المؤمن

المؤمن

إن ما أُجمع عليه، أن للإيمان منازل و درجات، و مراقي عاليات، و للمؤمنين الممتحنين صفات مخصوصات، جعلتهم في الناس مميّزين كبدور نيّرات، و لأخلاق العوام كارهين بل نابذين، قد يحسبهم الرائي مرضى و ما بالقوم من مرض، لِما كُشف لهم من العذاب الأليم للمجرمين، و النعيم المقيم للصالحين، فهم و الجنة كمن قد رآها فهم فيها منعّمون، و هم و النار كمن قد رآها فهم فيها معذّبون، كلما تلوا سوراً من القرآن العظيم. و المؤمن كلما اقترب من ربّه منزلة أتحفه الله بأنواع المصائب و البلايا، فتتوالى عليه من كل مكان و تسدّد قُسيّها إليه من كل جانب، و هل البلاء إلاّ لمن أخلص لله و آمن به، الأمثل فالأمثل، ليجزيه اله الجزاء الأوفر. و في هذا الكتاب الموسوم ب(المؤمن) أحاديث و أبواب مهمة تنير الطريق لسالك المؤمن، و تشرح له القلوب التي في الصدور، مستقاة من معين أهل بيت الرحمة عليهم السلام، الذين هم أعرف بعلل النفوس و أمراضها، و وساوس الشياطين و أدرانها، فيعيّنوا الداء، و يصفوا الدواء.