حكومة عموم فلسطين في ذكراها الخمسين

حكومة عموم فلسطين في ذكراها الخمسين

يلقى هذا الكتاب اضواء" مهمة على تجربة فريدة ، عرفت في التاريخ العربي باسم "حكومة عموم فلسطين " ، التي قامت عقب اعلان بريطانيا عزمها على مغادرة فلسطين في خريف 1947 . لكن قيام هذه الحكومة في سبتمر 1948 . والذي جاء تاليا على خروج حكومة الانتداب في مايو من نفس العام. وما زامنها من اعلان قيام دولة اسرائيل بقدراتها التنظيمية مدنيا وعسكريا من ناحية ، ودخول الجيوش العربية الى فلسطين في غياب مؤسسات فلسطينية موازية لمثيلتها اليهودية من ناحية ثانية . لم يكن ليحظى بدعم عربي حقيقي على اكثر من صعيد . فمن ناحية ، كانت دول عربية – على راسها الاردن كما يقول المؤلف – تعارض صراحة قيام هذه الحكومة . فيما تراوحت مواقف دول مؤثرة مثل مصر ، بين الحماس لهذه الحكومة والفتور ازاءها ، اما الدعم الدولي ، فان هذه الحكومة لم تحظ ابدا بمثل ما حظيت به الدولة اليهودية حال اعلان قيامها ، وربما لعب هذا دورا" في تحديد مصير هذه الحكومة ، التي انتهت فعليا في يونيو 1963 ، لينشأ كيان سياسي بديل للشعب الفلسطيني ممثلا في منظمة التحرير الفلسطينية التي بزغت الى الوجود في عام 1964 . ما قصة هذه الحكومة التي التي ولدت بارادة فلسطينية واعية وفي خضم تحولات عاصفة في فلسطين والمنطقة العربية ، وما الدور الذي لعبته قياداتها بزعامة احمد حلمي باشا الذي يرى المؤلف انه كان صاحب رؤية حصيفة ومغايرة للصراع عن معاصريه . وهل كان بامكانها ان تقود النضال الفلسطيني وتصل الى نتائج افضل مما انتهت اليه الحال؟ هذه بعض الاسئلة التي يثيرها الكتاب . الذي يقدم له الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل ، والذي يرى ان زحام الازمات على ارض الشرق الاوسط يمكن رؤيته من خلال هذه التجربة ، تجربة "حكومة عموم فلسطين".