كلمة الزهراء عليها السلام
(0 الأصوات)
كلمة الزهراء عليها السلام
كلمة الزهراء (ع) خطبة الزهراء في أحدث قصيدة شعرية بين يدي الخطاب العظيم ! بقدها النحيل ، وصوتها المضمخ بالألم ، وبعقلها النير الكبير ، وقلبها الشجاع البصير .. وقفت فاطمة الزهراء تلقي طابها العظيم في مسجد ابيها رسول الله (ص) بالمدينة لتجلو درب الرسول الذي رش النور على درب الانسان ، وضوّى برسالته ابعاد الزمان والمكان ، ولكي ترفع عن كاهل الاسلام ظلم الظالمين وعدوان المغتصبين ، ولتهزّ الأرض من تحت اقدام المستبدّين الحاكمين وحتى قيام الساعة . ان خطاب الزهراء فاطمة (ع) في مسجد ابيها محمد (ص) احتجاجاً على غصب « فدك » لم يكن مجرد صرخة في وجه الظلم بل كان بالدرجة الأولى « تعرية » لمنهج خاطىء و « انذارا » لمستقبل خطير تترقبة الجزيرة العربية جزاء زحزحة الوصي عن زعامة الامّة بعد الرسول الاعظم . لقد جاء الخطاب في المسجد النبوي ، وبجوار قبر المصطفى محمد (ص) ليسجل اعتراض المسجد النبوي الذي كان دائماً محور الهدى الديني ـ على « سقيفة بني ساعدة » الذي جرى تحت سقفه أول مؤامرة على خط المسجد . وخط باني المساجد رسول الله محمد « ص » . لم تكن فاطمة من النوع يقيم لحطام الدنيا وزناً ـ وهي التي اهدت حتّى ثياب عرسها لسائلة مسكينة ليلة الزفاف ـ وهي التي شهد القرآن لها ولألها في سورة ( هل أتى ) بالايثار في سبيل الله ولو كان بهم خصاصة ، وهي التي شهدت لها آية التطهير ( انّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيراً ) بالصدق والعفّة ولكن اغتصاب « فدك » كان حجة على الذين غصبوا الخلافة وسنداً واضحاً يدين فعل « المغتصبين » . لقد اثبتت الزهراء (ع) للتاريخ كلّه أنّ خلافة تقوم في أول خطوة لها بالاعتداء على « املاك رسول الله » ليست امتداداً للنبي بقدر ما هي انقلاب عليه ، كما هو شأن كلّ « الانقلابات » الّتي تتمّ في الدنيا حيث يصادر الرئيس الجديد ممتلكات الرئيس السابق الذي انقلب عليه ، بحجةٍ أو بأخرى ، حتّى لا يستطيع اعوانه واقربائه من الدفاع عن انفسهم والعودة الى مراكز الحكم والسلطة إن أي شخص يتجرّد من العصبية المذهبية ويفهم اوّليات السياسة يدرك مغزى مصادرة « فدك » واخراج عمّال فاطمة منها وبالقوة او كما يعبر صاحب الصواعق المحرقة « انتزاع فدك من فاطمة ».. كما يدرك مغزى اصرار فاطمة الزهراء (ع) على المطالبة بحقّها حتّى الموت ... فلم تكن فدك هي المطلوبة بل « الخلافة الاسلامية » ـ ولم يكن اصرار الخليفة على موقفه ، الاّ لكي يقطع المدد عن المطالبين بالخلافة . من هنا قامت فاطمة (ع) تطالب حقّها المغتصب باعتبارة « نحلة » من رسول الله اليها فطالبها الخليفة بالشهود.. وشهد على ذلك « عليّ » و «أمّ ايمن » و « الحسنان » فردت شهادة امّ ايمن بحجّة انّها امرأة ـ علماً بأن الرسول قد شهد لها بأنّها من اهل الجنة ، ـ وردت شهادة عليّ ـ بحجّة أنّه يجر النار إلى قرصه !! وردّت شهادة سيّدا شباب اهل الجنة الحسن والحسين بحجّة انّهما صغيران !! علماً ـ بأن صاحب اليد على الملك ، لا يطالب بالشهود في أيّ مذهب من مذاهب الاسلام ولا في ايّ قانون من قوانين الارض أو السماء فلا يحقّ لأي كان ان ينتزع يد احد على ملك ، ثم يطالبه باثبات ملكيته له . ولما رفضت شهود فاطمة بالنحله.. قالت اذن : فهي « ملكي » بالإرث ، فرتّبوا على الفور حديثاً على لسان النبي الاكرم يقول : ( نحن معاشر الانبياء لا نورث ذهباً ولا ديناراً .. ) ناسين أنّه مخالف لصريح القرآن الكريم في آيات كثيرة ومتفرقة ( مذكورة في خطاب الزهراء ) . ولم يكن أمام فاطمة الزهراء (ع) إلا لتلقي حجّتها في المسجد وعلى رؤوس الاشهاد.. فجاء خطابها قاصعاً قامعاً دامغاً لا يدع مجالاً للريب عند أحد..
العناوين ذات الصلة

شرح قطر الندى وبل الصدى

القرارات النحوية و التصريفية لمجمع الّلغة العربية بالقاهرة

الحقيقة الضائعة (رحلتي نحو مذهب آل البيت)

تلخيص کتاب العبارة

تلخيص کتاب الشعر

النحو التطبيقي وفقاً لمقررات النحو العربي في المعاهد و الجامعات العربية/ الجزء 2

النحو التطبيقي وفقاً لمقررات النحو العربي في المعاهد و الجامعات العربية/ الجزء 1