بنورفاطمة عليها السلام اهتديت

بنورفاطمة عليها السلام اهتديت

بنورفاطمة عليها السلام اهتديت

(0 الأصوات)

QRCode

(0 الأصوات)

بنورفاطمة عليها السلام اهتديت

المقدمة فجأة أحسست ببرودة تلفح وجهي وبرعدة تنتاب أوصالي في يوم حار من أيام فصل الصيف الذي يتميز به السودان، ورغم درجة الحرارة العالية في ذلك اليوم إلا أنني شعرت بأنها تدنت إلى ما دون الصفر. برهة مرت ثم شعرت بدف ء الحقيقة... وبنور ينكشف أمامي وبهالة قدسية تلفني، وإذا بالحجب التي أثقلت كاهلي قد انزاحت، ولمع برق الحقيقة أمام ناظري، وإذا بي أبدأ أول خطواتي في الاتجاه الصحيح. كانت أصعب لحظات العمر هي وقت اكتشاف عمق المأساة التي كنا نعيشها، والتي كانت نتاجا طبيعيا للجهل المركب الذي كان يغشى عقولنا... خصوصا وأن هذه المأساة كانت متمركزة في اعتقادنا وديننا. أن يجد الإنسان نفسه مخطئا في تقدير أمور حياته اليومية مثل لون الدراسة التي يجب أن يدرسها أو الوسيلة التي يجب أن يتنقل بها.. فليس في ذلك كثير أسى وتندم... لكن أن يخطئ الطريق إلى الله سبحانه وتعالى... أن يسلك طريقا غير الذي وصفه الله تعالى إلى الجنة، فهذا خطير بل جنون وتهور. ذلك ما وجدت عليه - وللأسف - السواد الأعظم من المسلمين أثناء تجربتي هذه والتي لا أدعي أنها الأولى أو الأخيرة ولا حتى المتميزة... وهذا ما توصلت إليه بعد بحثي وتنقيبي بين ثنايا تراثنا الديني وتاريخنا الإسلامي. أسجل هذه التجربة شهادة للتاريخ دون بحث عن منفعة شخصية أنالها سوى رضا الله تعالى، وحتى أساهم بمجهودي المتواضع هذا في إحقاق الحق، وحتى يسجل كحلقة جديدة من حلقات انتصار مذهب الحق " مذهب أهل البيت (ع) " ومن سلك منهجهم وتمسك بهداهم وهم " الشيعة ". وليس المقصود من هذا البحث النيل من شخص معين أو إثارة الفتنة، أو البحث عن التفرقة بين المسلمين كما يحلو لبعض الجهلة أن يسمونها، إنما هو نقاش عقائدي القصد منه الكشف عن الحقائق ولفت الانتباه إلى الواقع المأساوي الذي تعيشه الأمة من مرارة الذل والهوان بعد انحرافها عن الصراط المستقيم ونبذها كتاب الله تعالى وسنة رسوله... كما إنها خطوة لتوحيد الأمة تحت راية الحق والالتفاف حول محور الدين الحقيقي الأصيل المتمثل في نهج أهل البيت (ع). وما أنا إلا عبد فقير من عباد الله انكشفت أمامه الحقائق وشعر بمرارة الخداع وذل التجهيل الذي مورس عليه باعتباره أحد أفراد الأمة الإسلامية، عشت وترعرت في بيئة سنية يتعبد أهلها بمذهب الإمام مالك - تلك غالبية أهل السودان - كانت أكبر همومي تتمثل في الزواج لكي أنجب أبناء أغذيهم بما ورثته من آبائي من تدين وأربيهم على خلاف ما يجري في البلاد الإسلامية الآن من تكريس لسلبيات الحضارة المادية الزائفة في نفوس أبنائنا. كنت أحلم أن يكونوا أبناء من خدام شرع الله ودينه - ذلك الدين الذي درسناه في مناهجنا الدراسية - وكما ألفينا عليه آباءنا في مجتمعنا دون أن نبحث هل هو ما أمرنا الله به أم أن هنالك أنباء وهنبثة خفيت علينا. أما السودان فهو بلد تأصلت فيه الروح الدينية فامتاز بالفطرية في أخلاق شعبه وكافة جوانب الحياة فيه وبقوة الوازع الديني، بالإضافة إلى حبه الواضح لأهل البيت (ع) ويظهر ذلك في ثقافته، وسنتطرق إلى ذلك أثناء بحثنا... ...