امتدادت العفو في الحياة الاجتماعية
امتدادت العفو في الحياة الاجتماعية
0 Vote
135 View
الکاتب: الموضوع: المصدر: تاريخ: برير السادة العلوم الاجتماعية> الاسرة والمجتمع مواقع>شبكة رافد 2013/2/9 » خلاصة : من هنا توصي الاية في حالة الانهزام امام الضغط النفسي والاستلام لارادة النفس الامارة، بردة فعل مساوية للفعل الصادر بهدف الحد من الارتدادت الناجمة من ردة الفعل الكبيرة، والمتمثلة في الوشائج والارحام والعلاقات المتقطعة والمتنافرة. نص المقال : قراءة لمحاضر الشيخ الدكتور فيصل العوامي بحسينة الرسول الاعظم «الليلة 19 من رمضان». يفترض الشيخ العوامي ان العفو والتجاوز يرطب الحياة الاجتماعية، فبروز العفو في الوسط الاجتماعي يساهم في تهدئت العلاقات المتوثرة والمتشنجة في الوسط الاجتماعي بكافة اشكالها وفي جميع مستوياتها ضيقا واتساعا. فالاية التي تاملها وتدبرها الشيخ «وجزاءسيئة سيئة مثلهافمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين» توصي في الحد الادني ان يكون رد الفعل مساويا للفعل، والا اصبح ظلما وتجاوزا كما يشير ذيل الاية. فعادة ما يكون رد العل كبير يفوق الفعل الصادر بعشرات الاضعاف، وحياتنا الاجتماعية تضج بالامثلة الكثيفة والكثيرة التي تتجاوز فيها ردة الفعل الفعل نفسة.. فكلمة نابيه من صديق او رحم قد تؤدي الى قطيعة سنوات متتالية، وسؤ تصرف من زوجة او زوج قد يؤدي الى الطلاق.... من هنا توصي الاية في حالة الانهزام امام الضغط النفسي والاستلام لارادة النفس الامارة، بردة فعل مساوية للفعل الصادر بهدف الحد من الارتدادت الناجمة من ردة الفعل الكبيرة، والمتمثلة في الوشائج والارحام والعلاقات المتقطعة والمتنافرة. الجزء الثاني من الاية كما يرى الشيخ العوامي يفترض ان المؤمن يمتلك صلابة اكبر في التعامل مع الاساءة، وصبر اجمل يمنعة من التعامل بالمثل مع الاساءة الصادرة نحوه. فالعفو يحتاج الى قوة تكبح جماح النفس، فهو من عزم الامور كما عبر القران عنه... اذا العفو يحتاج الى عزيمة وصلابة وقوة قادرة على ضبط الانفلات الداخلي. والاية تحث على التخلق بهذا الخلق الجميل والذي هو من خطوط القيم الرفيعة المتداولة في القران بكثافة عالية جدا، وذلك من خلال ربطها المباشر بالجزاء الذي لا يوصف ولايقدر «فأجره على الله» مساحة الثواب مفتوحة على حجم الكرم والجود الالهي. وبهذا يخلص الشيخ العوامي الى ان العفو ضمانة الاستقرار الاجتماعي، وبوابة العلاقات المتينة. الشيخ العوامي لم يحدثنا عن استخدام كلمة سيئة مرتين في الاية، لماذا استخدم القران كلمة سيئة في تعبيره عن ردة الفعل تجاة الاساءة وهي لم تتجاوز الفعل، ومادمت لا تطمح لاكثر من استيفاء حقها هذا اولا. وثانيا لماذا فصلت الاية بين الجزء الاول من الاية «وجزاء سيئة سيئة مثلها» وبين ذيل الاية «انه لا يحب الظالمين» في حين ان هناك ترابط وثيق بين العفو والاجر «فمن عفا واصلح فاجره على الله»؟؟ شاهدان من التاريخ: الاول: عفو النبي عن المشركين يوم فتح مكة وما ترتب عليه من دخول الناس افواجا في دين الله«مثل النبي صلی الله عليه وآله عفو الإسلام خير تمثيل. وأفهم الجميع أن الإسلام جاء يريد الخير للجميع، لأوليائه وأعدائه جميعاً، وليس ديناً يحقد على أحد، وليست بعض ممارساته الصارمة نابعة عن القسوة، أو الحنق، وإنما هي نابعة عن روح تعميم العدالة على الجميع، وإليك أمثلة على ذلك» جمع النبي صلی الله عليه وآله أهل مكّة، فنادى فيهم: ما تقولون إني فاعل بكم؟ قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم. فقال صلی الله عليه وآله: أقول لكم كما قال أخي يوسف: «لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ» «5». ثم قال صلی الله عليه وآله: «اذهبوا فأنتم الطلقاء». ثم قال صلی الله عليه وآله: «أيها الناس: من قال لا إله إلا الله فهو آمن.. ومن دخل الكعبة فهو آمن.. ومن أغلق بابه وكف يده فهو آمن.. ومن ألقى سلاحه فهو آمن.. ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن.. ومن دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن» الثاني: عفو الامام علي علية السلام عن المقاتلين في معركة الجمل " وسار عليٌّ في أهل البصرة سيرة الرجل الكريم الذي يقدر فيعفو ويملك فيسجح، وكانيقول: سرت في أهل البصرة سيرة رسول الله (صلى الله وعليه وآله) في أهلمكة. ثم جلس لهم فبايعوه على راياتهم، بايعه منهم الصحيح والجريح. ثم عمدبعد ذلك إلى بيت المال فقسم ما وجد فيه على الناس. وقوم يرون أنه قسمه في أصحابهدون خصمه من أهل البصرة ووعدهم مثل ذلك إلى أعطياتهم إن أظفرهم الله بأهلالشام. والأشبه بسيرة علي أنه قسم المال في الغالبين والمغلوبين جميعاً. ومنأجل ذلك غضب الثائرون بعثمان لأنه لم يفرِّق بين شيعته وبين عدوّه، وغضبوا كذلكلأنه لم يُبح لهم أن يأخذوا ما ظفروا به بعد الهزيمة. وقال قائلهم: أحلّ لنا دماءهموحرّم علينا أموالهم. " اسر مالك الاشتر رضوان الله عليه مروان بن الحكم يوم الجمل فلما مثل مروان بين يدي الامام (عليه السلام) لم يستقبله بسوء قط، وانما عاتبه على موقفه الخياني اللئيم فحسب ثم اطلق سراحه ومروان هو هو في حقده على الاسلام والامام (عليه السلام) وهو هو في دسائسه ومكره ودوره الخبيث في تأجيج الفتن في وجه الامام (عليه السلام) اشهر من ان نذكره فهو الذي عارض البيعة للامام (عليه السلام) وهرب من المدينة المنورة بعد البيعة مباشرة وهو الذي ساهم في فتنة البصرة والهب الناكثين واغراهم بالتعجيل بها.. الى غير ذلك من مواقفه الخسيسة. - ولقد عفا الامام (عليه السلام) كذلك عن عبد الله بن الزبير بعد اسره يوم الجمل، وعبد الله بن الزبير هو الذي كان يقود الفتنة في حرب الجمل. - وجئ بموسى بن طلحة بن عبيد الله، وكان طرفاً في فتنة الجمل فلما وقف بين يدي الامام (عليه السلام) خلى سبيله ولم يعنفه عن دوره في الفتنة وانما طلب منه ان يستغفر الله ويتوب اليه ثم قال: «اذهب حيث شئت وما وجدت لك في عسكرنا من سلاح او كراع فخذه واتق الله فيما تستقبله من امرك واجلس في بيتك». ومن عظيم عفوه ما رواه الامام الباقر (عليه السلام) قال: «كان علي (عليه السلام) اذا اخذ اسيراً في حروب الشام اخذ سلاحه ودابته واستحلفه ان لا يعين عليه».