تاريخ الدعوة الإسماعيلية

يُعدّ كتاب تاريخ الدعوة الإسماعيلية من أبرز الدراسات الحديثة التي تناولت تاريخ المذهب الإسماعيلي من الداخل، إذ يسعى مؤلفه الدكتور مصطفى غالب إلى تقديم صورة علمية منصفة عن هذه الدعوة التي شابها الغموض والتأويل عبر القرون. في مواجهة تشويه المصادر التقليدية، يقدم هذا العمل سردًا موثّقًا لمسيرة الإسماعيلية من أصولها الأولى حتى العصر الحديث، جامعًا بين التحليل التاريخي والدراسة العقائدية الدقيقة.

عن الكتاب

يتناول الكتاب نشأة الدعوة الإسماعيلية، وتطور بنيتها التنظيمية والفكرية، مع توضيح المراحل التي مرت بها منذ انفصالها بعد الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) حتى قيام الدول الإسماعيلية الكبرى، كالدولة الفاطمية في المغرب ومصر، ودعوة ابن حوشب في اليمن، ودعوة جوهر الصقلي في القاهرة.
يُقسَم الكتاب إلى فصلين رئيسين:
الأول يتناول التنظيم الدعوي للإسماعيلية، مراتب الدعاة ووظائفهم، وأسرار التراتب الهرمي الذي ميّزها، من الإمام إلى المأذون، كما يشرح صلات هذا النظام بمفاهيم فلكية ورمزية فلسفية مستمدة من نظريات الكون والعدد.
أما الفصل الثاني فيبحث في عقائد الإسماعيلية، مثل الثنائية بين الظاهر والباطن، ودورات النبوة السبعة، ومفهوم الناطق والصامت، والانتقال من النبوة إلى الإمامة ثم إلى القائم في نهاية الزمان. ويستعرض المؤلف تسلسل الأئمة من الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلى الإمام الآغاخان الرابع، مع إيضاحٍ لتفرّعات الإسماعيلية النزارية والمستعلية.
وقد ضمّ الكتاب في نهايته جداول لأسماء الدعاة وأئمة الطوائف الإسماعيلية، إضافةً إلى فهارسٍ علمية دقيقة تُيسّر الرجوع إلى النصوص والمصادر.

ما الذي ستكتشفه

• صورةً شاملة لتطور الفكر الإسماعيلي ومؤسساته الدعوية عبر القرون.

• تفصيلًا لمنظومة مراتب الدعوة ووظائف الدعاة ودلالاتها الرمزية.

• بيانًا لجوهر العقيدة الإسماعيلية في ثنائية الظاهر والباطن ودورات النبوة السبعة.

• مراجعةً نقدية لمصادر التاريخ الإسماعيلي بين التشويه والإنصاف العلمي.

• عرضًا لأثر المستشرقين، ولا سيما فلاديمير إيفانوف، في الكشف عن نصوص الإسماعيلية السرّية.

• توثيقًا لتاريخ الأئمة من الإمام علي (عليه السلام) إلى عصر الآغاخان الرابع، في تسلسلٍ علميٍّ دقيق.

عن المؤلف

الدكتور مصطفى غالب (1342–1402هـ / 1923–1981م)، كاتب وصحفي ومؤرخ سوري من مدينة سلمية، أحد أبرز الباحثين المعاصرين في التراث الإسماعيلي. نال شهادته في الصحافة من جامعة القاهرة، ثم الدكتوراه في التاريخ والأدب من جامعات كندا وباكستان، وحصل على دكتوراه فخرية من جامعة مالمو في السويد. اشتغل بالبحث والتحقيق في نصوص الدعوة الإسماعيلية القديمة، فأعاد إحياء عددٍ من الكتب النادرة مثل البيان لمباحث الإخوان وراحة العقل للكرماني والمجالس المؤيدية والثائر الحميري: الحسن بن الصباح. عُرف بدقته العلمية وسعيه إلى إبراز الوجه المعرفي والعقلي للمذهب الإسماعيلي بعيدًا عن الأحكام المسبقة.

لمن هذا الكتاب

للباحثين في التاريخ الإسلامي والفكر الشيعي، وللمهتمين بدراسة الفرق والمذاهب الإسلامية من منظورٍ أكاديميٍّ متوازن، كما يُفيد القارئ الراغب في فهم تطور الفكر الباطني والإسماعيلي من الجذور العقائدية إلى الحركات السياسية، في سياقٍ يجمع بين التحقيق التاريخي والعمق الفلسفي.