الشيعة في الميزان

الشيعة في الميزان

الشيعة في الميزان

(0 الأصوات)

QRCode

(0 الأصوات)

الشيعة في الميزان

تقديم بسم اللّه الرحمن الرحيم والحمد للّه رب العالمين وصلى اللّه على محمد وآله الطاهرين منذ أكثر من ألف عام، وعلماء الإمامية يكتبون ويذيعون عن عقيدة الاثني عشرية كيلا ينسب إليهم ما ليس لهم به علم، ويستدلون عليها بالنصوص بعد درسها وتمحيصها كيلا يكون لأحد فيها مهمز أو مغمز، ويحرصون كل الحرص أن يكون سندها محل وفاق بين جميع المسلمين، لأن الشرط الأساسي عندهم لمدرك العقيدة أن يكون قطعي السند والدلالة على حد تعبيرهم أي العلم القاطع بصحة السند، ووضوح دلالته وضوحاً لا يقبل الشك والتأويل إذا كان المدرك نقلاً عن المعصوم... وبرغم هذا الحرص والتشدد قال قائل : كل تشيع من أي نوع كان ويكون فهو رفض أي غلو. وقال آخر : هو زندقة. وتسامح ثالث وتساهل قائلاً : الشيعة كلهم باطنية. ولا شيء من هذه الأقوال يقوم على أساس غير التقليد والتعصب، لأن الاثني عشرية يعتقدون بأن الغلو شرك، والزندقة إلحاد، وإخفاء العقيدة، والتأويل بلا مبرر من الشرع أو العقل بدعة وضلالة... وأثبت ذلك بالأرقام في كتاب مع الشيعة الإمامية. ويبدأ تاريخ الاختلاف بين المسلمين حول الخلافة، يبدأ باليوم الذي انتقل فيه الرسول الأعظم (ص) إلى الرفيق الأعلى، حيث دان قوم بما حدث في السقيفة كأمر واقع لا مفر منه، أو لا يجوز الخطأ عليه، وأنكروا النص على الولاية بمعنى الخلافة والسلطة مع الاعتراف بولاية أهل البيت على معنى الحب والاحترام، ودان آخرون بنصوص الولاية لآل الرسول (ص) على معنى الخلافة، وأوضحت ذلك مفصلاً في كتاب فلسفة التوحيد والولاية... وقد اتسع الجدال والنقاش حول الخلافة على مر الزمن، ثم تطور إلى التراشق بالانهامات وخبث الكلمات، ولعبت السلطة الحاكمة دورها في التمزيق والتفتيت، كما هو شأنها في كل جيل.. وحاول المصلحون من الفريقين أن يجمعوا ويوحدوا حرصاً على مصلحة الأمة، فخفت الوطأة إلى حد، بخاصة بعد أن تكررت النكبات والعثرات في كل بلد مسلم.. والآن، وبعد أن تراكمت الهزائم والمشكلات عربياً وإسلامياً فماذا نحن صانعون إذا لم ندفن الماضي، وننظر إلى المستقبل الطويل العسير، ونواجه بالعمل الجدي الموحد !؟... وهذا ما يخافه ويخشاه العدو المشترك.. فأطلق بلسان أبواقه وعملائه صيحات منكرة لإيقاظ الفتنة وكتبوا مقالات مضللة، ونشروا كتباً متخمة بالدس والافتراء لا بأي دافع إلا صالح الاستعمار والصهيونية.. فدعاني هذا إلى أن أعرض عقيدة الشيعة، وبخاصة الفرقة الكبرى الاثني عشرية، أعرضها على حقيقتها، وأدرسها دراسة تفصيلية في ثلاثة مؤلفات هي : «الشيعة والتشيع» و«مع الشيعة الإمامية» و«الاثنا عشرية» وكان لها، ولما كتبه غيري في هذا الموضوع من علمائنا - أحسن الأثر، بالخصوص عند مشايخ الأزهر، وفتوى المرحوم الشيخ محمود بجواز التعبد والأخذ بالمذهب الجعفري - أشهر من أن تذكر.. لقد أقبل القراء على كتاب مع الشيعة الإمامية، وأعيد طبعه بعد خمسة أشهر من الطبعة الأولى، كما أقبلوا على كتاب الشيعة والتشيع والاثني عشرية. ونفدت كل النسخ، ولما كثر الطلب على هذه الكتب الثلاثة رغبت إلى صديقي الكريم الأستاذ محمد المعلم صاحب «دار الشروق» بأن ينشرها في مجلد واحد بعنوان «الشيعة في الميزان» فاستجاب وتبنى المشروع، لأنه يتناول عرضاً شاملاً لعقيدة تكاد تكون مجهولة للكثير من الخاصة فضلاً عن العامة، ونزولاً عند رغبة القراء ورغبتي.. فشكراً للّه وله، وهو سبحانه المسؤول أن يأخذ بيده وإياي لما يحب ويرضى. والصلاة على محمد وآله معدن التقى والعروة الوثقى..