الحياة السياسية للإمام الکاظم (ع)

الحياة السياسية للإمام الکاظم (ع)

من المزايا التي تتفرد بها مدرسة أهل البيت (ع) ثراؤها الثقافيّ و كثرة التجارب التي شهدتها طيلة عصر الحضور، أي ابتداء من البعثة و إلى بداية الغيبة الكبرى في عام 329 هـ، وذلك لاعتقاد الشيعة بأن وصيّ النبي "ص" الذي يأخذ على عاتقه رسالته في حفظ و تفسير الوحي، وتربية الأمّة و قيادتها، لا بدّ أن يكون معصوما لكي يكون على معرفة بالأهداف العليا لخلاف النّبيّ "ص" و إمامة الأمّة و أن يسير في ضوئها، وقد أوكلت هذه المهمّة خصيصا من بعد النبي "ص" إلى علي بن أبي طالب (ع) و من بعده إلى أحد عشر من ذرّيته المعصومين المظلومين (ع). تقدّم المؤلّف عن بحث أحد الجوانب السياسية  من سيرة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع)، و تناوله بالبحث و التحليل، وقد انتخب الجانب السياسيّ من سيرته الشريفة، لما لهذا الجانب من أهمّية كبيرة في حياة المسلمين و أثره على حركة الإسلام خصوصا في الظروف العصيبة التي يمرّ بها العالم الإسلامي اليوم، ويريد أن يستوحي الحلول من هذه السيرة المباركة لهذا الإمام الهمام (ع)، للخروج من هذا الواقع المؤلم الّذي يعيشه الإسلام و المسلمين، ولا يعني ذلك أنّ الجوانب الأخرى ليست لها أهمّية ، بل إنّ لها أكبر الأهمّية، و لكن هذا الجانب - في نظري - له أولويّة في هذا الزمن لما له تأثير أكبر في حياة الأمّة الإسلاميّة ومصيرها.