يحوّل هذا الجزء الخامس من من فقه الزهراء عليها السلام أنفاس السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) الأخيرة في ساحة الاحتجاج إلى معملٍ فقهيّ حيّ: كيف تسقط الأمم؟ متى يتحوّل السكوت عن الظلم إلى مشاركة فيه؟ وما معنى أن يُغضِب القومُ من يغضب الله لغضبها؟
عن الكتاب
هذا المجلّد هو امتداد لمشروع السيد محمد الحسيني الشيرازي في قراءة كلمات الزهراء (عليها السلام) قراءةً فقهيةً استدلالية، ضمن موسوعة استدلالية في الفقه الإسلامي، حيث يُستخرج من خطبتها واحتجاجاتها بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحكامٌ دقيقة في العقيدة، والفقه، والأخلاق، والسياسة الشرعية.
يركّز هذا الجزء على المقاطع التي تكشف «بدایة سقوط الأمم» بعد إقصاء الإمام عن الخلافة، وغصب فدك، وإهمال تحذيرات الزهراء (عليها السلام). ينطلق المؤلف من النصوص المنقولة عنها، ومن سيرة أهل البيت (عليهم السلام)، ليبحث قضايا مثل: حكم إقصاء الكفاءات، مشروعية مقاومة الغاصب، حدود الحياد أمام الظلم، وفقه البكاء، وفقه زيارة القبور، والآثار التكوينية لرسول الله (صلى الله عليه وآله) والعترة الطاهرة.
الكتاب لا يقدّم الخطبة مجرد نصّ تاريخي، بل يتعامل معها كمنظومة فقه يستنبط منها عشرات المسائل تحت عناوين واضحة وصياغة فقهيّة معتادة بـ«مسألة».
ما الذي ستكتشفه؟
-
تحليلاً فقهياً وعقَدياً لأسباب سقوط الأمم، من تغييب أهل الكفاءة إلى إبعاد الإمام الشرعي عن موقع القيادة.
-
أحكام إقصاء أهل البيت (عليهم السلام) عن الخلافة، واعتبار ذلك من أعظم الكبائر وآثاره في شرعية السلطة والغصب السياسي والمالي.
-
فقه نصرة المظلوم، وخطر خذلان أهل البيت (عليهم السلام)، وحكم السكوت، والحياد، و«عدم نصرة أهل الحق».
-
مناقشة استدلالات القوم بحديث «إنا معاشر الأنبياء…» وادعاء الإجماع، وبيان ضوابط اجتهاد وحرمة الاجتهاد في مقابلة النص.
-
أحكام الغدر، والتآمر، وإثارة الشبهات، وصناعة الإشاعات، وسياسات الطغاة في ضوء احتجاج الزهراء (عليها السلام).
-
فقه زيارة قبور النبي والأئمة (عليهم السلام)، والالتجاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد وفاته، والتوسل، والبكاء، ورثاء الفقيد المعصوم.
-
أبعاد صبر أمير المؤمنين (عليه السلام) ومواقفه، وفقه الشكوى، وحدود العتاب، وفقه الانتظار ومفهوم «سلب الشرعية» عن الباطل.
عن المؤلف
السيد محمد الحسيني الشيرازي (1347–1422هـ) من كبار مراجع التقليد في العصر الحديث، عُرف بلقب «سلطان المؤلفين» لتجاوز مؤلفاته الألف، وفي طليعتها موسوعته الفقهية ذات المجلدات المئة والخمسة والستين. وُلد في النجف، ونشأ علمياً في كربلاء، ثم هُجّر بسبب النظام البعثي ليستقر في قم. جمع في فكره بين الفقه الاستدلالي، وفقه المجتمع، والدعوة إلى اللاعنف والتنظيم الإسلامي على أساس القرآن والعترة.
لمن هذا الكتاب؟
هذا المجلّد موجّه لطلاب البحث الخارج، والباحثين في فقه أهل البيت (عليهم السلام)، ولكل قارئ يريد أن يفهم ظلامة الزهراء (عليها السلام) لا بوصفها مأساة تاريخية فحسب، بل كمنهج فقهيّ متكامل في تشخيص سقوط الأمم، وموقف المؤمن من الظلم، وحدود الطاعة والاحتجاج في ضوء كلمات سيدة نساء العالمين.
