الامام الحسن العسكري سيرة و تاريخ
الامام الحسن العسكري سيرة و تاريخ
المؤلف :
الناشر :
رقم الطبع :
الأول
عدد المجلدات :
1
source address :
شبکة الفكر
(0 الأصوات)
(0 الأصوات)
الامام الحسن العسكري سيرة و تاريخ
مقدمۀ المرکز بسم الله الرحمن الرحیم ان دراسۀ سیرة الأئمۀ المعصومین علیهم السلام تعتبر من الاسس القویمة للبناء الفکري و المنهج السلوکي لدیننا الحنیف، لأنهم الامتداد الحقیقی لنهج النبوة و سیرتها المعطاء، و الحماة الامناء لمفاهیم الرسالۀ و عقائدها من حالۀ التردي و التحریف و الضلال. اننا فی رحاب سیرتهم نتواصل مع القدوة الحسنۀ بکل تجلیاتها الروحیۀ و الفکریۀ و العملیۀ، و امتداداتها التی تستغرق کل مفردات الحیاة و تسیر نحو سلم الکمال المطلوب علی صعید الفرد و المجتمع. من هنا فاننا بحاجۀ الی دراسۀ متأملۀ و قراءة متأنیۀ تلم بأطراف تلک السیرة المشرقۀ بالعطاء، لنجعلها نصب أعیننا، فنستجلی مواطن العبرة فیها، و نستلهم دروس العظمۀ منها، و نتعاطی مع دلالتها المتناغمۀ مع مسیرة الحیاة بما تحمله من متطلبات و مستجدات علی کافۀ مستویات الفکر و المنهج و السلوك. و لعل فی تنوع أدوار تلک السیرة بحسب طبیعۀ المرحلۀ و الظروف السیاسیۀ المحیطۀ بقادتنا المعصومین علیهمالسلام، ما یزیل الرتابۀ منها، و یجعلها تتواصل مع مختلف المواقف و الظروف نحو هدف أسمی و هم مشترك، و ذلک هو حفظ الکتاب الکریم و سنۀ النبی المصطفی صلی الله علیه و آله، و طلب الاصلاح و الهدایۀ، و الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر. و هذا الکتاب قراءة فی سیرة أحد عظماء أهل البیت علیهمالسلام، ذلک هو امامنا الحادي عشر أبو محمد الحسن العسکري علیهالسلام الذي قال فیه أبوه الهادي و یبدو أن أهم ما یستوقف الباحث فی حیاة الامام .« أبو [ صفحه 6] محمد ابنی أنصح آل محمد غریزة و أوثقهم حجۀ » : علیهالسلام العسکري علیهالسلام هو کونه آخر امام ختمت به الامامۀ الظاهرة، لیبدأ بعده عصر الغیبۀ الذي بدأت تباشیره و أوشک زمانه، لذلک وقع علی الامام العسکري علیهالسلام العبء الأکبر فی ترسیخ مبدأ الغیبۀ و تأصیله فی نفوس شیعته للحفاظ علی خطهم الرسالی من الضیاع و الانهیار. و قد استطاع امامنا العسکري علیهالسلام أن ینجز هذه المهمۀ الخطیرة بکل جدارة و قوة، و أن یحافظ علی حیاة ولده المهدي علیهالسلام من ملاحقۀ السلطۀ و أدوات قمعها، فی وقت عصیب عزل فیه الامام عن أصحابه و شددت الرقابۀ علیه. و في هذا الاتجاه استطاع أن یهیء ذهنیۀ شیعته لتقبل عصر الغیبۀ باتباع عین الأسلوب الذي سیتخده ولده المهدي علیهالسلام فی عصر الغیبۀ، و هو الاحتجاب عن الناس و اتخاذ الوکلاء الذین یختارهم من خاصته، و الاتصال بأصحابه عن طریق المکاتبات و التواقیع التی صارت سمۀ بارزة فی حیاة الامامین العسکریین علیهماالسلام. و هناك صفحات أخري مشرقۀ تستوقف الباحث فی سیرة هذا الامام العظیم الملأي بالعطاء، نترکها للقاريء الکریم و هو یتحراها فی فصول هذا الکتاب الذي استطاع مؤلفه أن یوقفنا عند المحطات الرئیسیۀ فی سیرة هذا الامام العظیم، ضمن دراسۀ جادة موثقۀ بالمصادر المعتبرة. و منه تعالی نستمد العون و التوفیق مرکز الرسالة