الإمام الصادق والمذاهب الأربعة المجلد الرابع

الإمام الصادق والمذاهب الأربعة المجلد الرابع

يمثّل كتاب الإمام الصادق والمذاهب الأربعة للأستاذ أسد حيدر أحد أبرز الأعمال الموسوعية في الفقه المقارن والدراسات المذهبية الإسلامية. فهو لا يتوقف عند حدود المقارنة بين المذهب الجعفري والمذاهب السنية الأربعة، بل ينفذ بعمق إلى تاريخ نشأة المذاهب، والتحولات السياسية المؤثرة في بنيتها، ودور الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) في صياغة معالم المدرسة العلمية الإسلامية. هذا العمل الضخم، الممتدّ في ثمانية مجلدات، يجمع بين التحقيق التاريخي، والتحليل المذهبي، والرؤية الاجتماعية والسياسية، مما يجعل منه مرجعاً لا يُستغنى عنه للباحثين في تاريخ الإسلام ومدارسه الفقهية.

عن الكتاب

ألّف أسد حيدر هذا الكتاب بدافع بحثي يرمي إلى تتبع نشأة المذاهب الإسلامية الكبرى، ودراسة أثر الإمام الصادق (ع) في تكوين الفقه الإسلامي، وبيان موقعية المذهب الجعفري في التشريع.
نُشر الكتاب أولاً في ثلاثة مجلدات، ثم صدرت طبعته الموسّعة المحققة في ثمانية مجلدات عن دار التعارف ببيروت، وهي النسخة الأساسية المعتمدة في الدرس والبحث.

يتجاوز المؤلّف نطاق العنوان ليُحوّل عمله إلى دائرة معارف في الفكر الإسلامي، فيتناول حياة الإمام الصادق (ع)، وبيئته السياسية بين الحكم الأموي والعباسي، ومدرسته ورواة حديثه، ونشأة المذاهب الأربعة، وصراعات الفرق الكلامية، ومسار تدوين العلم، ودور السياسة في بلورة المذاهب واندثار بعضها.
ويمتاز الكتاب باستقصاء واسع للمصادر القديمة، خصوصاً مصادر المذاهب السنية، وبنزعة تحليلية تكشف ارتباط الفقه والتاريخ بالبنى السياسية. وقد اعتمد المؤلف على وثائق ومتون مخطوطة كانت في مكتبته الخاصة، مما أضفى على عمله قيمة استثنائية.

على الرغم من اتساع مادته وتشعّبها، فإن الكتاب يقدّم مادة ثرية للباحثين، ويُعدّ نموذجاً للدراسة المقارنة المنصفة التي تسعى لتبيين الحقيقة من خلال الوثيقة، والدليل، والتحليل.

ما الذي ستتعلمه

• فهم دور الإمام جعفر الصادق (ع) في تأسيس علم الفقه ومدارس الحديث والرواية.

• التعرف على البيئة السياسية والأمنية التي أحاطت بالأئمة من أهل البيت (ع) في القرنين الأولين للهجرة.

• دراسة نشأة المذاهب الأربعة وظروف انتشارها وتثبيتها، والعوامل السياسية التي أسهمت في ترسيخها.

• الاطلاع على سير أئمة المذاهب (أبو حنيفة، مالك، الشافعي، أحمد بن حنبل) ومقارنتها بالمدرسة الجعفرية.

• تحليل أسباب الخلاف الفقهي والمذهبي، وكيفية تشكل الاتجاهات الفقهية وفق حركة العلم والسياسة.

• فهم تاريخ تدوين العلم، والاختلاف في الرواية، ومسألة الاجتهاد والتقليد، وثنائية النص والسلطة.

• قراءة معمّقة لأحداث عصر الإمام الصادق (ع)، وحركته الإصلاحية، ومواقفه من الدولة العباسية، ورؤيته للغلو والانحراف والتيارات الفكرية.

• التعرف على شريحة واسعة من رواة الحديث الشيعة الذين ورد ذكرهم في الصحاح السنية.

• استيعاب النظريات السياسية والتاريخية التي يطرحها المؤلف حول الصراع بين الدعوة الإصلاحية والدولة.

عن المؤلف

الشيخ أسد بن محمد بن عيسى آل حيدر النجفي (1327–1405هـ)، من أبرز المفكرين والباحثين الإمامية في القرن الرابع عشر الهجري. نشأ في النجف الأشرف في أسرة علمية، وتتلمذ على أعلامها مثل السيد محسن الحكيم والسيد أبي القاسم الخوئي.
كان من المقربين للعلامة عبد الحسين الأميني صاحب الغدير، وتأثر به في منهجه الاستقصائي الموسوعي، وفي اهتمامه بتاريخ أهل البيت (ع) والحديث والفقه المقارن.

اضطر لمغادرة العراق بسبب الظروف السياسية، وانتقل إلى الكويت حيث توفي سنة 1405هـ، ثم نُقل جثمانه إلى النجف.
خلّف تراثاً واسعاً في السيرة والتاريخ والدراسات المذهبية، ومن أشهر مؤلفاته:

• الإمام الصادق والمذاهب الأربعة (أهم آثاره).

• مع الحسين في نهضته.

• الشيعة في قفص الاتهام.

• عائشة والتشريع الإسلامي.

• تاريخ الكوفة.

تميّز أسلوبه بجمع التحقيق الوثائقي مع البلاغة الأدبية، وبالاعتدال في الحوار المذهبي، وبسعة معرفية مكّنته من النفاذ إلى جذور الخلافات التاريخية والفقهية.

لمن هذا الكتاب

هذا الكتاب مناسب للباحثين في الفقه المقارن، وطلّاب الدراسات العليا في التاريخ الإسلامي، والمحققين في تراث أهل البيت (ع)، وكل قارئ يريد فهماً تحليلياً عميقاً للمذاهب الإسلامية ونشأتها، ولدور الإمام الصادق (ع) في بناء الحضارة العلمية الإسلامية. وهو مرجع لا غنى عنه لمن يدرس العلاقة بين الفقه والسياسة في القرون الهجرية الأولى.