الـقرامطة بين المد و الجزر

الـقرامطة بين المد و الجزر
المؤلف :
رقم الطبع :
الطبعة الأولى
مكان الطباعة :
بيروت-لبنان
عدد المجلدات :
1
(0 الأصوات)

(0 الأصوات)
الـقرامطة بين المد و الجزر
الحركة القرامطة أو (الإسماعلية) ، قامت على أسس أجتماعية ، وسياسية ، في فترة ترد سياسي واجتماعي ، وظلم ، واستبداد ، وارهاب ،وتعصب ديني، وانتقام سياسي مقيت ، في دولة العباسيين . ويمكن وصفها بالنظام الاشتراكي الأول في التاريخ الإنساني . وهي تجسيد لأحلام المضطهدين والمقهورين والمسحوقين في الدولة العباسيّة التي كانت تعاني من الحروب والفتن والفوضى والبلبلة . كانت الحركة تصدي للواقع الموضوعي المتردى، متسلحة بقيم الحق والعدل والاخاء والمحبة والإلفة ، وقد لاقت اقبالا بين القبائل العربية ، وفي أوساط الفلاحين والعمال ، والشغيلة لفكرها الاقتصادي الذي نص على : أن تجمع الاموال في صندوق واحد، وأن يشكل المجتمع أسرة واحدة بملكية جماعية ، كما كان معيار المكانة الاجتماعية هو النشاط الذي يبذله الفرد في خدمة الجماعة . وقد ولت الجماعة في كل مدينة و قرية الشخص الأكثر جدارة ، بحيث يجمع الأموال ويكسي العراة ، وينفق على سائرهم ما يكفيهم ، ولا يدع فقيرا ، ولا محتاجا ، ولا ضعيفا بينهم ، ولم يتملك أحد من القرامطة غير سيفه ، وسلاحه . وقد استطاع القرامطة بتطبيق هذة الأنظمة الاجتماعية أن ينشروا فكرهم وأن يشيعوا الخير ، والعدل، والمساواة ،فلا غني ولا فقير بينهم ، وكونوا قوة للصراع مع العباسيين . لقد لمس مؤسسي الحركة التفاوت الطبقي الحاد في دولة العباسيين ، و تحالف المال والسلطة ، واضطهاد الاغنياء للفقراء ، واستبداد الحكام بالشعب ، وانصرافهم للهو والشهوات والاهواء ، واعتبارهم بيت مال المسلمين ملكا خاصا يسرفون في تبديدة على القصور والملذات ، بدون التفات للفقر والجهل والجوع والمرض الذي يفتك بقسوة بالفقراء . لذا فقد أسس القرامطة حركتهم سعيا لتحقيق مشاعة الخير والمحبة والاخاء .
و هذا الكتاب بين يديك يعرفك مؤلفه مصطفي غالب عن حركة القرامطة و دورهم في الوقوف أمام الظلم و مقاومة الظالمين المستبدّين .