الجامع للشرائع

الجامع للشرائع

الكتاب الحاضر و هو (الجامع للشرائع) للمؤلف "يحيى بن سعيد الحلّي" و هو ثمرة ناضجة و غنية من ثمرات مدرسة الفقه الإمامي في القرن السابع الهجري. للكتاب ميزة مهمة و هو تفرده بالوضوح و الإيجاز و الشمول و الأسلوب الشيق. و هذه خصائص تشتد الحاجة إليها في معالجة المواضيع المتكررة التي تبقى غامضة لا صعوبة فيها كامنة بل لنقص في العرض و البيان حتى بابت مع الأسف كلمة "فقه" مقرونة بالصعوبة و المشقة. إن الأحكام الشرعية التي تتناول الفروع و المعاملات تنفر أحياناً كثيرة عامة الناس من جراء ما درج عليه بعض الكتاب من إحاطتها بالغموض لقصور أو لسوء قصد. ولذا الناس بحاجة ماسة إلى كتاب ييسر و لا يعسر، يحبب و لا ينفر، يعلم دون أن يتعب، و هذا هو الكتاب المطلوب، و رغم أن مؤلفه من القرن السابع الهجري إلا أنه أوتي البراعة في الأداء و فطرة التبسيط حتى فاق يحق كل من جاء بعده في هذا المجال. و يلفت في ذكره للفروع تركيزه على المعاملات بين الناس و أهم أوجهها المبيع و الربا و الدَين و الرهن و الإِجارة و الشركات و المضاربة. و إذاً، فالكتاب يتناول أحكام قانون التجارة و القانون المدني من منظور فقهي، كما يتطرق إلى موجبات المرء تجاه نفسه و تجاه مجتمعه، و وضوح الكتاب يجعله شعبياً و منفرداً. وقع الكتاب في جزء واحد و حصل الفراغ من طبعه سنة 1405هـ و نشره مؤسسة سيد الشهداء - العلمية.