فاطمة الزهراءعليهاالسلام سرالوجود
(0 الأصوات)
فاطمة الزهراءعليهاالسلام سرالوجود
المقدّمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي لا يبلغ حمده الحامدون ولا يعدّ نعمه العادّون ، والصلاة على من كان قاب قوسين أو أدنى من ربّه الأعلى ، وعلى من هو نفسه ، ومن هي روحه التي بين جنبيه ، وعلى سبطيه ، وخلفائه أئمة الإسلام بالحقّ ، وسلّم تسليماً كثيراً. لله تعالى في كلّ آن يدٌ علينا ، ومن أياديه وآلائه أن وفّقنا لكتابة محاضرات قيّمة ألقاها سيّدنا الفقيه الاُستاذ السيّد عادل العلوي حفظه الله تعالى في بلاد الشام وفي جوار سيّدة الحرائر بعد اُمّها ، وعقيلة الطالبيين ، وشريكة الإمام الثائر ، وصاحبة النور الزاهر ، السيّدة زينب الكبرى عليها صلوات المصلّين وتحيّات العارفين ، وكان مضمون هذه المحاضرات يقطر حبّاً لفاطمة الشهيدة سلام الله عليها ما بقي الليل والنهار ، ويفوح عطراً بذكر اسمها الشريف حيث توفّق السيّد الاُستاذ دام توفيقه للحديث عن سيّدة نساء العالمين وبيّن فيه حجّيتها ومدى قربها من خالقها ، فقال عنها وأحسن القول بأ نّها سرّ الوجود وجامعة النورين والعلّة الغائية لعالم الإمكان ، وغاص في بحر معرفتها حتّى خشينا عليه الغرق بين أمواج بحرها المتلاطم ، إلاّ أ نّه أثبت للحاضرين أهليّته ، ودلّهم على أ نّه من أهل هذا الفنّ الذي عجز عنه كثير ممّن يدّعون العلم والمعرفة ، فكان عميقاً في معرفتها وعارفاً بشخصها بأعلى درجات المعرفة الجمالية ، فإلى محبّيها اُقدّم هذه الجواهر ، وإلى عاشقيها اُبيّن هذا الجمال الذي أظهره سيّدنا الاُستاذ ليزدادوا حبّاً وعشقاً ، فهنيئاً لنا بهذه الحديقة الغنّاء وأزهارها الشذيّة ، وأقول هنيئاً لا لقراءة هذه المحاضرات فحسب ، بل لما تؤول إليه النفوس من حبّ كبير وتقديس واسع لسيّدة النساء الذي سيعود علينا بأن يجعلنا من محبّيها عن معرفة ودراية ، فنستحقّ أن تلتقطنا يوم القيامة من بين أفواج البشر ، كما يلتقط الطير الحبّ الجيّد من الرديء. ولا يفوتني أن اُثني وليس لثنائي قيمة إزاء أجر الله تعالى على الفريق الذي جنّد كلّ طاقاته ليظهر حبّه للزهراء (عليها السلام) من خلال ما قدّمه من خدمات تلو الخدمات للمحاضر والحاضرين ، وأعني بذلك الإخوة المخلصين في مكتب آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي (دام ظلّه) ، فللّه الحمد كلّ الحمد على هذه النعمة التي أحاط بها المحاضر والحاضر والعامل على راحتهم واُصلّي واُسلّم على المصطفى وأخيه وبضعته وبنيه تسليماً كثيراً. الشيخ علي الفتلاوي دمشق ـ السيّدة زينب 1421 هـ