ثُمَّ اهتَدَيت

ثُمَّ اهتَدَيت
المؤلف :
رقم الطبع :
الثاني
مكان الطباعة :
بیروت - لبنان
سنة النشر :
1429
عدد المجلدات :
1
(0 الأصوات)

(0 الأصوات)
ثُمَّ اهتَدَيت
ديباجة الحمد لله رب العالمين ، خلق الانسان من سلالة من طين ، فجعله في أحسن تقويم ، وفضله على سائر المخلوقين ، وأسجد له ملائكته المقربين ، وكرمه بالعقل الذي يبدل شكه باليقين ، وجعل له عينين ولسانا وشفتين وهداه النجدين ، وأرسل له رسلا مبشرين ومنذرين لينبهوه ويمنعوه من ضلالات إبليس اللعين ، وعهد إليه أن لا يعبد الشيطان لانه له عدو مبين ، وأن يعبد الله وحده ويتبع صراطه المستقيم ، على بصيرة وإيمان وعلم يقين ، وأن لا يقلد في عقيدته الاصحاب والاقربين والآباء الاولين ، الذين أتبعوه من قبلهم بلا أدلة واضحة ولا براهين ، ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسملين . وصلوات ربي وسلامه وتحياته وبركاته على المبعوث رحمة للعالمين ، ناصر المظلومين والمستضعفين ، ومنقذ البشرية من ضلالة الجاهلين ، إلى هداية المومنين الصالحين ، سيدنا ومولانا محمد بن عبدالله نبي المسلمين ، وقائد الغر المحجلين ، وعلى آله الطيبين الطاهرين الذين اصطفاهم الله على سائر المخلوقين ، ليكونوا قدوة المومنين ، ومنار العارفين وعلامة الصادقين المخلصين وأوجب مودتهم في القرآن الكريم ، بعد أن أذهب عنهم الرجس ، وجعلهم من المعصومين ووعد من ركب سفينتهم بالنجاة ومن تخلف عنهم كان من الهالكين ، وعلى أصحابه الكرام الميامين ، الذين نصروه وعزروه ووقروه وباعوا أنفسهم لنصرة الدين ، وعرفوا الحق فبايعوه بيقين ، وثبتوا بعده على المنهاج القويم ولم يغيروا ولم يبدلوا وكانوا من الشاكرين ، فجزاهم الله خيرا عن الاسلام والمسلمين . وعلى التابعين لهم والسائرين على هديهم إلى يوم الدين . ربي تقبل مني فأنت السميع العليم ، واشرح لي صدري فأنت الهادي إلى حق اليقين ، واحلل عقدة من لساني فأنت واهب الحكمة لمن تشاء من عبادك المومنين ، رب زدني علما وألحقني بالصالحين .