شرح العرشية/ الجزء الأول

شرح العرشية/ الجزء الأول

مؤلّب كتاب (العرشية) هو محمد صدر الدين الشرازي الملقّب ب (ملّا صدرا، و بصدر الدين)، فيلسوف من فلاسفة الشيعة، له مؤلّفات هامة في هذا المجال منه هذا الكتاب الذي قام الشيخ أحمد الأسائي بشرحه و سمّاه ب (شرح العرشية)، لقد كان المؤلف ينتقد القضايا الكثيرة و النصوص الحكمية و الفلسفية، و من أبرز من انتقدهم الشيخ الأحسائي صدر الدين الشيرازي، كونه يمثل قمة الهرم الفلسفي الشيعي في عصره، فقد قام الأحسائي بعملية تشريحه لكتابه (العرشية) بشكل كامل في جميع نواحيه الأسلوبية و الفلسفية، و أكثر ما أخذه عليه خروجه في الحكمة عن مذهب أهل البيت عليهم السلام، رغم ادعائه أتباع مذهبهم فيها، و إيمانه بنظرية وحدة الوجود الصوفية، و الإشتراك اللفظي و المعنوي للوجود، و هو إذ ينتقد الملّا صدرا لا ينتقده لمجرد نقد فيلسوف لفيلسوف آخر، بل لبيان الأخطاء التي وقع فيها، و تأسيس فكرة و منهج جديد بديل صحيح. قال الشيخ الأحسائي في شرح هذه الرسالة العرشية ما نصّه: و اعلم أيها الناظر في كلامي إنّي أعتقد إنّي إذا قلت قولاً فإني أملي على كتابين لا يغادر كبيرة و لا صغيرة، فلا تتوهم على أنّ بيني و بين المصنف شيئا من عدواة، أو حقد أو حسد... أو شيء حداني إلى الردّ عليه غير بيان الحقّ... لأنك إذا تتبعت كتبه وجدته يحمل في عباراته و اعتقاداته لمثل ابن عربي، و عبد الكريم الجيلاني، و ابن عطاء الله و أضرابهم، و لأهمية هذا الشرح تمّ الإعتناء به حيث تمّ ضبط النص و إرجاع الآيات و الروايات التي اقتبسها المؤلف إلى مصادرها الصحيحة، مع  ضبطها و إكمالها و من أجل أن يستفيد القارئ أدرج المحقق لكل مطلب عنوان مناسب، كما قام بتقديم ترجمة مختصرة لمصنف الكتاب و لشارحه بالإضافة إلى دراسة تحليلية للمدرسة النقدية الحكمية عند الشيخ أحمد الأحسائي يطرح فيها كاتبها كيفية و منهجية نقد الشيح الأحسائي لآراء مصنف هذه الرسالة العرشية. لقد جاء الكتاب في ثلاثة أجزاء و هذا هو الجزء الأول و يتضمن فيه أقوال عديدة قام المصنف بشرحها. لقد تم الإنتهاء من كتابة هذا السفر العظيم سنة 1432ه و نشره مؤسسة الإحقاقي.