلّف عنها هلك ـ أو غرق ـ ))(2) . والمقصود في هذا القول الكريم ليس مَنْ ركبها ركوباً ماديّاً في حينها ، أو تخلّف عنها في ساعتها بل يشمل هذا المغزى كافّة الأجيال التالية التي تستلهم سيرة أهل البيت (عليهم السّلام) ، وتسير على هديها , فتكون كمَنْ تركب سفينتها لتنجو في أيّ وقت صحت عزيمتها . ومَنْ ينافح عن مصداقيّة حركة الحسين (عليه السّلام) بقلمه وفكره ووجدانه بعد أربعة عشر قرناً من حدوث الملحمة يكون كمَنْ شارك فيها حقّاً ، باسترجاعه لمبادئها , ورفضه لمنطق الهدم ، وبذلك يكون بمقياس المعنى النبوي المقصود مشاركاً ، كالقاسم , وأخيه العباس وإخوته , وآل عقيل , وعابس والحجّاج , وسويد وبرير , والحرّ وكلّ الذين جاهدوا جهاداً ماديّاً إلى جانب الحسين (عليه السّلام) ، وسقوا غرسه الشهادة في صحراء كربلاء بدمائهم الزكية ...