القرآن الكريم و روايات المدرستين - الجزء الثالث

القرآن الكريم و روايات المدرستين - الجزء الثالث

لما قامت الجمهورية الاسلامية في إيران اقتضت الدوافع السياسية لدى بعض الدول،التحرش عليها،فانتشرت في طول البلاد الاسلامية‌ وعرضها كتب ورسائل ومقالات ضدها وضد خط أهل البيت(ع) السائد فيها. وكان أهم ما رفعوه في هذه الحرب السياسية القرآن الكريم، فألجأت الضرورة المؤلف السيد مرتضى بن محمد إسماعيل العسكري والمعروف بـالعلامة العسكري، من أبرز العلماء والمحققين الكبار في الوسط العلمي الشيعي بل الإسلامي إلى أن يبيّن الواقع التاريخي في هذا الشأن. و كتب موجزا من البحث في أول المجلد الثاني من معالم المدرستين، ظنا منه كاف لرفع الشبهات التي أثيرت في هذا الصدد، غير أن ما تلقاه من الأسئلة حولها من شتى البلاد و ما أنبأ أن بعض الدول الاسلامية دفعت وساعدت على نشر ما يقارب مائتي كتاب و رسالة بهذا الصدد في بلاد الهند و حدها، أثبتت له أن الشبهات التي أثيرت حول مدرسة أهل البيت(ع) في شأن القرآن خاصة، أهم و أوسع مما كان يرى، أضف إليه ما كان يراه منذ عشرات السنين من ضرورة القيام برد شبهات المستشرقين في ثبوت النص القرآني؛ لهذا و ذاك اتسعت بحوث الكتاب و تسلسلت حتى بلغت ثلاثة مجلدات. وقد اختار لهذه الدراسة كتابي (فصل الخطاب) و(الشيعة والقرآن) ليكونا محوري هذه الدراسة، لان كلا من مؤلفي الكتابين أراد أن ينتقد المدرسة الأخرى في كتابه. و حاول أن يستوعب كل شاردة و واردة في بحثه. و اقتصر المؤلف في دراستهما على ما أورداه حول كتاب الله المجيد، و ترك منهما ما لا يتصل بالبحوث القرآنية، و راجع في دراسة ما استدل به الشيخ النوري من مصادر دراسات مدرسة الخلفاء إلى تلك المصادر مباشرة و خرّج الروايات منها بلا واسطة.