المنهج الرجالي والعمل الرائد في الموسوعة الرجالية

المنهج الرجالي والعمل الرائد في الموسوعة الرجالية

إن البحث في علوم الحديث يُعدّ من الدراسات المهمة في علوم الشريعة؛ وذلك لأن الحديث هو ثاني ركائز التشريع الإسلامي بعد الكتاب الكريم ، ولا ريب أنّ علم الرجال هو من ألصق العلوم بالحديث ، باعتباره معياراً يكشف عن درجة اعتباره . وقد أجمع فقهاء الشيعة ، بل فرق المسلمين جميعاً ، في الأعصار السابقة وإلى يومنا هذا ، على العناية بالبحث عن أحوال الرواة من حيث اتصافهم بشرائط قبول أخبارهم أو عدمه ، وذلك لدخالة هذا العلم في استنباط الحكم الإلهي ، ولكونه من ركائز الاجتهاد الأساسية . والبحث في المناهج المتّبعة في تدوين كتب الرجال وطريقة تطبيقها في العلوم ذات الصلة، هو أحد أهمّ الحلقات التي توصل الباحث والطالب إلى تلك العلوم، وتذلّل الصعوبات التي تعترض سبيل العلم ، فلو تجاوزنا تلك الحلقة لما تيسّر لنا الدخول إلى أبواب العلم،و لو ولجناها جُزافاً لتعثّرنا في منتصف الطريق وخبطنا خبط عشواء. والكتاب الذي آثرنا التعريف به في هذا المجال هو (المنهج الرجالي والعمل الرائدفي الموسوعة الرجاليّة لسيّد الطائفة الإمام البروجردي قدّس سرّه (1292 ـ 1380هـ ). تأليف السيّد محمد رضا الحسيني الجلالي ، والصادر هذا العام 1420هـ . عن مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية ـ قم ، في 384 صفحة من القطع الوزيري . وقد آثرنا التعريف بهذا الكتاب لأنّه يُعنى بتقديم منهج عمل ريادي وتأسيسي يتمثّل بالأصالة والعمق ، ويعكس صورة مشرقة لتراثنا الزاخر بالريادة والابتكار .

وواضح من عنوان الكتاب أنه يعالج الخطوط التفصيلية للمنهج الرجالي المتّبع عند السيّد الإمام البروجردي قدّس سرّه ، ودراسة تطبيقات ذلك المنهج في بحوث السيّد الإمام الفقهيّة والاُصوليّة ، مع الاعتناء ببيان طريقته في ترتيب موسوعته الرجاليّة والفوائد المتوخّاة منها . وموسوعة السيّد البروجردي الرجاليّة تقع في سبعة أجزاء ، وهي حصيلة معاناة طويلة لعملاق من عمالقة هذا الفنّ استمرّت نحو ثلاثين عاماً ، استطاع أن يضع فيها النقاط على الحروف ، ويتّبع اُسلوباً مبتكراً دقيقاً وشاملاً ، توصّل من خلاله إلى نتائج باهرة ستظلّ خالدة في تاريخ هذا العلم .