الفلسفة، تأسيسها، تلويثها، تحريفها

الفلسفة، تأسيسها، تلويثها، تحريفها

إلى أولئك الذين أبوا التحرّك إلَّا نحو الحقيقة، ونفضوا عنهم غباراً تراكم على رؤوس أقرانهم عشرات القرون، وحرّروا أعناقهم من قيود الميول و التعصّب، و سعوا بصدق نحو طريق الصدق و الوضوح، إلى أولئك الذين يرجى ممَّن لا يرجى سواه يقال لهم: ليس يستقيم مع طلب الحقيقة البدء من حيث انتهى الآخرون، والركون إلى الثقة بعقولهم، والاكتفاء بتفهم ما سطروا، وقبول ما أفادوا، ليس يستقيم وطلب الحقيقة أن ننظر بعين واحدة ونصوّب رؤيتها على نتاجهم، بل لا بُدَّ أن ننظر بعينين اثنين: عين نضعها على البداية؛ لنفحص كيف بدأوا و نعيد الشروع في طريق الحقيقة كما شرعوا، و عين على ما أنتجوا؛ لنستفيد بحذر المتفحص ونرتقي فوق رقيه. و هذا الكتاب بين يديك يبيّن لك المنهج و الطريق للوصول الى معرفة دقيقة حول المبادئ . و يتحصّل لك إما بنفي الحقيقة الموضوعية ، و إما بنفي المنهج الموضوعي، و هناك ما ه8و أدهى مما ستطلع عليه خلال البحث.