الحسين (عليه السلام) في الفكر المسيحي

الحسين (عليه السلام) في الفكر المسيحي

الحسين (عليه السلام) في الفكر المسيحي

(0 الأصوات)

QRCode

(0 الأصوات)

الحسين (عليه السلام) في الفكر المسيحي

مقدّمة الكتاب ضمير الأديان إلى أبد الدهور الدكتور أسعد علي ـ 1 ـ إنّ للألم سرّاً يتّصل بينبوع السّرور ، بل يتدفّق منه كما ينشق ( الأمل ) من حروف ( الألم ) بقليل من حركيّة التركيب والتواصل بين الحروف ( ألم = أمل ) . هذا على مستوى التركيب اللغويّ الواضح . أمّا على مستوى الرّوح الواسع كالرّيح فظاهر المظاهر خفيّ السّرائر يكتشفه أهل الذّوق في سِير الأنبياء والشهداء والصّالحين . ـ 2 ـ في الإنجيل ـ والإنجيل يعني : البشارة ـ صلّى السّيد المسيح (عليه السّلام) عشيّة تسليمه ، وناجى الله قائلاً : (( إن كان يُستطاع فَلتعبُر عنّي هذه الكأس ، لكن ليس كمشيئتي بل كمشيئتك ؛ أمّا الرّوح فمستعدٌّ ، وأمّا الجسد فضعيف ، ولكن كيف تتمّ الكتب فإنّه هكذا ينبغي أن يكون ؟ )). ضعفُ الجسد مصدر الألم ، واستعداد الرّوح لتنفيذ المشيئة العليا ، يصلها بينبوع السّرور الخالد .. فلا موت .. والنّصر الحقيقيّ لا يكون إلاّ انسجاماً مع التوجّه الينبوعي الطاهر .. وهل ينتصر مَن يخسر نفسه ولو ربح العالم(2) ؟ بهذا المقياس الانتصاري ، ماذا يقول العالَم بثورة الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) ؟ هل انسجم الحسين مع التوجّه الينبوعيّ الطّاهر ، فكان منتصراً في شهادته وشهادة آل بيته ؟ فطن المؤرّخون والباحثون لرمزيّة الثورة الحسينيّة ، واستعذبوا تكرار السّيرة الحسينيّة ؛ استلهاماً لها واستقواءً بروح صاحبها ـ 3 ـ يقول الباحث الشابّ السيّد أنطون بارا في بحثه الجديد ( الحسين في الفكر المسيحيّ ) ما خلاصته : لم يسجّل التاريخ شبيهاً لاستشهاد الحسين في كربلاء ، فاستشهاد الحسين وسيرته عنوان صريح لقيمة الثبات على المبدأ ، ولعظمة المثاليّة في أخذ العقيدة وتمثّلها ...