دراسات أولية لعلامات الظهور
(0 الأصوات)
دراسات أولية لعلامات الظهور
مقدمة
يتردد القارىء والباحث في علامات ظهور المهدي عليه السلام طويلا بين الرغبة والتلهف الذي يلح عليه وعلى المسلمين، وبين منهج التثبت الذي تمليه عليه التقوى وأمانة البحث.. ففي هذا الحشد المتنوع من الروايات يلمس حينا نور الوحي وصدقه فيخشع لله تعالى الذي أطلع رسوله صلى الله عليه وآله وسلم على شيء من غيبه فوصل إلين. . ويلمس حينا التناقض والوضع والسجع المفتعل . . . وحينا آخر يحس بشيء من نور وأثارة من علم، وعليه أن يجد طريقه إليها بين طبقات الأصداف وظلمات التحريف والتخليط من بعض الرواة.
فمن الرواة من وعى وحفظ الأمانة وأداه. ومنهم من وسوس له الشيطان أن يحرف الحديث ويختلقه فكذبوا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام فأهلكوا أنفسهم وأتعبوا من بعدهم أعاذ الله المسلمين من شرهم. وجاء المؤلفون في هذا الموضوع فقام بعضهم بإجلاء بعض الجوانب وإلقاء عدد من الأضواء جزاهم الله عن الإسلام وأهله خير. وجاء بعضهم كحاطب ليل، كأنما أشرب حب التخليط، يقبل كل ما روي، ويعمل لاقناعك به، ويتعسف الجمع بين متضاده ومتناقضه وهيهات. . ويطبق العلامات على أحداث عصره بتفسيرات لا سند لها إلا الإحتمال، المطلق، وكأن العلامات كلها تخص عصره وما بعده بسنوات وليس منها علامة تحققت في الماضي الطويل وتجيء في المستقبل البعيد. وقد أصبح من المتعارف في الكتب المتأخرة عد الصفات العامة لعصر ما بعد النبوة في علامات الظهور، وعد علامات الساعة والقيامة في علامات الظهور، حتى أن بعضها ينص على أنه من علامات الساعة ويعده بعضهم في علامات الظهور ويفسر الساعة بساعة الظهور! مع أن مصطلح (الساعة) في نصوص الإسلام يعني القيامة بداهة.
من أجل ذلك فإن الدراسة الكاملة لعلامات الظهور تحتاج الى مزيد من التتبع والدقة والمقارنة.
وفي هذا البحث الأولي عن المهدي عليه السلام أقدم فهرسا أوليا لأهم العلامات مع بعض الملاحظات حوله.