المسائل الشرعية (استفتاآت) المعاملات

المسائل الشرعية (استفتاآت) المعاملات

هذه مجموعة من المسائل الشرعية التي ابتلي بها المؤمنون من مختلف نقاط العالم وكتبوا بها إلى سماحة الإمام الراحل السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي (قدس سره) مستوضحين وطالبين بيان الحكم الشرعي لهم فيها. وقد تعارف لدى المراجع العظام للشيعة الإمامية أن يصنفوا المسائل الشرعية العامة في تأليفاتهم الفقهية وبيانها إلى مقلديهم للمسائل التي يحتاج إليها الفرد المسلم بما يتعلق بحياته اليومية العامة والخاصة، وكذلك ارتباطه بشؤون مجتمعه الذي يعيش فيه، من حيث العبادات أو المعاملات، لمعرفة الحلال والحرام، وذلك في كتب منظمة في متناول الجميع.

بيد أن هذه المصادر الفقهية أو ـ الرسالة العملية ـ كما هو مصطلح عليها لدى الناس، لم يمكن لها أن تجمع كل شتات الحاجة من صغيرة أو خصوصية فيها، وما يستجد تبعا لتطور الزمان وحاجة الإنسان إليه مما يحتاج إلى حكم شرعي يبرئذمتهـمن حيث الحلال والحرامـفي الامتثال الشرعي.

ولذا نجد سيلاً كبيراً من الرسائل والاستفسارات أو ما يسمى في العرف العلمي بـ (الاستفتاء) ترد على الحاكم الشرعي يومياً، وعليه الإجابة عليها.

ولكثرة تلكم المسائل وورودها من مناطق مختلفة من العالم وحسب ما يبتلى به المقلد تبعاً لظروف عمله أو إقامته، فتشكل عند المراجع عادة لجنة تضم كبار العلماء وأفاضل تلامذتهم ومساعديهم للوقوف عليها بالفحص والتحقيق حول الجواب بناءً على رأي المرجع، ولا يخفى أن بعض تلك المسائل قد يستغرق أياماَ طويلة تدور حوله المناقشات الكثيرة لمعرفة الجواب الصحيح كما يشارك المرجع نفسه في بعض تلك المناقشات الكثيرة، ومن ثم تكتب الأجوبة وتعرض مرة أخرى على المرجع للتأكد منها قبل إمضائها وتوقيعها بختمه.

وعلى ضوء ما تقدم طبعت للإمام الراحل في هذا المجال عشرات الكتب الفقهية وبلغات مختلفة لمسائل الحلال والحرام في العبادات والمعاملات، وصل إعادة طبع بعضها لأكثر من ثلاثين مرة في آلاف النسخ لكل طبعة.