الحاشية على مدارک الأحکام الجزء الثاني

الحاشية على مدارک الأحکام الجزء الثاني

كتاب "شرائع الإسلام" للمؤلف "المحقق الحِلّي" من أجلّ تأليفات المؤلف على الإطلاق، و الذي لاقى من إقبال العلماء و الفضلاء و التلامذة ما لم يلقه كتاب فقهي قبله و لا بعده. و هو من أحسن المتون الفقهية ترتيباً و أجمعها للفروع، و الجانب المشرق في هذا الكتاب هو أنه يجمع لُبّ ما في المطولات الفقهية الإستدلالية، و يزيد عمّا في الكتب الفقهية المختصرة. و نظراً لأهمية الكتاب توالى عليه العلماء قرناً بعد قرن يكتبون تعليقاتهم و حواشيهم و شروحهم عليه. و لعلّ من أبرز وأقدم الشروح على كتاب "شرائع الإسلام" هو كتاب "مدارك الأحكام" للمؤلف "محمد بن علي الموسوي العاملي"، و هو من الكتب الفقهية القيّمة، حيث تناول المؤلف فيه بالشرح في أبواب العبادات. و على كل حال فإن كتاب "مدارك الأحكام" من الكتب الفقهية التي تعدّ من النمط الأعلى و الطراز الأول في الفقه الإمامي، حتى اشتهر أن مؤلفه عُرف به، لا العكس. و هذا ما جعل العلماء يتوالون على هذا الكتاب عصراً بعد عصر بالتحشية و المناقشة و الإستدلال، فكانت حصيلة ذلك أن توفّرت حواشي كثيرة على هذا الكتاب. و ممن حشّاه "محمد باقر الوحيد البهبهاني" و أسماه ب(الحاشية على مدراك الأحكام)، و قد بقيت هذه الحاشية النجم اللامع و الدرّة المتلألئة من بين جميع الحواشي، لما امتازت به من ميزت ضخمة تعكس مدى عبقرية كاتبها و مدى نبوغه في عالم الفقه و البحث و الإستدلال. تقع الحاشية على ثلاثة مجلدات و هذا هو المجلد الثاني و يتضمن مسائل كثيرة في الصلاة و أفعالها و أقسامها و أنواعها.