القصص السماوية رشحات عرفانية من فيض المولى الكاشاني
القصص السماوية رشحات عرفانية من فيض المولى الكاشاني
المؤلف :
الناشر :
رقم الطبع :
الطبعة الأولى
مكان الطباعة :
1426
سنة النشر :
1426
عدد المجلدات :
1
(1 الأصوات)
(1 الأصوات)
القصص السماوية رشحات عرفانية من فيض المولى الكاشاني
عند الصوفيين، تتمثل الحقيقة اليقينية العرفانية بتزاوج مبدئي الفناء والبقاء والذين يتكاملا للوصول إلى اليقين.
الفناء عند الصوفيين هو مصطلح يدل على مستويات إدراكية يصل إليها المريد. وهي نوع من اندثار للنفس مع إبقاء الجسد المادي حيا. وهي حالة الاتحاد كاملة مع الوجود المادي والروحاني والمجردي. وهناك ثلاث مستويات من الفناء التي يجب تحقيقها وهي: "الفناء بالشيخ" أي التكامل مع الوجودية الفيزيائية المادية، "الفناء بالرسول" أي التكامل مع العالم الروحاني، ثم "الفناء بالله" أي التكامل مع الوجود المجرد. وليصل الصوفي إلى هذه المستويات، عليه تطهير ذاته النفسية من كل الدوافع الشريرة والتغلب على كل الغرائز الجسدية الوضيعة. بمعى أخر، الامتناع عن القيام بكل الخطايا (مثل الجشع، الشهوة، المتعة، الغرور، الأنانية...) والامتناع عن كل أنواع الحب ما عدا حب الذات الإلاهية المطلقة. ويؤدي هذا الامتناع إلى تدمير الذات النفسية مما يقرب المريد إلى الله لدرجة الفناء فيه. البقاء في الصوفية هي درجة إدراكية عليا يصل اليها المريد عند نهاية تجربته الصوفية فيفنى بشكل تام بالذات الإلاهية مما يعطيه الكمال في الوجود والعرفانية واليقين. والوصول للبقاء هو سبب الحياة. ويعتبر الصوفيون أن كل المخلوقات ستصل إلى هذه الدرجة بحياتهم أم بمماتهم. ويعتبرون أن كل الحكماء والأنبياء وصلوا لهذه الدرجة وانهم حاولوا تعليمها للبشر. فهذه الفكرة أساسية في كل الطروحات الدينية وكل دين أو طريقة يطلق مصطلحا مختلفا لنفس معنى البقاء. مثلا، في الإسلام القرأني تسمى "النجاة"، في المسيحية تسمى "الخلاص"، وفي البوذية تسمى "نيرفانا" وفي الهندوسية تسمى "موكتهي". اليقين هي أعلى مقامات مستويات العرفانية الصوفية والتي هي نهاية مطاف المريد الصوفي والتي وصل إليها كل الأولياء والقديسين.