الهجرة إلى الثقلين

الهجرة إلى الثقلين

الهجرة إلى الثقلين

رقم الطبع :

الأول

مكان الطباعة :

قم - ايران

عدد المجلدات :

1

(0 الأصوات)

QRCode

(0 الأصوات)

الهجرة إلى الثقلين

مقدمة المؤلف الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين وأصحابه المخلصين. قال الله تبارك وتعالى: ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إلَى الاْسْلاَمِ وَاللهُ لاَْ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُوْرَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أرْسَلَ رَسُولَهُ بالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) . إن المجادلة بين الحق والباطل شرعت عندما جعل الله في الارض خليفة، وظلت مستمرة إلى أن بعث الله خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله وسلم)، الذي أراد الله أن يتم برسالته المرحلة النهائية من هدفه وأن يظهر دينه على جميع الاديان، ومضى ذلك النبي العظيم والهدف لم يصل بعد إلى مرحلته العليا، إلاّ أن الدين الذي جاء به لم يزل باقياً ومجادلاً مع الباطل. ولا يخفى أن المجادلة مع فرقة باطلة متلثمة بنقاب الحق تكون صعبة وشاقة، و أما إذا ادّعت الزُمرة الضالة أن هدفها هو عين الهدف الذي يدعيه أهل الحق فستكون المجادلة في غاية الشدة والمقاومة في نهاية القسوة. وقد مُنِيَ أهل الحق بعد رحلة خاتم النبيين بهذا البلاء، فإن العترة التي أمر الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالاقتداء بها قد عانت ـ مع شيعتها ـ ما لا يحصى من المحن والعذاب، ولاقت ما لا يعد من الضغوط والاضطهاد، كل ذلك من الذين يدعون أنهم على دينهم. وكان الجرم غير المغتفر هو الانتساب إلى هذه الطائفة المظلومة، وكان المرء يفضّل أن ينسب إلى اليهودية والمجوسية بدل أن ينسب إلى هذه الطائفة. ولا يخفى أن العصبية المذهبية قد ساعدت السياط الظالمة والسيوف الغاشمةفي تغطية وجه الحق وأهله إلى حدّ كبير، مما كان سبباً لخفاء الحق عن طالبيه. واستمرت هذه الحالة إلى أن مَنّ الله عز وجل على بعض عباده وأوقفهم على هذه الطائفة وأطلعهم على ديانتها الخالدة. ومن بين هؤلاء العباد هذا العبد الفقير، فبعد أن منحني الله هذه النعمة العظيمة أوجب عليَّ شكرها والثناء عليها، فليكن الحديث حول هذه الهداية وطريقة الوصول إليها نوعاً من الثناء والشكر على هذه المنة الكبيرة. فأقول:إن هذه رسالة ذكرتُ فيها بعض المسائل المهمة من المسائل التي يحتاج إليها المتطلع إلى الحقيقة، وبيّنتُ فيها بعض الموارد التي وقعَت سداً أمام الحق، ومانعاً من الوصول إليه، وألّفتُها ضمن مرحلتين: ففي المرحلة الاولى قمت ببيان بعض المسائل التي كنّا نحسبها من الحقائق القطعية، وبعضِ القضايا التي كنا نعدّها من المسلّمات التاريخية، وبعد الفحص والتحقيق وجدتُ أن الحق خلاف ذلك. وفي المرحلة الثانية قمتُ ببيان ما كان حقاً في الحقيقة ولكنه كان مستوراً عن مريديه، لاسباب تاريخية أليمة، ونقلت ما ورد حوله من الادلة القاطعة و البراهين الساطعة من الكتاب الكريم والسنة الشريفة. وكان أسلوبي في تأليف هذا الكتاب الاكتفاء بذكر الادلة المتنوعة من دون التعرض لتعليقات طويلة مزعجة وتأويلات مملّة متعبة، كي يكون القارئ حراً في تفكيره تجاه النصوص الشرعية، ولا يكون ذهنه مشغولاً بنظرياتي الشخصية. فالقارئ إذا كان مشغولاً بالادلة الربانية في مسير التحقيق أولى منه من أن يكون مشغولا بالاراء البشرية. ولنفس العلّة سعيت أن يكون الكتاب كتاباً علمياً، بدل أن يكون كتاب قصة. ولاجل أن تكون الخدمة أتمّ والسيرُ في ساحة التحقيق أسهلَ على القارئ الكريم عزمت على أن لا أكتفي بطريق واحد وخبر آحاد في مسألة وردت فيها الاثار بطرق متعددة، بل قد سعيت أن أوصل الدليل إلى حد التواتر إن كان في تلك المرتبة، و إلاّ صرفت قصارى جهدي في أن لا يكون قاصراً عن درجة الاستفاضة. فعندما رأيت ورود أخبار كثيرة حول مسألة عن جماعة من الصحابة ذكرت لفظاً أو عدة ألفاظ، وأشرت إلى الباقية منها، مع ذكر أسماء الرواة من الصحابة وأئمة الحديث من أمثال أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم، وأتيت بذكر المصادر في هامش الكتاب. وما توفيقي إلا بالله العليم الحكيم، وأرجو منه تبارك وتعالى أن يوفقني لمزيد ما يحب ويرضى، إنه نعم المولى ونعم النصير. محمد الحسن الامدي