المسالك الجامعية في شرح الألفية الشهيدية

المسالك الجامعية في شرح الألفية الشهيدية

يُعدّ الفقه الإمامي من أغنى الحقول العلمية ببنيته الاستدلالية ورصيده المدرسي، لكن قلّ أن نجد نصًّا موجزًا مثل الرسالة الألفية يجمع ألف فرضٍ فقهي في الصلاة بأسلوبٍ مركزٍ مختصر، ثم يجد شارحًا موسوعيّ الروح واسع الحفظ كابن أبي جمهور الأحسائي يفسّر ألفيّتها دون مراجعة كتاب، وفي أثناء اعتكافه في مسجد الكوفة. بهذه الخلفية يولد كتاب المسالک الجامعية ليكون رحلة فقهية استدلالية تستحضر العقل والنقل في أدقّ مسائل الصلاة.

عن الكتاب

المسالك الجامعية في شرح الرسالة الألفية هو شرحٌ متوسط الحجم واسع الفائدة على متن الرسالة الألفية في الصلاة الفرضية للإمام الشهيد الأول محمد بن مكي (ت 786هـ)، ألّفه العالم المتكلم الفقيه محمد بن زين الدين ابن أبي جمهور الأحسائي (القرن 9هـ). تُعدّ الألفية أصلًا فقهيًا موجزًا جمع فيه الشهيد ألف حكمٍ وفرعٍ في الصلاة، ثم جاء ابن أبي جمهور ليفتح مغاليقها ويشرح مقاصدها شرحًا متينًا ممزوجًا بالتحليل الكلامي والاستدلال الأصولي.

يمتاز هذا الشرح ـ خلاف شروحٍ أخرى اعتمدت التطويل ـ بالجمع بين الدقة والاختصار، والمنهج الاستدلالي الذي يربط مباحث الطهارة والصلاة بدلائلها الروائية والعقلية، مع عرض فروعٍ فقهية دقيقة يُسندها المؤلف إلى الكتاب والسنّة والإجماعات الإمامية. وقد أملاه المؤلف من حفظه تمامًا أثناء اعتكافه في مسجد الكوفة، وهذا ما يُضفي عليه قيمة علمية خاصة.

ما الذي ستكتشفه

• بنية الرسالة الألفية: مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة تشمل ألف فرضٍ فقهي في الصلاة.

• شرحًا تحليليًا لمقدمات الصلاة الست: الطهارة، إزالة النجاسة، ستر العورة، المكان، القبلة.

• تفصيلًا دقيقًا لمقارنات الصلاة الثمانية: النية، تكبيرة الإحرام، القراءة، القيام، الركوع، السجود، التشهد، التسليم.

• عرضًا لمنافـيات الصلاة الخمسة والعشرين مع مناقشة أدلتها الروائية والفقهية.

• تحليلًا لمسائل الخلل الواقع في الصلاة وكيفية المعالجة والاجتزاء.

• بحثًا مستقلًا في خصائص الصلوات الواجبة غير اليومية.

• رؤية فقهية كلامية تجمع بين منهج المحقق الكركي في جامع المقاصد، وأسلوب ابن أبي جمهور الاستدلالي.

عن المؤلف

محمد بن زين الدين ابن أبي جمهور الأحسائي (ق 9هـ) عالم فقيه، متكلم، محدث، وأحد أبرز وجوه المدرسة الإمامية في الأحساء والعراق. تميّز بقدرته على الجمع بين الفقه والكلام والعرفان، وبذاكرته الواسعة التي مكّنته من إملاء شروحه دون الرجوع إلى مصادر مكتوبة. من أشهر آثاره:

• عوالي اللآلي،

• الأقطاب الفقهية،

• مجلي مرآة المنجي،

• غوالي اللآلي في الأحادیث المتواترة.

يمتاز أسلوبه بالجمع بين الاستدلال العقلي والنصي، وبالتوسّع في تطبيق القواعد الأصولية على المسائل الفقهية، مع عناية بتوثيق الروايات وتحليلها.

لمن هذا الكتاب

هذا الكتاب مناسب لطلبة العلوم الشرعية، والمحققين في التراث الفقهي، والأساتذة الذين يدرّسون اللمعة و الألفية، وللباحثين في منهجية الفقه الاستدلالي الإمامي ودقة مباحث الصلاة. كما يفيد المهتمين بتطور الشروح الفقهية في القرنين الثامن والتاسع الهجريين.