الطباطبائي ومنهجه في تفسيره الميزان

الطباطبائي ومنهجه في تفسيره الميزان

كتاب "الميزان في تفسير القرآن والمعروف بـتفسير الميزان" من أشهر وأكثر التفاسير الشيعية شمولية في مواضيعها، وهو من المصنفات التي دوّنت في القرن الرابع عشر الهجري لمؤلفه العلامة "محمد حسين الطباطبائي" معتمداً فيه أسلوب تفسير القرآن بالقرآن مع رعاية الدقة العلمية والعمق والإنصاف في الطرح ومعالجة القضايا، مما وفر للتفسير الفرصة الكبيرة في شقّ طريقه إلى المحافل العلمية ولفت أنظار العلماء والباحثين من كلا الفريقين إليه، حيث يتربع اليوم على قمة أفضل التفاسير في مجال فهم آيات الذكر الحكيم وتفسيرها. وتأتي أهمية هذا الكتاب من كثرة ما عرض فيه مؤلفه من آراء وأقوال للمفسرين وغيرهم، وتعرضه لها بالمناقشة، فكان كثيراً ما يوازن ويرجح بين الآراء السابقة عليه في الموضع الواحد مؤيداً لبعضها ورافضاً للبعض الآخر، وهو يتولى بيانه محقق الكتاب "علي أوسي" في هذه الدراسة عن (الطباطبائي ومنهجه في تفسيره الميزان) تناول فيها عصر الطباطبائي وحياته وثقافته، والحالة السياسية أو البيئة التي عاش في كنفها الطباطبائي "النجف الأشرف"، ثم المصادر التفسيرية التي اعتمدها المؤلف "الكتب المقدسة، ومصادره التاريخية، والمعارف العامة، والإعلام، والجرائد والمجلات"، كما تناول منهج الطباطبائي في التفسير، ومنها تفسير القرآن بالقرآن، وموارد استخدام المفسر لهذه القاعدة في التفسير، و (التفسير بالسُّنة) ومدى اعتماد المفسر على السّنة في بيان معاني الآيات، ثم بيان لموقفه من أقوال الصحابة والتابعين، ورفضه للإسرائيليات ...، وفي الدراسة أيضاً تعرض المؤلف لعقائد الإمامية وموقف الطباطبائي منها ومنبهاً إلى مسلكه التفسيري فيها، ومشيراً إلى آراء أهل السّنة وأهل الإعتزال في كثير من العقائد. يقع هذا السفر الجليل في جزء واحد وحصل الفراغ من طبعه سنة 1405هـ ونشره معاونية الرئاسة للعلاقات الدولية في منظمة الاعلام الإسلامي.