مفاكهة الخلان في حوادث الزمان

مفاكهة الخلان في حوادث الزمان

مفاكهة الخلان في حوادث الزمان

سنة النشر :

1418

رقم الطبع :

الطبعة الأولى

مكان الطباعة :

بيروت- لبنان

عدد المجلدات :

1

(0 الأصوات)

QRCode

(0 الأصوات)

مفاكهة الخلان في حوادث الزمان

بين دفّتي هذا الكتاب ينبض تاريخُ القرن التاسع الهجري كما رآه شاهدُه العيان، المؤرخ والمحدث ابن طولون الصالحي. في مفاكهة الخلان في حوادث الزمان، يسرد المؤلف يومياته وتجاربه وملاحظاته عن مصر والشام، في زمنٍ مضطربٍ تتقاطع فيه العواصف السياسية والطبيعية مع تحولات المجتمع والثقافة. إنه سجلٌّ حيّ لزمانٍ مضى، كتبه رجل عاش تفاصيله لا مجرد ناقلٍ عنها.

عن الكتاب

مفاكهة الخلان في حوادث الزمان هو عملٌ تاريخيٌّ فريد باللغة العربية ألّفه شمس الدين محمد بن علي بن أحمد بن طولون الصالحي (ت 953هـ)، أحد كبار مؤرخي دمشق في العهد المملوكي. يعدّ هذا الكتاب من أهمّ مصادر القرن التاسع الهجري في تاريخ مصر والشام، ويُعَدّ استمرارًا لتيار التدوين الزمني (الحوليّات) في التأريخ الإسلامي. ألّفه المؤلف على غرار كتاب تذكرة الإخوان في حوادث الزمان لنُعيم بن سيف الدين النعيمي، فجاء مشابهًا له في الأسلوب والمنهج.
يتكوّن الكتاب من مقدمة قصيرة كتبها المحقق خليل منصور، يليها ترجمة للمؤلف، ثم قسمان رئيسان يسجلان الوقائع عامًا بعد عام ابتداءً من سنة 884هـ حتى سنة 926هـ، على امتداد عهد السلطنة المملوكية المتأخرة وبداية النفوذ العثماني في بلاد الشام.

ما ستكتشفه

  • المنهج الزمني الدقيق: يعرض المؤلف الحوادث وفق ترتيبها السنوي، فيذكر في كل سنة أهم الوقائع السياسية والعسكرية والاجتماعية والطبيعية التي شهدها بنفسه أو نقلها عن الثقات.

  • القسم الأول (884–921هـ): يضم ستةً وثلاثين عامًا من الأحداث التي عاصرها المؤلف في دمشق ومصر، ومنها وصفه لعواصف شديدة اجتاحت البلاد، وحركات الأمراء، والنزاعات الداخلية بين المماليك. مثال ذلك ما يرويه عن سنة 885هـ حين “هبّت ريح عاصفة يوم السبت السابع عشر من الشهر، واستمرت حتى نصف الليل، وفيها عاد الأمير وردبش من القاهرة فوبّخه السلطان.”

  • القسم الثاني (922–926هـ): يواصل فيه ابن طولون تسجيل الوقائع الأخيرة من حياته، متناولًا وصول الروم إلى الشام، وتحركات الجيوش العثمانية، وبوادر التحول السياسي في المنطقة. يذكر مثلًا في سنة 924هـ قدوم “جماعة من الأروام القُصّاد، وقيل كان معهم إسماعيل الصوفي رئيس العسكر الخارجي.”

  • منهجه في الرواية: لم يقتصر على مشاهداته الشخصية، بل أورد أيضًا أقوال غيره من المؤرخين وأهل الخبرة، مع حرصه على الإيجاز في كل يومٍ أو واقعة، في أسلوبٍ يجمع بين التوثيق والاختزال.

  • القيمة العلمية: يكشف الكتاب عن صورة المجتمع المملوكي في سنواته الأخيرة—من العادات الاقتصادية والاحتفالات الدينية إلى الاضطرابات السياسية والتغيرات المناخية—ويُعدّ مصدرًا لا غنى عنه للمؤرخين في دراسة الحياة اليومية في دمشق ومصر قبل التحوّل العثماني.

عن المؤلف

شمس الدين محمد بن علي بن أحمد بن طولون الصالحي الدمشقي (880–953هـ/1475–1546م) مؤرخٌ ومحدثٌ وفقيهٌ شافعي، وُلد في حيّ الصالحية بدمشق، وتلقى علومه على كبار العلماء فيها. عُرف بغزارة إنتاجه وتنوّع موضوعاته بين التاريخ، والحديث، والتراجم، والأنساب. من أشهر آثاره: القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية والمنهل الصافي في أخبار الولاة والقضاة بدمشق. يتميز أسلوبه بالدقة والاختصار، والاعتماد على المشاهدة المباشرة وتوثيق الرواية.

لمن هذا الكتاب

هذا الكتاب موجَّه إلى المؤرخين والباحثين في تاريخ المماليك والعصر العثماني المبكر، وإلى المهتمين بالحياة الاجتماعية واليومية في بلاد الشام ومصر. كما أنه مصدرٌ أساسيٌّ لكل دارسٍ لتطوّر الكتابة التاريخية في الإسلام، إذ يجمع بين الدقة الزمنية والملاحظة الشخصية، ويجعل القارئ يعيش التاريخ كما رآه صاحبه بعينه ووعاه بقلبه.