تاريخ العبّاسيين

تاريخ العبّاسيين

جاء هذا اللون من التأليف في أخبار الخلفاء و من عاصرهم من الأمراء و الوزراء و العلماء و الكتاب، و الشعراء، بطريقة انتقائية لأعيان منهم و بشكل متسلسل كان معروفاً قبل مسودة المؤلف "ابن وادران"، و لكن العناية في عصر مجهول هذه المسودة و عناية ابن وادران بها بعده هو الطريف في الأمر، لأن المشورع في حدّ ذاته قد يحمل على أكثر من مجرد الاعجاب بقسم من الخلفاء العباسيين ليصوّر مدى ما تمثله الخلافة العباسية في أطوار قوتها و نفوذها من اعتزاز بها في زمن تنكّدت فيه الحياة على ذوي النفوس الأبية بسبب العيش تحت حكومات مقتطعة أو منقطعة عن أمجاد دول الإسلام الكبرى. كما يثير هذا التأليف لمجرد ضم أخبار الإفريقيين من ولاة بني العباس إليه أهمية الدولة الإسلامية قبل أن تتوزعها الخلائف و تكون أقصى البلاد كإفريقية تحت حكم سلطة واحدة مركزية و تكون الدولة الكبرى في أوج الترابط مع أقاليمها حتى لا تطمع فيها الأعداء. و إن كان الضم للكتاب للأصلي ترك الانطباع لدينا بإمكانية التفكير في نسبة ابن وادران الإفريقية. و قد لا نجد كتاباً خص عمّال بني العباس في إفريقية إلى نهاية الأغالبة إلا هذا الكتاب، لأن الكتب التأريخية الأخرى لم تتحر هذا التحديد الذي أملته مناسبة الكتاب و رغبة الربط فيه بين خلفاء بني العباس و ولاتهم في إفريقية إلى حين خروجها من حكمهم.