فاطمة حجّة الله
فاطمة حجّة الله
0 Vote
189 View
بسم الله الرحمن الرحيم بعد البسملة والحمد والصلاة: لا زال الحديث حول سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) بأنّها سرّ الوجود، وبناءً على أنّ الإمام الحجّة (عجّل الله فرجه الشريف) هو سرّ الوجود أيضاً، تكون فاطمة الزهراء (عليها السلام) سرّ السرّ، لأنّ الحجّة (عليه السلام)، هو قطب الأرض، ولولاه لساخت بأهلها وبالموجودات التي على ظهرها، ولولاه لانعدمت البركات، ولولاه لما ثبتت الأرض والسماء، وبيُمنه رزق الورى، فهو إذن سرّ الموجودات، وسرّ الله تعالى في الكائنات، وعبّرنا بسرّ الله تعالى، لأنّ الوجود الحقيقي التامّ الأتمّ هو الحقّ سبحانه، فيكون الإمام الحجّة (عليه السلام) سرّ الله تعالى في كائناته. ولمعرفة منزلة ومقام اُمّه الزهراء (عليها السلام) نستمع إلى ما يقوله الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) فيقول: «نحن حجج الله واُمّنا فاطمة حجّة الله علينا»، وبهذا نعرف أنّ فاطمة الزهراء (عليها السلام) سرّ السرّ للموجودات، وهذا هو معنى ما ورد في الحديث الشريف: «ولولا فاطمة لما خلقتكما» كما تمّ بيان ذلك. واليوم نتحدّث عن وظيفة الإنسان الذي يعرف فاطمة الزهراء (عليها السلام) بهذه المعرفة، وماذا يترتّب على هذه المعرفة من وظيفة شرعيّة وسلوك أخلاقي وعقيدة قلبية، فلقد تمّ الاعتقاد بمقام فاطمة من خلال ما عرفناه عنها، فإذن لا بدّ من العمل على أساس هذه العقيدة الراسخة في القلب، ولكي اُبسّط البحث ويكون بلغة الجمهور، بعيداً عن الطريقة الحوزوية أقول: إنّ الله تعالى كلّفنا بالاعتقاد والعمل معاً في اُصول الدين وفروعه، وعند الوقوف على هذه الفروع العشرة التي هي: الصلاة والصوم والزكاة والخمس والحجّ والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتولّي والتبرّي، نلاحظ أنّ كلّ فرع من هذه الفروع لو أردنا العمل به فسيكون على نحوين: عمل جوارحي أي ما يتعلّق بالجوارح التي هي اليد والرجل والعين والاُذن وغير ذلك، فاليد تعمل والرجل تسعى وهكذا، ونحو آخر هو العمل الجوانحي أي العمل الباطني مثلا النيّة (نيّة المؤمن خيرٌ من عمله)(1)، هذه من أعمال القلب وكالحبّ لله ولرسوله ولأهل البيت وفاطمة الزهراء (عليهم السلام) فهو أيضاً عمل جوانحي، وكذلك التولّي والتبرّي من أعمال القلب وتسمّى هذه الأعمال بالأعمال الجوانحيّة. ومعنى التولّي لغةً: الاتباع بدون فاصلة بين الوليّ والمتولّى، فمثلا عندما يركب شخص خلف آخر على فرس فيقال مثلا: زيد ولي عمر، فيما إذا كان زيد خلف عمر ولم يكن بينهما فاصلة. وأمّا معناه اصطلاحاً: هو أن يتولّى الإنسان ربّه تعالى فيكون تابعاً لربّه سبحانه وهو أقرب إليكم من حبل الوريد، أي لا فاصلة بينه وبين أولياءه، فلذلك جاءت الآيات الكريمة تبيّن هذا المعنى كما في قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أيْنَ مَا كُـنْتُمْ}(2). {وَهُوَ وَلِيُّهُمْ}(3). {اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا}(4). فهذه الآيات صريحة في بيان مدى العلاقة بين المؤمن وربّه تعالى، فالمؤمن قريب من ربّه تعالى والله سبحانه أقرب من ذلك، ثمّ يتولّى المؤمن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويتولّى وصيّه ويتولّى أولياء الله تعالى، فبهذا الولاء يحبّ الله ورسوله وأوليائه، ولازم هذا الحبّ الإطاعة، فنجد الآية الكريمة: {أطِيعُوا اللهَ وَأطِيعُوا الرَّسُولَ وَاُوْلِي الأمْرِ مِنْكُمْ}(5). تؤكّد هذا اللازم وتبيّن المصاديق التي وجبت طاعتها ثمّ تأتي آية اُخرى تحصر الولاء والحبّ والإطاعة بنفس المصاديق التي بيّنتها الآية السابقة، فتقول: {إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا}(6). فلازم الولاية الحبّ، ولازم الحبّ الإطاعة، وهذا كلّه عمل قلبي جوانحي، ولكن هذا العمل الجوانحي يستلزم إظهاره بواسطة الجوارح، فمن كان محبّاً لأمير المؤمنين (عليه السلام) سيكون مطيعاً له، وهذا ما أكّده الإمام الصادق (عليه السلام): «عجبت لمن يدّعي حبّ الله كيف يعصي الله»، فإنّ المحبّ لمن أحبّ مطيع، وعلى هذا يكون التولّي عمل قلبي، وبما أنّ القلب هو سلطان البدن فبصلاحه تصلح الجوارح وبفساده تفسد، وهذا مشابه للملك والرعيّة، فإذا صلح الملك صلحت الرعيّة لأنّ الناس على دين ملوكها، فإذا كان القلب يتولّى الله ورسوله وأولياءه فيحبّهم فيطيعهم فيمتثل البدن للقلب، ويظهر الطاعة على قدر طاعة القلب وحبّه وانقياده. وأمّا التبرّي الذي هو الجناح الثاني في السير والسلوك إلى الله تعالى، ولكي يصل الإنسان إلى ربّه تعالى لا بدّ له من جناحين، أوّلهما التولّي وثانيهما التبرّي. فالتولّي لله ولرسله ولكتبه ولأوليائه، والتبرّي من أعداء الله ورسوله وأوليائه ومن أعداء فاطمة الزهراء (عليها السلام)، فالذي يعرف فاطمة بأنّها سرّ الوجود لا بدّ له أن يتولاّها ويتبرّأ من أعدائها، وممّن ظلمها، وممّن ضربها وأسقط جنينها. ولهذا قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «كذب من زعم أنّه يحبّني ويحبّ عدوّي»، وهذا القول الذي صدر من الإمام المعصوم موافقاً لقوله تعالى: {مَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُل مِنْ قَلْبَـيْنِ فِي جَوْفِهِ}(7). فلذلك نعجب ممّن يدّعي حبّ عليّ (عليه السلام) وحبّ عدوّه معاً، ونعجب ممّن يقول إنّ الرجوع إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وإلى عدوّه هو الرجوع إلى الإسلام، هذا كلام ما أنزل الله تعالى به من سلطان وهو خلاف المنطق، كيف يكونا على طرفي نقيض والرجوع إليهما رجوع إلى الإسلام. التولّي والتبرّي عملان قلبيّان، فالأوّل حبّ باطني، والثاني بغض باطني، والأوّل هو حبّ لله ولرسوله ولأمير المؤمنين (عليه السلام)، والثاني بغض لعدوّ الله وعدوّ رسوله وعدوّ أمير المؤمنين (عليه السلام)، فلا يجتمع في قلب واحد حبّ الطيبة وحبّ الخبث، وحبّ الله تعالى وحبّ عدوّه، لأنّهما نقيضان، إن طاب قلبك بحبّ أمير المؤمنين (عليه السلام) فإنّه يخبث بحبّ عدوّه، وهذا القلب لا يمكن له أن يكون طيّباً وخبيثاً في آن واحد، فلهذا نجد التركيز في الشريعة الإسلامية على التولّي والتبرّي، فلا يمكن أن يدّعي أحد التولّي دون أن يبغض عدوّ من يتولّى، لأنّه لو كان يمكن ذلك لصحّ أن نتصالح مع الشيطان ونحبّه، وبما أنّ للشيطان أولياء فلنحبّ أولياءه فيجتمع في قلبنا حبّ أولياء الله وأولياء الشيطان، ولكن هذا مستحيل لأنّ الشيطان وأولياءه أعداء أولياء الله تعالى منذ اليوم الأوّل، ومنذ بدء الخليفة، فالشيطان عدوّ لله تعالى لأنّه تكبّر على آدم وعصى أمر الله تعالى، فآدم الذي عكس الصفات الإلهيّة والأسماء الحسنى ظهر له عدوّه من لحظة وجوده. فحبّ الجميع وعدم كراهية أحد من الناس هذه مقولة شيطانية، لأنّ من الناس من هم أولياء للشيطان، بل هم من شياطين الإنس، وهذه المقولة تسرّ الشيطان وتفرح حزبه، وهذه المقولة تعمل على تخريب عقائد البسطاء من الناس، وهذه المقولة من تزيين الشيطان، فتراهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً وهم لا يعلمون بأنّ هذا خلاف قول أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي قاله في حقّ الأصدقاء والأعداء فقال (عليه السلام): «الأصدقاء ثلاثة: صديقي وصديق صديقي وعدوّ عدوّي، والأعداء ثلاثة: عدوّي وعدوّ صديقي وصديق عدوّي»(8)، فصديق عدوّي يعاديني لأنّه صديق العدوّ، وعدوّ صديقي يعاديني لما بيني وبين عدوّه من صداقة وهذه مسألة وجدانية فطرية حسّية، وهذا قول أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو القول الحقّ لأنّ علياً هو الحقّ والحقّ مع عليّ يدور الحقّ حيثما يدور علي، وهذا لا يمكن إنكاره، فإذا كان الحقّ مع عليّ فهو قسيم الجنّة والنار، وهو سفينة النجاة، وهو الذي يقول للنار هذا عدوّي فخذيه وهذا وليّي فدعيه، فإذن الذي ينجو بولاية عليّ (عليه السلام) ثلاث طوائف: أوّلهم ـ صديق عليّ (عليه السلام) أي الذي يصدق مع عليّ (عليه السلام) في كلّ شيء كسلمان المحمّدي (رضوان الله عليه) الذي قيل في حقّه: «سلمان منّا أهل البيت»، فلقد كان صديقاً لأمير المؤمنين، بل هو تالي تلو أمير المؤمنين (عليه السلام)وخير شاهد على ذلك هذه القصّة التي ذكرناها سابقاً(9) وهي عندما أراد الأصحاب أن يدخلوا المسجد ويسبقون سلمان بالحضور إلى جوار عليّ (عليه السلام) فلم يتوفّقوا لذلك، إلاّ أنّهم في يوم ما نظروا إلى الطريق فلم يروا إلاّ آثار أقدام عليّ (عليه السلام) ففرحوا بذلك وعندما ذهبوا مسرعين وجدوا سلمان عنده فاندهشوا من ذلك وسألوه: من أين أتيت يا سلمان؟ هل نزلت من السماء أم خرجت من الأرض؟ فأجابهم سلمان بكلّ هدوء: إنّي أتيت من نفس الطريق الذي جاء به أمير المؤمنين (عليه السلام) وكنت أضع قدمي على موضع قدم أمير المؤمنين (عليه السلام) لأنّني أعلم أنّه لا يرفع قدماً ولا يضعها إلاّ بحكمة وعلم، فإنّه يرى أنّ خطوات أمير المؤمنين صادقة حتّى في مثل هذاالموقف، فلذلك صار من أهل البيت ومن أهل النجاة. وأمّا الطائفة الثانية ـ هي (صديق صديقي)، أي من كان صديقاً لسلمان ومن يحذو حذوه، النعل بالنعل والقذّة بالقذّة، فعندها سيكون محبّاً لأمير المؤمنين (عليه السلام) ويكون شيعياً خالصاً مخلصاً، فلو نظرنا إلى الروايات التي تتحدّث عن صفات الشيعي نجد تقصيراً واضحاً لدينا، لأنّ من صفات الشيعي أنّهم خمص البطون من الجوع، عمش العيون من البكاء، صفر الوجوه من السهر، ومن صفات محبّي أهل البيت (عليهم السلام) حبّ العلم والعمل الصالح وبغض الدنيا والسخاء، فهي من صفات المتّقين الذين إمامهم عليّ (عليه السلام)، وهذه صفات الطائفة الثانية فأين نحن من هذه الصفات وهل فينا منها؟ فإذن لا يبقى لدينا إلاّ أن ننتسب إلى الطائفة الثالثة وهي طائفة (عدوّ عدوّي) هذه لنا ونستطيع أن ندّعي أنّنا أعداء لعدوّ أمير المؤمنين (عليه السلام) ونطالبه بذلك في يوم القيامة، لا سيّما إنّنا كثيراً ما نقول في زيارة عاشوراء «اللهمّ ألعن أوّل ظالم ظلم حقّ محمّد وآل محمّد وآخر تابع له على ذلك»، فهذه براءة معلنة من أعداء آل محمّد (صلى الله عليه وآله) نتقرّب بها إلى الله تعالى، فنأمل النجاة بهذه الرتبة، ولكن هناك من ينجو بالولاية إذا كان من أهلها، وينجو بالطاعة إذا كان من أهل العبادات، أمّا من كان مثلي فكيف يمكن له أن ينجو يوم القيامة؟ ليس له إلاّ التبرّي من أعداء أمير المؤمنين (عليه السلام)، فلا نستمع إلى الأقلام المأجورة ولا نستمع إلى الألسن المرتزقة التي تحاول أن تلمّع شخصيات صدأت، بل هي ليست بشيء منذ اليوم الأوّل للإسلام، وما هي إلاّ شياطين الإنس التي عادت أمير المؤمنين وعادت الزهراء وأولادهم (عليهم السلام)، فكيف لهذه الأقلام الهزيلة تحاول أن تظهر عدوّ أهل البيت بأنّه خدم الإسلام؟ فلا تنجرّوا وراء أفكار سقيمة، ونفوس جشعة، وعقول سطحية لا تتعمّق في علوم أهل البيت (عليهم السلام)، فعليكم بالبراءة وعليكم بالولاية، وأظهروا مظاهر هذه الولاية، وهذا الحبّ، وعظّموا الشعائر الحسينية، فإنّها من مظاهر الولاية والبراءة. والتزموا شعار الولاية الذي هو الصلاة على محمّد وآل محمّد، فإنّ الصلاة عليهم دعاء لهم ليرع الله تعالى درجاتهم، وكما ورد في الزيارة الجامعة «وصلواتنا عليكم، طهارة لأنفسنا وكفّارة لذنوبنا»(10)، والتزموا أيضاً شعار البراءة الذي هو (لعن أعداء أهل البيت (عليهم السلام)) وأعداء فاطمة الزهراء (عليها السلام) وهذا اللعن أيضاً دعاء ولكنّه على أعداء أهل البيت (عليهم السلام) لأنّ معنى اللهمّ العن فلان أي أبعده عن رحمتك، لأنّه لا يستحقّ الرحمة الإلهية، ولهذا نجد في كلّ زيارة بجانب السلام والتحيّة لهم (عليهم السلام) لعناً لأعدائهم وأحياناً يقدّم اللعن على السلام، لأنّه بغض، والبغض تخلية، والحبّ تحلية، والتخلية تقدّم على التحلية، فعندما نتكلّم عن عظمة الزهراء وعن مظلوميّتها، لأنّ رضا فاطمة رضا الله وغضبها غضب الله، وهذا ما ورد في صحيح البخاري عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): «من أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومن أرضاني فقد أرضى الله، ومن أغضب فاطمة فقد أغضبني، ومن أغضبني فقد أغضب الله»(11)، وتقرأ في نفس الصحيح: «إنّ فاطمة ماتت وهي واجدة على فلان وفلان»، يعني ماتت سلام الله عليها وهي غاضبة عليهما، فإذن حلّ عليهما غضب الله تعالى، ومن حلّ عليه غضب الله تعالى فهو ملعون بصريح القرآن، ويلعنه الله ويلعنه اللاعنون، لأنّه آذى الله ورسوله وأمير المؤمنين (عليه السلام)(12)، فهذا هو الحقّ، وعليك بمعرفة الحقّ لكي تعرف أهله، فاعرف الحقّ تعرف أهله، ولا يُعرف الحقّ بالرجال، بل يُعرف الرجال بالحقّ، فلا تبهر بفلان وفلان، اعرف الحقّ وانظر إلى الحقّ وانظر إلى ما قال لا إلى مَن قال. ثمّ التبرّي موجود عند كلّ المسلمين، إلاّ أنّهم اختلفوا في المصاديق، لأنّ الأمر اشتبه عليهم، ولو عرفوا الحقّ لاتّبعوه، إلاّ من كان في قلبه مرض فزادهم الله مرضاً. الهوامش 1- الحديث عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «نيّة المؤمن خيرٌ من عمله، ونيّة الكافر شرّ من عمله، وكلّ عامل يعمل على نيّته» (اُصول الكافي 2: 89). 2- الحديد: 4. 3- الأنعام: 127. 4- (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ) (البقرة: 257). 5- (يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أطِيعُوا اللهَ وَأطِيعُوا الرَّسُولَ وَاُوْلِي الأمْرِ مِنْكُمْ) (النساء: 59). 6- (إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (المائدة: 55)، فإنّ الآية حصرت الطاعة لله ولرسوله ولعليّ أمير المؤمنين لأنّه هو الذي أعطى الزكاة إلى ذلك الفقير في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو في حالة الركوع فأشار بإصبعه إليه ـ في قصّة مفصّلة، وقد حدث هذا لكلّ الأئمة، والآية تعمّ جميع الأئمة الاثنا عشر كما هو ثابت عندنا ـ وهذا متّفق عليه في كتب التفسير عند الفريقين. 7- (مَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُل مِنْ قَلْبَـيْنِ فِي جَوْفِهِ) (الأحزاب: 4). 8- نهج البلاغة. 9- جاءت في (عصمة الحوراء زينب (عليها السلام)). 10- مفاتيح الجنان: زيارة الجامعة الكبرى. 11- صحيح البخاري، الجزء الرابع، باب مناقب فاطمة (عليها السلام). 12- (... وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ ألِيمٌ) (التوبة: 61)، فالذي يؤذي رسول الله (صلى الله عليه وآله) في نفسه أو في من كنفسه وأعني بذلك علياً (عليه السلام) أو الذي يؤذيه في روحه وأعني بذلك فاطمة لأنّها روحه التي بين جنبيه كما ورد في الحديث أو في أهل بيته، فإنّه ظالم ومتجاسر ومعتدي فيستحقّ اللعن بصريح القرآن الذي يقول: (ألا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) (هود: 18)، ثمّ صرّحت الآية القرآنية الكريمة بلعن من آذى الله ورسوله فقالت: (إنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّ نْيَا وَالآخِرَةِ) (الأحزاب: 57). http://www.alhassanain.com/